نكتة اسمها الفدرالية

حجم الخط
0

نكتة اسمها الفدرالية

نكتة اسمها الفدرالية هذه النكتة ليست الأولي أو الأخيرة وهي تضاف الي سجل النكات غير المضحكة، مثل نكتة التحرير والديمقراطية والدستور والصحافة الحرة والشفافية، ولأنني سأختصر الطريق لأن لا وقت للكثيرين لقراءة التفاصيل لانشغالهم بالركض وراء الوقود والاختباء خوفاً من رصاص جنود الاحتلال أو لاحتمال الذوبان الأبدي في أحد معاقل مايسمي بوزارة الداخلية أو ربما القفز من فوق سطوح الجدران لأن أبواب العراقيين بدأت تطرقها أيادي الخونة لقراءة هويات الناس في بيوتهم ومن ثم سوق بعضهم الي مسالخ ومجازر ومذابح الميليشيات الطائفية.. المهم نعود الي نكتة الفيدرالية التي تقول: كان يا مكان في قديم الزمان بلد عظيم كبير جميل، حار جاف صيفاً وبارد ممطر شتاءً، يجري في وسطه نهران خالدان دجلة والفرات يملك اكثر من ثلاثين مليون نخلة، حاول المعتدون ولآلاف السنين ان ينالوا منه أو يحتلوه أو يدمروه أو يحرقوه من الفرس والبيزنطيين والأتراك والتتار والمغول والخونة لكنهم لم يفلحوا وانهزموا وانسحقوا، فابناء العراق سالت دماؤهم كدجلة وضحوا مثل الفرات وهو يخترق الصحراء العظيمة ليسقي أهلها خيراً.. وتستمر النكتة، وفي يوم من الأيام احتل الهنود الحمر ونخاسيون ومرتزقة صفر ارض العراق العظيم، ونصب هؤلاء مجلساً للتشاور معهم من خمس وعشرين عضواً كل عضوٍ يمثل مليون عراقي او اكثر (اكرر أنها نكتة) هذا المجلس وافق بالاجماع علي توحيد العراق اكثر وضمه اكثر وشد أزره اكثر فاتخذوا قراراً بالموافقة علي مشروع الفدرالية وهي ببساطة: اقليم الجنوب وعاصمته محلة الحيانية في البصرة واقليم الوسط وعاصمته دهينة أبو علي في النجف الأشرف وأقليم الشمال وعاصمته فندق سرجنار، وبضعة محافظات لا مركزية وعاصمة اتحادية أعتقد أن اسمها بغداد تتفرع منها أقاليم عدة، اقليم الرصافة وعاصمته سوق مريدي واقليم الكرخ وعاصمته مرطبات الرواد واقليم شمال بغداد وعاصمته معمل الحصو واقليم جنوب بغداد وعاصمته معمل المشن!! العراق الخالد الموحد العظيم وأهله الشرفاء، أهله الأتقياء الأنقياء كلهم، الشيعة أولاً وأنا سني، الشيعة أولاً وأقسم بالله العلي العظيم أنهم أول من سيتصدي لهذه النكتة لأن حلم توزيع الحصص النفطية نهب وتبخر ولم يبق من نفطنا غير الاحتياطي القريب من ايران، والأكراد الّذين حولهم الفقر وكذب قياداتهم الي مصابين بصداعٍ مزمن نخر مبادئهم وحول تاريخهم الشريف الي هتافات ولافتات وتصريحات مغرضة لمتبضعين من أسواق الرذيلة. فالقادة الكرد توهموا كثيراً عندما صدقوا ظنونهم في انشاء دولة كردية أو احياء دولة مهر أباد التي استمرت لبضعة أسابيع، والسنة أكرر السنة الّذين بدأ الحلم الضبابي يراود بعض من توهم أنه صار قائداً لهم فسيقاتلون ويَقتلون ويُقتلون وبكل ما يملكون كل المتفدرلين، فالأحتلال بدأ يلملم أذيال الخيبة وأبواقه تنادي بالانسحاب الفوري من العراق بعد فشل أكاذيب العولمة والفوضي الخلاقة، وأهمس باذن المطبلين والمزمرين ممن تبوأ الفدرلة من القادة الكرد بأن شمال العراق الحبيب محصن بالعراقيين جميعاً ممن سالت دماؤهم علي ربوع كردستان وسقطت أجسادهم الطاهرة فوق ربايا ورواقم شمران وماوت وبلغة وسيدي كان ورأس العبد وشيخ ناصر وسكران وحصاروست وخوشك وزمناكو وليس المتطوعين من البيشمركة وعملهم المخلص في محطات تعبئة الوقود، أما عباقرة العصر الحديث من المريدين والمصفقين لفدرالية الجنوب والوسط، فهاهو تاريخ ما جري قريب وما زالت جراحه هشة طرية، فالمد الايراني الصفوي الشـــعوبي لم يوقفه السنة أو الكرد بل أوقفه أسود الجنوب والوسط من شيعة أهل البيت حين تدافعوا كالسيل العرم دفاعاً عن شرفهم وعرضهم، تذكروا حتي وان نجحتم بخدعة استفتاء الثلثين أن هذه النكتة سمجة وأن مستقبلهم أغبر ومصيرهم الهزيمة.خالد القرة غوليجامعة الانبار العراق6

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية