الفنانة فاطمة عيد: كيف اغني شعبي وافراح ومصر كلها في حزن

حجم الخط
0

الفنانة فاطمة عيد: كيف اغني شعبي وافراح ومصر كلها في حزن

القاهرة ـ لا يكاد يخلوا فرح ريفي بل أو قاهري من أغانيها، خاصة مع تسعينات القرن الماضي، وهي الفترة التي شهدت توهجها الفني، حيث انتشرت بين المصريين أعمالها التي تميزت بالكلمات البسيطة والألحان الراقية، حيث قدم لها كمال الطويل والموجي ألحانا كثيرة اعتلت بها قمة الطرب الشعبي، ولكنها اختفت عن الأضواء فجأة.
فاطمة عيد التي تعود من جديد للساحة الغنائية بـ”ديو” مع المطربة الشابة أمينة، تحدثت لموقع “جولولي” عن أسباب ابتعادها عن الساحة الغنائية في هذه الفترة، وكشفت الكثير من الأسرار عن حياتها الشخصية والفنية، وقالت “الاختفاء كان بسبب عدم وجود ما يدعو للغناء فكل الأمور كانت سيئة من مناخ سياسي يملؤه الغش والخداع والظلم في عهد المخلوع، إلى مناخ سياسي يملؤه الكذب والتخوين والشعارات والمؤامرات بعد الثورة، وحتى الآن، وهو الأمر الذي يدعو للحزن على مصر، فكيف أغني شعبي وأفراح ومصر كلها في حزن ما بين نظام مخلوع فلوله متبقية، وشرطة قتلت أبناء شعبها، ورجال دين انسلخوا عن قول الحق وأصبحوا أكثر تشددا، ومعارضة لا تعرف ما تريد، وحكومة وقيادة ليس لها خطة أو منهج، وقتل وسحل وعدم استقرار أمني، أعتقد أنني كنت محقة بالابتعاد النسبي عن الساحة، ولكنى عدت مع أمينة في “ديو” “يا مراكبى” عندما آن الأوان”.

وتقول كلمات الأغنية الجديدة “يا مراكبي يا أبو عمة.. عايزين نركب لمة.. ونتفسح في النيل.. ما تصلي على نبينا.. وتلف بقى بينا.. طول النهار والليل. مرجحني يا مراكبي.. فسحني يا مراكبى.. خدنا ولف بينا.. يا عم المراكبية”.

وعن الأسباب التي جعلتها تقدم هذا الديو قالت فاطمة عيد “عندما وجدت الكلمات التي تناسب الوضع الحالي قرت غنائها، خاصة وأن العرض جاء من شباب أولهم المطربة أمينة التي أعشق صوتها الشعبي الجميل، وكان ذلك عقب لقائنا في حفل زفاف أحد أقارب الفنان حسن حسنى، حيث صعدت أمينة للغناء على المسرح ودعتني للغناء معها ثم تقدم بعدها نحوي زوجها الأستاذ علاء وعرض عليّ عمل ديو معها، وكان العرض مغريا، خاصة أن الكلمات للشاعر الغنائي ملاك عادل، وتلحين محمد عبد المنعم، والمخرج محمد جمعة، الذي برع في إخراج الأغنية، رغم أنه حديث عهد بإخراج الكليبات، فهو مخرج سينمائي في الأساس، والحقيقة أنني كنت منجذبة للعمل مع الشباب لأقترب أكثر من هذا الجيل الجديد، وأعرف فكرة عن قرب خاصة وإنهم قاموا بالثورة التي لم نفهم نحن بها وعموما فالديو هو محاولة لقراءة الواقع والتعبير عما يدور فيه ومحاولة لاستشفاف المستقبل من خلال الإسقاطات”.

وتوضح “الديو به إسقاطات على الفرقة التي حدثت بين صفوف الشعب المصري حيث أصبح الأخ يخون أخيه، وهو محاولة حتى نستطيع لم الشمل مرة أخرى، وتذكير للمصرين بأيامهم الجميلة على النيل، وفى الحقول والحدائق، وكل ذلك لصنع مستقبل خال من العنف والتطرف وفى الأغنية أدعو المراكبي بأن يلف بنا، وأن يذكرنا بأيامنا الحلوة لأنه عم المراكبية”.

وفي تعليقها على الوضع السياسي الذي تمر به مصر الآن قالت فاطمة عيد “الحقيقة دائما غائبة فلا أحد يعرف من الصادق ومن يكذب، ولكن ما أراه بشكل قوي هو أن الفرقة والتمزق أصابت الجميع وأن الاقتصاد المصري في خطر رغم أنني لا اعرف في الاقتصاد ولكن كلام السياسيين والإعلاميين يقول ذلك”.

أما حال الغناء بعد الثورة فقالت عنه المطربة الشعبية “ظهرت أنواع جديدة من الموسيقى وكذلك الكلمات، وأصبح الاعتماد عليها أكثر من الصوت وهو ما أصبح يناسب الأذواق الشابة، وليس لنا إلا أن نحترم ذلك، فهي أرزاق فمثلما أن هناك من يهوى صوت أم كلثوم، أيضا هناك من لا يريد سماعها ويفضل فيروز عليها، وهناك من لا يريد سماع الاثنتين ولا يجد متعة إلا في “الدوشة والموسيقى الصاخبة”، والخلاصة أن الوضع اختلف وظهرت معايير جديدة وأذواق مختلفة بعد أن تغيرت المبادئ الاجتماعية والأخلاقية، وظهر التشدد الديني فكان لابد بعد أن تغيرت كل المعايير أن تتغير الأذن الموسيقية حتى ولو نسبيا ببساطة كل حاجة اتغيرت اشمعنى الغناء”.

ومن الغناء الشعبي والوضع السياسي كشفت فاطمة عيد بعض أسرارها الشخصية بقولها “الحمد لله زرت بيت الله الحرام وأعيش في سكينة مع زوجي وابنتي شيماء ولكنها حاليا سافرت إلى دبي لإيجاد حل لمشكلتها مع السيدة هدى بولند التي مضت معها عقد احتكار غنائي ولم تفي به ولم تقم بإنتاج أي ألبوم وعندما أقدمنا على فسخ العقد اكتشفنا أن الحكم هنا يكون للقضاء الإماراتي ونحاول حاليا حل الموضوع ودي حتى تعود شيماء للغناء، وتعود للعيش معي في مدينة 6 أكتوبر حيث أقيم، وانتقل منها إلى مسقط رأسي بالشرقية حيث ازور اقربائى فانا بطبعي ست عشرية لي صداقات من الوسط الفني ومن خارجه وعلاقتي بأسرتي وبلدياتي لم تنقطع حتى الآن”.
qooma

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية