محلل إسرائيلي: روسيا تقوم من جديد بدراسة تزويد سورية بصواريخ S300 لسببين: ردع أمريكا

حجم الخط
2

الناصرة ـ ‘القدس العربي’ تدعي إسرائيل أن نظام الرئيس السوري، د. بشار الأسد قد دفع ثمن 4 بطاريات من منظومة صواريخ (إس 300) لروسيا بسعر يتجاوز مبلغ 900 مليون دولار أمريكي، وتؤكد تل أبيب ادعاءها بتحويلات مالية من الحكومة السورية، تتضمن دفعه تمت هذه السنة عبر بنك التنمية الخارجية الروسي (في اي بي).
وتشمل الصفقة المزعومة 6 قاذفات صواريخ، و144 صاروخا تشغيليا بمدى مجد يصل إلى ما يعادل 200 كيلومتر.
ووفقا للمعلومات الإسرائيلية، فإنه سيتم تسليم الدفعة الأولي من هذه الصفقة خلال فتره لا تتجاوز 3 أشهر، على أن يتم تسليم الدفعة الأخيرة نهاية العام الحالي. وكان بوتين قد حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عقب الغارة الإسرائيلية الأخيرة علي دمشق في 4 أيار (مايو) الحالي، بأن موسكو لن تتسامح مع المزيد من الهجمات علي سورية. لكن نتنياهو، الذي أكد لبوتين أن إسرائيل لم تغر علي سورية لتقويض سلطه الأسد، إنما لمنع وصول أسلحة متطورة لحزب الله اللبناني، يرى أن وصول (اس 300) إلى دمشق سيُشكل خللاً في التوازن العسكري القائم بين البلدين. ولمنع حدوث هذا الخلل، أجرى رئيس الحكومة الإسرائيلية اتصالا هاتفيا مع الرئيس الأمريكي باراك اوباما، قالت مصادر سياسيه في تل أبيب، كما أفادت التلفزيون الإسرائيلي أمس، إن نتنياهو حذر واشنطن خلاله من خطورة وصول صواريخ روسية متطورة كهذه إلى دمشق، لأنها تؤدي لتقويه الدفاعات الجوية السورية في أي مواجهه مع الطائرات الغربية في حال اضطر الغرب إلى التدخل في سورية، وتقوي من معنويات نظام الأسد في حربة ضد المعارضة.
وقد أعطى الكاتب في صحيفة ‘إسرائيل اليوم’ جنيفر روبين، والذي يعتبر من المقربين لنتنياهو، تفسيرا لهذا التوجه فربط بين صفقه الأسلحة والقصف الإسرائيلي على دمشق، متسائلاً: هل تريد الولايات المتحدة أن تصبح إسرائيل شرطي منطقة الشرق الأوسط؟.
وذهب روبين لأبعد من ذلك ليقول إن الموضوع هو أن سورية هي في واقع الأمر تجربة أولية للمواجهة الأكبر بين إيران والغرب. وبالتأكيد ثمة أمكانيه بأنه في هذه المواجهة أيضا ستضطر إسرائيل إلى العمل. وإذا كان هكذا هو الحال، فكيف يمكن لنتنياهو الاعتماد علي الإدارة الأمريكية؟ عندما لا يكون اوباما مستعدًا للتدخل في ما يجري في سورية، ثمة احتمال صغير جدا لأن يقف خلف تهديدات تجاه إيران، على حد قوله. من جانبه، قال روبرت هيوسن، محلل القدرات الجوية في مؤسسه الدفاع والاستخبارات الأمنية والتحليل، أنه في حاله حصول سورية علي نظام (اس 300) فربما يستغرق نشر النظام وتشغيله عدة أشهر، مؤكدًا أن المنظومة لن تمثل تحديا كبيرا بالنسبة للقوات الجوية الإسرائيلية التي تعتمد علي التكنولوجيا المتقدمة، وأضاف أنه نظام قائم منذ فترة ومفهوم بشكل جيد ولهذا تتوافر معلومات كثيرة خاصة لدى أصدقاء إسرائيل بشان كيفيه التعامل معه، على حد تعبيره.
في السياق ذاته، قال المحلل للشؤون العسكرية في موقع ‘يديعوت أحرونوت’ على الإنترنت، رون بن يشاي، صاحب الباع الطويل في المنظومة الأمنية بالدولة العبرية أمس أن تقديرات الغرب تشير إلى أن مخاوف روسيا من التدخل العسكري الأمريكي والغربي في سورية هو الذي دفع موسكو إلى ما أسماها سحب ورقة الضغط الفعالة لديها، وهي تزويد الجيش السوري بصواريخ (أس 300)، باعتبار أن هذه الصواريخ قادرة على إصابة طائرات وصواريخ بالستية عن بعد بما يصعب عمل قوات أجنبية في سورية. ولفت المحلل إلى ما نشرته صحيفة (Wall Street Journal) بأن سورية دفعت مقابل جزء من تكلفة المنظومة الصاروخية، وأنه في أعقاب ذلك توجهت إسرائيل إلى المستويات العليا في موسكو وواشنطن لوقف تزويد سورية بالصواريخ.
وتابع بن يشاي قائلاً إنه من الجائز جدًا الافتراض بأن المحادثة الليلية التي أجراها الرئيس الأمريكي أوباما مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو تمحورت حول هذا الموضوع. وزاد المحلل قائلاً إن التوجه الإسرائيلي قد تم خلال الساعات الـ48 الأخيرة لأجهزة أمنية ودول لها اتصالات مباشرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومع البيت الأبيض، وأنه من المرجح أنْ يكون أوباما قد هاتف نتانياهو للتحدث في هذا الشأن، وأن الرئيس الأمريكي قد تعهد بممارسة نفوذه.
علاوة على ذلك، لفت المحلل إلى أن صواريخ (أس 300) هي صواريخ روسية لاعتراض الطائرات القتالية التي يزيد ارتفاعها عن 100 كيلومتر، إضافة إلى الصواريخ البالستية.
وبرأيه، فإنه من غير المعروف أية نموذج صواريخ تنوي روسيا تزويد سورية به، لكن من المعروف أن سورية كانت قد طلبت في السابق تزويدها بصواريخ (أس إيه 10)، وعندئذ توجهت تل أبيب وواشنطن إلى الكرملين، وفي أعقاب التوجه تم تجميد الصفقة. وشدد المحلل على أن تقديرات الغرب تشير إلى أن روسيا ترغب في نهاية المطاف التوصل إلى صفقة مع أمريكا ومع حلف الناتو تشمل عدم تزويد المعارضة بالسلاح وعدم التدخل العسكري في سورية، مقابل عدم تزويد الجيش السوري بالصواريخ.
كما تطرق إلى أن روسيا كانت قد وقعت على صفقة مع طهران لتزويد الأخيرة بالصواريخ، وأنه جرى تدريب إيرانيين على تفعيلها في روسيا، إلا أن زيارة بوتين إلى إسرائيل، وضغوط واشنطن المباشرة أدى إلى تجميد الصفقة.
وأشار أيضا إلى أن تل أبيب وواشنطن تعتقدان أنه في حال تزويد إيران بصواريخ (أس 400) عندها لن يكون بالإمكان تهديد إيران عسكريا بضرب منشآتها النووية، وذلك لأن هذه الصواريخ قادرة على إصابة الطائرات عن بعد 156 كيلومترا، حتى لو كانت على ارتفاعات منخفضة نسبيا، كما أن هذه الصواريخ قادرة على اعتراض صواريخ بالستية، وعقب الضغوطات ألغت موسكو الصفقة مع طهران.
وخلص المحلل الإسرائيلي إلى القول إن روسيا تقوم من جديد بدراسة تزويد سورية بهذه الصواريخ لسببين، الأول من أجل ردع أمريكا ودول حلف الناتو عن التدخل العسكري الجوي في سورية، والثاني لردع واشنطن عن تزويد أسلحة للمعارضين، على حد تعبيره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الشعوب الوطنية:

    طبعا الشعب السوري و العربي ينتظر من روسيا و دول البريكس تزويده بافضل الاسلحة للدفاع عن وطنه ضد العدوان الاسرائيلي طوال 40 سنة ولماذا يزود النظام الامريكي و الغربي اسرائيل باحدث الاسلحة الهجومية طوال 62 سنة و حرام على روسيا تزويد سورية باسلحة !!! ما هذه المهزلة و عدم العدل

  2. يقول عماد:

    لهذا السبب تحاول ايران أن تصنع ما تحتاج من السلاح و العرب يسخرون بدل التعلم منها

إشترك في قائمتنا البريدية