عن الجثث

حجم الخط
0

1 لو يسمحِ الله للميتِ بالبكاء على نفسهِ؛
لتحوّلَ جُثمانُهُ قاربًا!

2
البكاءُ على الميّت لا يُحرّكُ ساكنـًا.

3
أنجع الحُلولِ لإخْصابِ الصحراء
دفنُ الموتى فيها.

4
الميتُ يُباشرُ بكاءَه تحت الأرضِ،
هذا ما يُفسّرُ نماءَ الأعشابِ في المقابر.

5
قال مُزارعٌ:
أخصبُ الترابِ
ما آلت إليه الجثثْ.

6
لأنّ للترابِ احتمالاتِ الطهارة والنجاسة؛
يَلْقَفُ كلَّ الجثث.

7
لأنّ البحرَ طاهرٌ بذاتِه،
يلفظُ موتاه.

8
مِن حكمةِ البحر:
أنّ لجثثِ الغرقى دليلاً واضحًا.

9
النهرُ أقلّ حكمة منَ البحر،
في التعامل مع موتاهُ .

10
كانَ غرابُ اللهِ صاحبَ حكمةٍ،
بهذا الشأن.

11
كانَ يَمشي،
بمحْضِ الصُّدفةِ صارَ جـُثّةً؛
الصُّدفةُ خَرْقٌ فاضحٌ
لِطوْقِ النجاة!

12
المستنقعاتُ جاهلِةٌ جدّا،
وأخطرُ الصمتِ
صَمتُ المستنقعات.

13
لولا انفعالُ البحرِ ومِلْحُهُ…
لضاعتِ الحكمةُ .

14
لكنّ البحرَ عدوٌّ غامضٌ،
بالذات، وهُو هادئ،
وانْفعالُهُ يَكشِفُ عنهُ.

15
البحرُ عَدوٌّ قَوِيٌّ وخَلُوقٌ وجميلٌ
يَحرِصُ على تسليمِ الجثثْ.

16
البحرُ و اللسانُ:
يتماثلان في وظيفةِ اللفظِ،
يختلفان في النيّةِ واللغة.

17
ثمّةَ فرقٌ أيضًا:
البحرُ يَلفظُ عن حكمةٍ؛
اللسانُ ليس، دائمًا، صاحبَ حكمةٍ.

18
العينُ بحر …
يتطّهر من تلقاءِ حِكْمتِه.

19
القلوبُ في الأرض،
داخل رُمّانةٍ؛
جَرّافةٌ عَلى الترابِ،
وأرئيل شارون في الطائرة!

20
لهُ التجلّي في الفراغ،
لي الهبوطُ إلى فراغ القبو،
للبياضِ مَحْبَرَةُ النِيّة.

21
يَرتدِي قميصًا ناصعًا
بيد أنَّ أمَّهُ تَخافُ عليهِ
مِن بُقَعِ التفاحة!

من ديوان ‘خلعوا الليل من الشجرة’، بيت الشعر الفلسطيني،2011.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية