بيروت – ‘القدس العربي’ ـ من سعد الياس: أعلن امام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الاسير ارجاء تحركه الذي كان مقرراً اليوم في صيدا لايام لافساح المجال لنجاح مساعي فعاليات صيدا ومسؤول امني لايجاد حل للشقق التي يشغلها حزب الله في عبرا.
وجاء قرار الأسير بتأجيل التحرك بعد قرار مجلس الامن الفرعي في الجنوب بمنع الاعتصام الذي رغب الأسير في اقامته امام مجمع فاطمة الزهراء، والذي كان سيُقابل باعتصام مضاد في اليوم نفسه للقاء الوطني التقدمي في ساحة الشهداء في صيدا.
وكان مجلس الامن الفرعي انعقد قبل يومين في سراي صيدا الحكومي برئاسة محافظ الجنوب نقولا بو ضاهر، وحضور النائب العام الاستئنافي في الجنوب القاضي سميح الحاج وقادة الاجهزة الامنية والعسكرية، وقرّر منع المسيرات والتجمعات والاعتصامات التي من شأنها إثارة النعرات الطائفية والمذهبية، تجاوباً مع مقررات مجلس الدفاع. وبحث المجلس في اجتماعه الوضع المحتقن في صيدا على ضوء طلب الشيخ الاسير الاعتصام امام مجمع الزهراء الجمعة المقبل، والاعتصام المضاد في اليوم نفسه للقاء الوطني التقدمي في ساحة الشهداء في صيدا، وقرّر المجلس منع الاعتصامين للحفاظ على الاستقرار في صيدا.
وبدا أن الأسير الذي كان مصمماً على الاعتصام، حتى لو لم يحصل على ترخيص من محافظ الجنوب، تراجع عن قراره بعدما ذكرت أوساطه أنه يستعد لكسر الهيبة الامنية في المدينة وأنه سيؤدي صلاة الجمعة في مسجد الشهداء، على أن يعتصم الاسير بعد خروجه من المسجد مع مناصريه ويقف عند آخر نقطة يسمح بها الجيش، وهذه النقطة هي عند مفرق شارع الشهيد مصطفى سعد في ساحة الشهداء.
لكن مصادر صيداوية نبّهت الى ‘ان تجاوز الاسير لقرار مجلس الامن الفرعي سيؤدي الى اعتقال المعتصمين المخالفين للتعليمات بما ينال من هيبة الجيش والقوى الامنية’.
وكان الأسير جمد تحركاته التصعيدية لفترة شعوراً منه مع جيرانه المسيحيين في الاعياد، لكنه بعد زيارته تركيا لثلاثة ايام عاد الى التصعيد، فقاد بعد صلاة الجمعة الفائتة مسيرة راجلة ‘ضد سلاح الفتنة وشققه’، ورفع لهجته ضد حزب الله والجيش ومخابراته في صيدا. وتمنى على الجيش السوري الحر أن ‘يتوصى بكل شخص يقاتل في سورية مع النظام بأشد العقاب’، ووجّه الى الجيش اللبناني كلمة نابية عندما قال ‘تفو على الجيش اللبناني، جيش إيران’، معلناً ‘بدء النضال حتى إخراج الغرباء من صيدا، انطلاقاً من الاعتصام أمام مجمع الزهراء يوم الجمعة المقبل واعتصام قريب أمام منزل السيد حسن نصر الله’.
وكانت قوى 8 آذار المنضوية تحت اسم القوى الوطنية والعروبية أصرت على وقف ما سمّته ‘هذه المهزلة المتمثلة بالاسير في مدينة صيدا والتصدي لمشروع المؤامرة الكبيرة التي تقودها هذه الظاهرة الشاذة المتمثلة في شخص أحمد الأسير ومموليه وداعميه في قطر’. واضافت ‘ان اول هذا التصدي سيكون في الاعتصام الذي دعا اليه اللقاء الوطني الجمعة المقبل’. واعتبرت ‘ان صيدا تدفع دائماً فاتورة مواقفها الوطنية والقومية المقاومة من رزق أهلها وعلى حساب مصالحهم ومؤسساتهم وشركاتهم وأمنهم السياسي والاجتماعي’.