طالبان تنصح الباكستانيين ‘بتجنب مراكز الاقتراع’

حجم الخط
0

عواصم ـ وكالات: نصحت حركة طالبان في رسالة تسلمت وكالة فرانس برس نسخة منها الجمعة الباكستانيين ‘بتجنب’ التوجه الى مراكز الاقتراع للتصويت في الانتخابات العامة غدا السبت اذا كانوا يريدون ‘البقاء على قيد الحياة’.
وقال الناطق باسم طالبان احسان الله احسان في هذه الرسالة ان ‘الديموقراطية نظام غير اسلامي نظام كفار. لذلك اطلب من السكان تجنب مراكز الاقتراع اذا ارادوا عدم المجازفة بفقدان حياتهم’.
ودعي اكثر من 86 مليون باكستاني الى الاقتراع السبت لانتخابات تشريعية وطنية ومحلية حاسمة لتعزيز الديموقراطية في هذا البلد الذي شهد ثلاث حكومات مدنية فقط اطاح بها عسكريون منذ انشائه في 1947. وانتهت الخميس الحملة الانتخابية للاقتراع.
وشهد اليوم الاخير من الحملة خطف نجل يوسف رضا جيلاني رئيس الوزراء السابق بين 2008 وحزيران/يونيو 2012 وايضا تهديدات جديدة لحركة طالبان التي اعلنت انها ستنفذ هجمات السبت يوم الاقتراع.
وبعد سنوات من الازمات والتحدي بين باكستان والولايات المتحدة، لا تزال واشنطن مرغمة على ابقاء تحالفها مع هذه القوة النووية العسكرية الاستراتيجية المهددة بتنامي التطرف الاسلامي، وفق تأكيدات الخبراء.
وبعد الانتخابات التشريعية المزمع اجراؤها السبت، على واشنطن التعامل مع ائتلاف حكومي اقل محاباة للولايات المتحدة بالمقارنة مع الائتلاف الذي قاده حزب الشعب الباكستاني الذي ينتمي اليه الرئيس آصف علي زرداري منذ العام 2008.
وبعد السياسة الواقعية المعتمدة ازاء ‘زواج المنطق’ مع اسلام اباد بعد هجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001، اشادت واشنطن الخميس مسبقا ب’الانتقال الديموقراطي التاريخي’ الذي تمثله انتخابات 11 ايار/مايو بالنسبة لبلد يحمل تاريخا سياسيا داميا يعج بالانقلابات العسكرية.
واكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية باتريك فنتريل ان الولايات المتحدة ‘ستتعاطى مع الحكومة المقبلة المنتخبة ديموقراطيا’، سواء أكان ائتلافا يقوده المرشح الاوفر حظا رئيس الوزراء السابق نواز الشريف زعيم ‘الرابطة المسلمة’ المحافظة المتحالف مع احزاب اسلامية، او نجم رياضة الكريكت السابق عمران خان.
ويشير دانيال ماركي المحلل في ‘مجلس العلاقات الخارجية’ الامريكي الى ان التحديات بالنسبة لواشنطن كبيرة، من مراقبة الترسانة النووية الى مكافحة الارهاب، مرورا بالانسحاب من افغانستان والثقل الاستراتيجي لباكستان، وبالتالي فإن ‘التخلي عن هذا البلد ببساطة امر مستحيل’ وفق ماركي.
ويضيف المحلل ‘اننا ملتزمون مع باكستان الى الابد’.
وهذا الرأي تشاطره ايضا سيمبال خان الباحثة الباكستانية في مركز ‘وودرو ويلسون’ في واشنطن اذ تعتبر ان ‘العلاقة مع الولايات المتحدة ترتدي اهمية قصوى بالنسبة لباكستان’. كل هذا على الرغم من الشعارات الانتخابية المناوئة للامريكيين التي يطلقها المرشحان الطامحان للسلطة نواز شريف وعمران خان.
ويذكر الخبراء بان شعارات العداء لامريكا تكسب المرشحين شعبية في اوساط ناخبي هذا البلد العملاق الذي يعد 180 مليون نسمة وحيث لا تتعدى نسبة مؤيدي السياسات الامريكية ال11′ بحسب استطلاع لمعهد بيو الامريكي للاستطلاعات.
ويعزو المسؤول المشرف على هذا الاستطلاع ريتشارد وايك هذا النفور لدى الباكستانيين تجاه الولايات المتحدة الى حملة الغارات للطائرات الامريكية من دون طيار على المناطق القبلية الباكستانية ضد مقاتلي طالبان والقاعدة ما يثير استياء كبيرا في باكستان، والهجوم الامريكي الذي انتهى بمقتل اسامة بن لادن في ايار/مايو 2011. ويلاحظ الخبير في الاستطلاعات ان الرأي العام في باكستان يبدي ‘انعداما في الثقة تجاه القوة الامريكية’ مشيرا الى ان شعبية الرئيس الامريكي باراك اوباما هي سيئة بالقدر نفسه مثل سلفه الرئيس السابق جورج بوش. وتحالف هذا الاخير مع اسلام اباد نهاية 2001 في ‘الحرب على الارهاب’، ما وفر لباكستان مساعدات بقيمة 20 مليار دولار خلال عقد من الزمن.
ومع ذلك لا يشكك الدبلوماسيون والخبراء في واشنطن بتوجه نواز شريف الذي شغل منصب رئيس الوزراء مرتين في التسعينات، الى اعتماد سياسة واقعية وبراغماتية في علاقاته مع الولايات المتحدة.
حتى ان سيث جونز المحلل في معهد راندز يعول على ‘فترة شهر عسل مع حكم مدني جديد’ و’اللحظة المناسبة لاعادة اطلاق العلاقة الامريكية الباكستانية على مسائل جوهرية مثل التهديد الامني والاقتصادي’.
اما دانيال ماركي فيرى ان اسلام اباد ستسعى الى ‘اعادة التفاوض على اتفاق بشان طرق امداد’ القوات الدولية في افغانستان، وهي اولوية بالنسبة للامريكيين الراغبين بالانسحاب عسكريا من هذا البلد نهاية العام 2014.
ولتنسيق هذا الانتقال بين افغانستان وجارتها باكستان، ارسلت ادارة اوباما مبعوثا خاصا جديدا هو جيمس دوبنز في حين يبذل وزير الخارجية الامريكي جون كيري كل ما يمكن للتقريب بين الرئيس الافغاني حميد كرزاي وقائد الجيش الباكستاني شديد النفوذ الجنرال اشفق كياني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية