القاهرة – القدس العربي – من محمد عاطف: انسحب الفنان محمد أبو داود من المسلسل التليفزيوني ‘المزرعة’ ورفض تجسيد شخصية وزير الداخلية المصري الأسبق حبيب العادلي.
يرى أبو داود أن عدم الاهتمام بالفنانين أدى إلى غياب الدراما الدينية والتاريخية عن الشاشة الصغيرة.
يتوقع محمد أبو داود – عضو مجلس نقابة الممثلين في مصر – حدوث أزمة شديدة في الدراما هذا العام بعد انخفاض انتاجها من سبعين في رمضان الماضي إلى حوالي عشرين فقط هذا العام.
يرد محمد أبو داود على هذه الأسئلة وغيرها.
* ماذا ينقص الانتاج الدرامي حالياً؟
** التليفزيون المصري لم يهتم بانتاج الدراما الدينية والتاريخية، مثلاً الرئيس الراحل جمال عبدالناصر والرئيس أنور السادات عرفا قيمة الفن وسانداه وأقاموا التكريم للفنانين، ومنذ العصر السابق لم نر اهتمام بالفن لإعادة انتاج الأعمال الكبيرة.
هل رفضت تجسيد شخصية حبيب العادلي في مسلسل ‘المزرعة’؟
** قرت المسلسل ووجدت إهانات عن طريق استغلال سيرة زوجة وزير الداخلية السابق وابنه والرجل مازال يحاكم فأرفض ذلك رغم عدم معرفتي للوزير السابق ولم يكن لي علاقات مع مسئولين سابقين ووجت مواقف لا أرضى عنها مثل صفوت الشريف الذي لم تصل إليه ملابسه الداخلية فاستولى على ملابس فتحي سرور وهكذا للضحك، لا يعجبني ذلك.
كيف ترى مشاكل الدراما التليفزيونية الآن؟
** النقابات الفنية تعني من البطالة المرتفعة في مجال كان يدر دخلاً قومياًَ بعد زراعة القطن العام الماضي ظهر 70 مسلسلاً تأجل منها حوالي سبع مسلسلات، وهذا العام حوالي 14 مسلسلاً فقط يضاف إليها ما تأجل أي تصبح المسلسلات حوالي عشرون عملاً فقط.
هذه صناعة كاملة كانت تدر الكثير وأرى أن تأخرنا فيها كارثة ثقافية وأدبية وفنية، ولذا أوجه نداء إلى كل المسئولين في مصر إنقاذ الانتاج الحكومي من الدراما لأن هناك فنانين لم تحصل على حقوقها المادية من قطاع الانتاج منذ عام 2011 والجهاز الحكومي في ماسبيرو يضم الآلاف من الموظفين الذين يحصلون على أجورهم ولا تعمل.
ما أعمالك الدرامية الجديدة؟
** في رمضان المقبل 3 أعمال مؤجلة من العام الماضي هي ‘طيري يا طيارة’ وأجسد دور ضابط يصاب في حرب 73 وعندي أبنة ولي مشاكلي وهي أن زوجتي تسعى لزواج ابنتنا من رجل غني، وتتعرف ابنتي على شاب والده رجل أعمال فاسد وتحدث مشاكل بيننا، وأعيش حتى ثورة 25 يناير وأساند الشباب.
ومسلسل ‘مولد وصاحبه غايب’ باق منه 15 يوماً في التصوير وهو عمل كبير لأول مرة في الدراما الفنانة هيفاء وهبي مع فيفي عبده وسميحة أيوب وأحمد خليل وحسن ارداد وباسم سمرا، وهو قصة اجتماعية إنسانية بداخلها سياسة، فرجال الأعمال السابقين لديهم فساد كبير نراه من خلال قصة حب، وأعمل رجل أعمال كبير ولي ميول للمعاكسة.
ومسلسل ‘كيكا على العالي’ بطولة حسن الرداد وأحمد صفوت وميس حمدان وأيتن عامر وصلاح عبدالله وهادي الجيار وصلاح رشوان وهو عن طموح الشباب والصعود من أسفل لأعلى وكيف التغلب على الضياع، وأجسد شخصية صاحب كباريه ويتاجر في المخدرات، وأظهر بشكل مختلف على المشاهد.
هل تبحث عن التنوع ولا تلجأ لأدوارك الناجحة فقط؟
** الممثل الشاطر يقرأ ما بين السطور وينجح في فهم ملامح الشخصية ليصدقها المتفرج.
تجربة مسلسل ‘المنتقم’ يتخطى عدد حلقاته ال30 ويصل الي 120 حلقة ل تراه ناجحاً؟
** التجربة قدمناها بعد نجاح الدراما التركية والفرق أن عندنا كل حلقة بها حدث وأكثر بينما في التركي كل أربع حلقات حدث ولذا ‘المنتقم’ مازال يعرض ويلقي النجاح وعملنا فيه بنصف الأجر، والصورة جميلة ونجاح المخرج السوري حاتم علي لتقديم صورة جيدة.
لماذا سيطرت الدراما التركية على الفضائيات العربية؟
** طلبت في مؤتمر صحفي من قبل البحث عن تخفيض تكاليف الدراما المصرية لتصعد على الدراما التركية التي تعرض بأسعار أقل بكثير من مسلسلاتنا، والمحطات الفضائية ترغب في ملء ساعات الإرسال بأقل الأسعار، وموضوعات ومشاهد التركي لا تتناسب مع المشاهد العربي أو لا يمكن طرحها بأعمالنا.
وأنا غير قلق من الدراما التركية لأن الجمهور سوف يزهدها لتكرارها، ولابد من مساندة المسئولين لصناعة الدراما.
الاستعانة بالفنانين الأتراك في مسلسلاتنا ما رأيك؟
** تفسيري من أجل البيع والتسويق للدراما، ومشاركة أحد نجوم الدراما التركية يضمن المنتج أكثر من قناة تشتري العمل.
وطالما المشاركة من أجل دوران حركة الانتاج فأهلاً وسهلاً حتى لا تتوقف صناعة الدراما، لأن مشاركة الأجانب قليلة بجانب المصريين يعني هناك حالة فنية.
ما رؤيتك للحالة السياسية في الوقت الحالي؟
** أين إدارة الأزمة في الدولة؟ الناس لا ترى بكرة ولهذا لدينا حالة إحباط وتوقع لحدوث كوارث، ويدهشني كثرة الاعتصامات والانقطاع عن العمل لأن هذا يؤدي إلى كارثة على البلد، كيف نعيد مصادر الدخل.
ما رأيك في محاكمات النظام السابق الأخيرة؟
** أحترم القضاء، ولن يصدر حكم لمجاراة رجل الشارع، وما علمته من رجال قانون ان ما حدث من قتل في الثورة كان مشاع لم نحدد القاتل وأداة الجريمة، وبعد الثورة حدث ما هو أصعب، لذا هناك رق بين محاكمة قانون أو محاكمات ثورية وطالما حاكموا بالقانون فلابد من احترامه.
هل تؤمن بنظرية المؤامرة؟
** أوافق على نظرية المؤامرة لأن ما يحدث يدل على ذلك، بعد الفتنة بين المسلمين والمسيحيين اتجهوا إلى الفتنة بين المسلمين السنة والمسلمين الشيعة، وذلك لوجود إسلاميين متشددين، لا أواق على تكفير البعض لأخرين.