غزة ـ ‘القدس العربي’ شيدت حركة حماس منصة كبيرة لاستقبال الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي في ساحة الكتيبة غرب مدينة غزة، وأعلنت إسرائيل من جانبها التأهب لعملية الاستقبال هذه، التي ووجهت برفض وانتقاد كبير من قبل السلطة الفلسطينية وفصائل منظمة التحرير.
ووضعت الحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس برنامجا شاملا للزيارة، يبدأ بالاستقبال بمعبر رفح مساء الأربعاء، وينتهي مع مساء يوم الجمعة حيث سيغادر القرضاوي القطاع بعد مشاركته بعدة فعاليات، هو ووفد هيئة علماء المسلمين.
وفي ساحة الكتيبة التي تستخدمها حركة حماس في إقامة مهرجاناتها الجماهيرية، شيدت الحركة منصة كبيرة لاستقبال القرضاوي، حيث سيشارك في حفل جماهيري أقيم على شرفه، ووضعت على خلفية المنصة صورة كبيرة للشيخ، إلى جانب صورة لاحمد ياسين مؤسس حركة حماس، وأحمد الجعبري، قائد أركان الحركة الذي اغتالته إسرائيل في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.
ووضعت لافتات كبيرة في شوارع غزة كتب عليها إلى جانب صورة كبيرة للرجل ‘الحكومة الفلسطينية ترحب بفضيلة الدكتور العالم يوسف القرضاوي’.
ووضعت خطة أمنية لتأمين زيارة القرضاوي والوفد المرافق، من لحظة الوصول حتى المغادرة.
وتلاقي زيارة القرضاوي رفضا من قبل فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، التي أعلنت أنها لن تشارك بحفل استقباله، ووصفته بالمتحيز لجهة ما، وأول أمس وخلال اعتصام نظمته الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بمدينة خانيونس، للتنديد بالقصف الإسرائيلي الأخير على سورية، رفع مشاركون صورا للقرضاوي وعليها علامة (x)، لكنهم رفعوا صورا في ذات الوقت لحسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني، وسارعت على الفور قوة من أفراد الشرطة التابعين لحكومة حماس بتفريق التظاهرة، واشتكى عدد من المشاركين بالتعرض للضرب، وخلال التفريق أحتجز عدد من الصحافيين قبل أن يطلق سراحهم.
وقالت الجبهة الشعبية في بيان ان الأجهزة الأمنية مزقت الشعارات وأعلاما سورية وصور حسن نصر الله، وصادرت كاميرات بعض الصحافيين.
واعتذرت وزارة الداخلية بغزة للصحافيين، لكنها قالت ان المسيرة التي خرجت لم تحمل ترخيصا.
ونددت مراكز حقوقية بغزة بالاعتداء على الصحافيين، وطالب مركز الميزان حكومة المقالة بالتحقيق الفوري في هذه الاعتداء، وملاحقة مقترفيه واتخاذ إجراءات جادة لمنع تكراره.
وقالت مؤسسة الضمير انه ليست المرة الأولى الذي يعتدي أفراد من الشرطة على صحافيين في مثل هذه المناسبات، لافتة إلى أنه في كل مرة ‘يتم فيها الاعتذار ووصف الاعتداء على أنه فردي ودون قرار’.
وأعلنت السلطة الفلسطينية على لسان وزير الأوقاف محمود الهباش رفضها لهذه الزيارة، وقال ان هذه الزيارة ‘غير مرحب بها’.
وأضاف يقول منتقدا ‘موقف السلطة والحكومة الفلسطينية واضح، فان إي زيارة تحمل مغزى سياسي يعترف بشرعية سلطة حماس في غزة، تعتبر ضارة وضد مصلحة الشعب الفلسطيني وتعمق الانقسام بشكل كبير وتشجع أحد طرفي الانقسام على الاستمرار في ذات السلوك’.
ورأى الهباش أن زيارة القرضاوي تقوم على ‘نظرة فئوية وحزبية’، وقال انها ‘لا تهدف إلا لتعميق الانقسام وإضفاء الشرعية على الكيان الانفصالي’.
وانتقد وزير الأوقاف الفلسطيني فتوى الشيخ القرضاوي، التي حرم فيها زيارة القدس، لوقوعها تحت الاحتلال، وطالبها بسحبها كونها ‘مخالفة لكل النصوص الشرعية’، واتهمته أيضا في ذات الوقت بأنه ‘يدخل غزة بموافقة إسرائيلية’.
وأفردت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية ‘وفا’ مساحة لتقرير نشرت فيه انتقادات لمسؤولين كبار في فصائل منظمة التحرير للزيارة، وقال محمود العالول عضو اللجنة المركزية لفتح أن فتاوى القرضاوي ‘تثير الفتن والصراعات في الوطن العربي وبين الشعوب الإسلامية’، وأنها أدت لمقتل مئات الآلاف من أبناء سورية وليبيا وفلسطين الأبرياء.
كما وانتقد أحمد عساف الناطق باسم فتح الزيارة، واستغرب توقيت اعتقال مفتي القدس والأراضي الفلسطينية محمد حسين، من قبل حكومة الاحتلال الإسرائيلي، التي قال أنها سمحت في ذات اليوم للقرضاوي لزيارة غزة، وأشار لفتوى الشيخ حسين بوجوب زيارة العرب والمسلمين للمسجد الأقصى المبارك، لكسر الحصار المفروض عليهم، وتحريم الأمر من قبل الشيخ القرضاوي.
ووصل إلى قطاع غزة يوم أمس رئيس مجلس النواب البحريني، والتقى بإسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة التي تديرها حماس وعدد آخر من المسؤولين، لكن زيارته لم تنل اهتماما كبيرا من وسائل الإعلام ولا من الفصائل كزيارة القرضاوي، الذي يتهم بالتحيز لحركة حماس.
إلى ذلك، أعلن في تل أبيب أن الجيش والهيئات الأمنية يجرون الاستعدادات لزيارة الشيخ القرضاوي، وبحسب ما نقل موقع ‘واللا’ الإخباري الإسرائيلي، فقد أشار إلى أن القيادة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي رفعت من درجة استنفارها، خوفاً من أي عمليات احتكاك بين المواطنين الفلسطينيين، وقوات الاحتلال المتمركزة على الشريط الحدودي.
ونشرت في سياق الخطة قوات الجيش في مناطق الضفة الغربية ‘تحسباً لأي مواجهات في أعقاب الخطابات التي سيوجهها القرضاوي’، حيث يذكر الموقع ان هذه الخطابات ستوجه ضد إسرائيل.