‘الكومبارس’ يحكمون طرابلس

حجم الخط
0

عندما قرأت كتاب الصهيوني برنار ليفي وفيه وقائع يوميات ربيع ليبيا المصنوع في الغرب منذ اليوم الأول وكيف إلتقى بكل هؤلاء الذين ذكرهم وجميعهم يحكم طرابلس اليوم ممن يشاركون في هذا الربيع والمؤسف أنه لم يترك أحداً مستعداّ للقيام بأي دور في هذا المسلسل المؤسف إلا وتواصل معه وكلفه بمهمة من طبرق إلى بنغازي إلى مصراته إلى الجبل وكان في كل مرة يتلقى فيها تعليمات من الصهيوني الذي يحكم فرنسا وهو وساركوزي كانا يقومان بإستدعاء الناس لكي ينطلقوا لإحضار أي معلومات يحتاجونها وكانوا مراسلين يمثلون خصوم ثورة الفاتح وليبيا وقواتها المسلحة وهم كانوا يصرفون بسخاء من السلاح الذي يقتل الليبيين وشراء ذمم القبائل الذين بايعوا ليفي قائداً لــ 17 فبراير وكتب بياناتهم التي كانت تصدر وكان يخطب في جماهير بنغازي ومصراته والجبل يحرضهم على القذافي وهم يهتفون لفرنسا ويرفعون راياتها ويسمون أبناءهم ساركوزي!
واليوم فقط عرفت ماذا حدث في ليبيا وما يحدث اليوم وماهو دور هؤلاء الفلول أو الكومبارس الذين تركهم الناتو يعيثون تخريبا وسجوناً وتعذيباً وتهجيراً ‘لقرية كانت آمنة يأتيها عيشها رغداً’.. هم نفسهم الذين كنا نراهم على الفضائيات وبقية الجوقة يقودون الحرب النفسية.
ان كتاب ليفي هو حلقة من سلسلة المؤامرة على ليبيا، ولعل مذكرات بعضهم تكشف إجتماعاتهم مع مخابرات إيطاليا وفرنسا وبريطانيا وأمريكا من أجل تلك الثورة. وأنني أحيل السؤال لكل ذي بصيرة في ليبيا وخارجها إذا لم تكن تلك خيانة وطنية فماهي اذا؟!
لقد تعاملوا مع العدو ونفذوا تعليماته وحرضوه على تدمير قواتنا المسلحة البرية والبحرية والجوية والدفاع الجوي، وكانوا يطلبون مزيداً من القصف والدمار لمدننا الصامدة التي إنحازت لثورة الفاتح ورفضت القبائل الحرة أن توالي الكفار تحت راياتهم أو تقصف طائراتهم وهي تدمر معسكرتنا وتوصلنا إلى ما نحن فيه.
ان من يقرأ هذه الشهادات سوف يتأكد بأن من يراهم اليوم مسؤولين في أجهزة الدولة هم من يتصدرون كتاب ليفي الصهيوني، فلن يقبل أي ليبي حر بأقل من محاكمة هؤلاء على ما خربوه في بلادهم، لتطهير ليبيا من هذا العار التاريخي، وعندها سيكون لمن طالب بالتغيير من شبابنا رأس يرفعه وشرعية غير شرعية ساركوزي وليفي، وهذا الكومبارس الذي نراه يتخبط ويسوق ليبيا إلى الهاوية أو لمواجهة أخرى في حرب أهليه بين من رفض أن يوالي الكفار ومن قاتل تحت طائراتهم وصواريخهم!
من أراد أن يرى ليبيا جديدة عليه أن يطــــــرد هؤلاء ويحاكمهم.عندها لن يكون هناك خلاف من أجل أن تكون ليبيا أفــضـــل مزدهـــــرة وآمنة. لم لا نجلس في مؤتمر وطني يحدد مستقبل ليبيا الجديدة ليس فيها أعضاء أو تهميش أو عملاء، فالجميع شركاء في الوطن، فواهم كل من يعتقد أن أياً منا يتنازل عن حقه فيه، وإلا على ليبيا السلام !
الدكتور علي زكريا عبدالحفيظ – جامعة طرابلس
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية