نتنياهو يهدد بتحصيل ثمن الهجوم على إيلات من غزة والفصائل تستعد والقاهرة تبذل جهوداً لمنع الحرب

حجم الخط
1

غزة ـ ‘القدس العربي’ كشفت إسرائيل يوم أمس عن استمرار التعاون الأمني بينها وبين الجهات الأمنية والإستخبارية المصرية، حول مجمل القضايا الأمنية، خاصة الأوضاع في منطقة شمال سيناء، وحادثة إطلاق الصواريخ الأخيرة على إيلات، وقالت ان القاهرة تبذل جهودا كبيرة لمنع التدهور الأمني في قطاع غزة، في ظل تهديدات إسرائيلية بشن هجوم عنيف إذا تأكد وجود علاقة بين جهات فلسطينية والهجوم.
وقالت مصادر سياسية كبيرة للإذاعة الإسرائيلية ان التعاون الأمني مع مصر مستمر بـ ‘شكل منتظم’، وقالت ان مصر ‘تواصل تعزيز قواتها العسكرية على الحدود المشتركة للبلدين’.
ولفت إلى أن هذه التعزيزات تتواصل منذ شهر آب (أغسطس) الماضي، مشيرة إلى زيارات لوفود إسرائيلية على مستوى الدبلوماسيين والعسكريين للعاصمة المصرية القاهرة بين الفينة والأخرى لمواصلة التحاور مع القيادة المصرية حول مختلف القضايا التي تهم البلدين.
وجاء التأكيد على استمرار التعاون الأمني هذا في أعقاب حادث إطلاق صاروخين على مدينة إيلات الحدودية الواقعة على البحر الأحمر، والمتاخمة لمنطقة سيناء، الأسبوع الماضي، وقالت إسرائيل ان هذه الصواريخ أطلقت من أرض سيناء.
وهدد بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي برد قوي على هجمات إيلات، وقال في مستهل جلسة مجلس الوزراء الأسبوعية ‘إسرائيل لن تسلم بتكرار الاعتداءات الصاروخية عليها مثلما حدث في إيلات الأسبوع الماضي بل ستتحرك لتحصيل الثمن من الجهات المعتدية’.
وأشار إلى ‘مجموعة إرهابية خرجت من قطاع غزة وعملت في سيناء هي التي ارتكبت اعتداء إيلات على الأرجح’.
وقالت مصادر عسكرية قبيل حديث نتنياهو أن رد الجيش سيكون ‘عنيفا’ حال التأكد بوجود علاقة لنشطاء من غزة بإطلاق صواريخ إيلات، وحملت حركة حماس التي تحكم قطاع غزة المسؤولية ما يحدث.
وكانت مجموعة جهادية تسمى ‘مجلس شورى المجاهدين في أكناف بيت المقدس’ تبنت إطلاق صاروخين من نوع ‘غراد’ باتجاه إيلات، وقالت في بيان لها أن الهجوم ‘رداً على استشهاد الأسير ميسرة أبو حمدية في سجون الاحتلال الإسرائيلي’.
وتنذر التهديدات الإسرائيلية بشن هجوم ضد قطاع غزة، خاصة في ظل الكشف من تل أبيب عن اتصالات تجريها القاهرة في هذه الأوقات تبذل خلالها جهودا كبيرة لمنع تدهور الأوضاع على جبهة قطاع غزة في ظل استمرار تساقط الصواريخ على بلدات الجنوب الإسرائيلية.
وقالت إسرائيل أن آخر هذه الصواريخ سقطت يوم أمس الأحد حين أطلق صاروخ من القطاع على بلدة ‘أشكلول’ القريبة من الحدود، دون أن يتسبب في وقوع إصابات أو أضرار.
ودوت في المنطقة صفارات الإنذار، وقد تم العثور على بقايا الصاروخ بعد انفجاره في منطقة مفتوحة وغير مأهولة بالسكان.
ودخلت الفصائل المسلحة في غزة وإسرائيل في اتفاق تهدئة يوم 21 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، بوساطة مصرية، أنهى حرب ‘عامود السحب’ التي شنتها إسرائيل ضد غزة لمدة ثانية أيام، بدأتها باغتيال قائد أركان حركة حماس أحمد الجعبري.
وكان مسؤولون في حماس والجهاد الإسلامي لم يستبعدوا قيام إسرائيل بشن هجوم قوي ضد قطاع غزة، وقال خالد البطش عضو القيادة السياسية لحركة الجهاد الإسلامي أن حركته ‘تستعد لمعركة جديدة مع إسرائيل في ظل التهديدات الإسرائيلية المستمرة لقطاع غزة’.
وقال النائب في المجلس التشريعي عن حركة حماس إسماعيل الأشقر، ان حركته تنظر للتهديدات بـ ‘جدية عالية’، وأضاف ‘نعتبر أن هناك ضوءا أخضر أمريكيا للاحتلال بارتكاب حرب ضد أطفالنا ونسائنا وأبناء شعبنا’.
ومن طرفه إعتبر النائب قيس عبد الكريم ‘أبو ليلى’ نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أن تصريحات يعالون بشن عدوان على قطاع غزة بذريعه مواصلة إطلاق الصواريخ، بمثابة إعلان صريح بنية الإحتلال شن حرب جديدة على قطاع غزة.
وقال النائب أبو ليلى إن حكومة الاحتلال تختلق الذرائع من أجل إستهداف قطاع غزة، مع مواصلتها فرض الحصار الجائر عليه ، منوهاً أن هذه التصريحات هي فصل من فصول الحرب الشاملة التي تشنها قوات الإحتلال ضد الشعب الفلسطيني في قطاع وغزة والضفة الغربية.
وأضاف النائب أبو ليلى أن حكومة الإحتلال تواصل التهرب من تنفيذ ما ترتب عليها من التزامات خلال إتفاق التهدئة الأخير، وتواصل فرض الحصار على قطاع غزة، مشيراً الى أن هذا التهديد بشن عملية جديدة ضد قطاع غزة المحاصر، يؤكد مرة أخرى أن حكومة الإحتلال تريد الإبقاء على جرح غزة وتعميقة من خلال عملياتها الحربية.
وأوضح أبو ليلى أن حكومة الاحتلال تحاول خلق الذرائع من أجل تصعيد عدوانها على الشعب الفلسطيني، منوهاً أن التصريحات الأخيرة التي أطلقها قادة الإحتلال هي خير دليل على العقلية الإسرائيلية القمعية التي تمارس إرهاب الدولة المنظم، وخير دليل على مخططات حكومة الاحتلال، غير مكترثة بالأعراف والقوانين الدولية وحقوق الإنسان، مطالبا المجتمع الدولي التدخل الفوري لوضع حد للممارسات سلطات الاحتلال المنافية لكافة الأعراف والقوانين الدولية، ووقف سياسة الكيل بمكيالين بتعامله مع إسرائيل وقضايا المنطقة العربية، مما يشجع إسرائيل على الاستمرار في جرائمها وعدوانها ويجعلها تتصرف كدولة فوق القانون.
يشار إلى أن قوات الأمن الإسرائيلية، أطلقت صبيحة يوم أمس تمرينا للجبهة الداخلية في مدينة إيلات، بعد عملية سقوط الصواريخ، بمشاركة قوات من الجبهة الداخلية للجيش الاحتلال، وأفراد من الشرطة إسرائيل، والإسعاف والدفاع المدني.
ويتخلل التمرين الذي سيستمر حتى الخميس المقبل، بحسب ناطق عسكري فتح الملاجئ العامة لفحص جاهزيتها، وسيتم سماع دوي إنفجارات في أنحاء المدينة. وقالت مصادر عسكرية بحسب إذاعة الجيش أن تل أبيب ‘لن تواصل سكوتها حول ما يحدث في جبهة سيناء حيث يلعب الفراغ الأمني هناك دورا كبيرا في سيطرة الحركات المتطرفة على مجمل الأوضاع’.
وعن دفع الجيش المصري بمزيد من تعزيزاته العسكرية في سيناء مؤخرا، قالت المصادر أن إسرائيل ‘غضت الطرف عن إدخال الجيش المصري كتيبة مشاة إلى منطقة شرم الشيخ’، لكنها تساءلت عم ما قامت به تلك الفرقة، بالقول ‘لم تفعل شيئا على الأرض حتى الآن’.
وجاء التنبيه إلى الأمر في أعقاب استياء إسرائيل من إدخال القوات المصرية لقوات إضافية من الجيش في شبه جزيرة سيناء، دون تنسيق المسبق معها.
وبحسب ما ذكر المسؤولون الإسرائيليون فإن الجيش المصري أدخل خلال الشهر الماضي سرية مشاة مصرية لمنطقة شرم الشيخ، بالإضافة إلى إدخال قوات عسكرية كبيرة للجزء الغربي من شبه جزيرة سيناء، من أجل حماية قناة السويس دون التنسيق مع إسرائيل.
وأشار المسؤولون إلى أن السلطات الإسرائيلية تنظر إلى ‘الخروقات بتسامح كبير’، ولا ترى فيها كنوايا مصرية سيئة تجاه إسرائيل، مبينين أن عدد الجنود الذين دخلوا إلى سيناء خلال الفترة الماضية ‘لا يمثل خرقاً في توازن القوى المنطقة ولا تعتبر خرقاً كبيراً لاتفاقية السلام الموقعة بين الجانبين’.
وبحسب التقديرات الإسرائيلية فإن الجيش المصري يملك 30000 جندي منتشرين على الخط الأول مع إسرائيل وغزة، إضافة إلى عدد آخر من الجنود منتشرين على الخطوط الداخلية في منطقة شبه جزيرة سيناء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ابن فلسطين:

    الله ينتقم من اللي كان السبب وارء عجرفة اليهود بان يتوقعوا من طلب الاذن بنشر جنودها داخل حدودها.

إشترك في قائمتنا البريدية