اسرائيل تبني 4000ـ 5000 وحدة استيطانية جديدة والسلطة تتهمها بتدمير عملية السلام

حجم الخط
0

رام الله ـ ‘القدس العربي’ من وليد عوض: اكدت مصادر اسرائيلية متعددة الاربعاء مصادقة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على بناء 1500 وحدة استيطانية جديدة، وذلك بالتزامن مع اطلاق سراح 26 اسيرا فلسطينيا كدفعة ثانية، من اصل 104 اسرى معتقلين منذ ما قبل اتفاق اوسلو جرى الاتفاق مع القيادة الفلسطينية على اطلاق سراحهم مقابل عدم التوجه الفلسطيني للمنظمات الدولية للانضمام لها وفق الاعتراف بدولة فلسطين في الجمعية العامة للامم المتحدة العام الماضي كدولة غير عضو في المنظمة الدولية.
وجاء قرار نتنياهو بالمصادقة على بناء 1500 وحدة استيطانية جديدة في اطار استثماره لاطلاق سراح الدفعة الثانية من الاسرى المعتقلين منذ ما قبل اوسلو فجر الاربعاء، بعد ان صادق على بناء اكثر من 1000 وحدة استيطانية عشية اطلاق الدفعة الاولى منهم في شهر أب (اغسطس) الماضي عقب استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين في نهاية تموز الماضي برعاية امريكية.
واكدت مصادر اسرائيلية الاربعاء ان اتفاق نتنياهو مع وزير الداخلية الاسرائيلي جدعون ساعر على تسريع مخططات بناء 1500 وحدة استيطانية، في مستوطنة ‘رمات شلومو’ في القدس الشرقية وفي مستوطنات الضفة الغربية جاء قبل ساعات قليلة من الافراج عن 26 أسيرا فلسطينيا منتصف الليلة الاربعاء.
وحسب موقع ‘والاه’ الاسرائيلي فان نتنياهو اتفق مع ساعر على تعزيز ثلاث خطط بناء والمباشرة الفعلية في هذه الخطط داخل مستوطنة ‘رمات شلومو’، والتي تسمح بتوسيع البناء في الوحدات السكنية القائمة حتى مساحة 50 مترا مربعا اضافيا، كذلك اقامة مركز سياحي داخل المستوطنة، واقامة حديقة عامة قبالة الجامعة العبرية في جبل المشارف الواقع في القدس الشرقية.
وأضاف الموقع بأن نتنياهو بقراراته الاستيطانية الجديدة والتي جاءت قبل ساعات قليلة من الافراج عن الأسرى الفلسطينيين، حاول تخفيف سخط اليمين الاسرائيلي عليه الذي ارتبط بالأسرى الفلسطينيين، وقدم لهم ردا على عملية الافراج بمزيد من الاستيطان خاصة في القدس الشرقية، وكذلك ردا على حزب ‘البيت اليهودي’ وقيادة المستوطنين الذين هددوا بالرد على الافراج عن الأسرى بتوسيع الاستيطان في مستوطنات الضفة الغربية، حيث خلا الاتفاق بينه وبين ساعر من أي مشروع بناء استيطاني في مستوطنات الضفة.
وذكر موقع القناة العاشرة الاسرائيلية ان نتنياهو بادر الى مصالحة اليمين الاسرائيلي الممتعض من خطوة الافراج عن 26 أسيراً، بأن اقر بناء 1500 وحدة استيطانية في مستوطنة ‘رامات شلومو’ .
وبحسب القناة فإن نتنياهو ينوي القيام بخطوات مشابهة أيضاً في دفعتي الافراج القادمتين ‘كتعويض’ لليمين والمستوطنين على خطوة الافراج عن الأسرى الفلسطينيين.
وعلى ضوء مصادقة نتنياهو على بناء اكثر من 2500 وحدة استيطانية جديدة بالتزامن مع اطلاق سراح دفعتي من الاسرى المعتقلين منذ ما قبل اوسلو والتي شملت لغاية الان اطلاق سراح 52 منهم، فان معادلة رئيس الوزراء الاسرائيلي تقضي ببناء ما بين 4000-5000 وحدة سكنية، لتستوعب حوالي 20 الف مستوطن جديد داخل حدود الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية المحتلة عام 1967، مقابل الافراج عن الـ 104 أسرى المعتقلين منذ ما قبل اوسلو تقرر الافراج عنهم على اربع دفعات.
هذا وبحثت اللجنة الفرعية للبناء التابعة لما يسمى ‘الإدارة المدنية’ في الجيش الاسرائيلي الاربعاء تسريع مخططات بناء 582 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنات الضفة الغربية لتشمل بناء 160 وحدة استيطانية في مستوطنة ‘يكير’ شمال غرب سلفيت و296 وحدة استيطانية أخرى في مستوطنة ‘بيت إيل’ شرقي مدينة رام الله، كذلك 96 وحدة استيطانية في مستوطنة ‘ألموج’ القريبة من البحر الميت.
وعقبت حركة السلام الآن على مشاريع الاستيطان الجديدة بالقول ‘يأتي تسريع هذه المشاريع لتوضيح موقف رئيس الوزراء نتنياهو بأنه يتجه نحو المناطق (الضفة الغربية) وليس الخروج منها، الحكومة الاسرائيلية ليست معنية بشكل حقيقي في السلام’.
ومن جهته أدان المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة قرار الحكومة الإسرائيلية ببناء مئات الوحدات الاستيطانية في المستوطنات المقامة على أراضي القدس المحتلة.
وقال أبو ردينة، في تصريح صحافي الاربعاء إن هذه السياسة الإسرائيلية ‘مدمرة لعملية السلام، وهي رسالة للمجتمع الدولي أن إسرائيل دولة لا تلتزم بالقانون الدولي وتواصل وضع العراقيل أمام عملية السلام’، مضيفا ‘أن هذا يدفع الجانب الفلسطيني والعربي إلى فقدان الثقة بقدرة هذه الحكومة على صنع السلام’، مؤكدا أن هذا ‘عمل مدان، والاستيطان كله غير شرعي، ولن تبقى مستوطنة على الأراضي الفلسطينية’.
هذا ونفى مسؤولون فلسطينيون موافقة القيادة الفلسطينية على مواصلة البناء الاستيطاني مقابل الإفراج عن 104 من قدامى المعتقلين الفلسطينيين، في حين أكد كبير المغاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات رفض الجانب الفلسطيني للاستيطان، مشددا على وجوب وقف هذه الممارسات الإسرائيلية فورا لمنح العملية السياسية الفرصة التي تستحق من اجل الوصول إلى اتفاق.
وقال عريقات: ‘الاستيطان الإسرائيلي كله غير شرعي وباطل من أساسه ومطلوب من الحكومة الإسرائيلية وقفه فورا’، نافيا مزاعم إسرائيلية بأن عباس ‘أبدى ليونة على مواقفه وتراجع عن معارضته للتوصل إلى اتفاق انتقالي’جديد مع اسرائيلي على غرار اتفاق اوسلو.
وقال عريقات في تصريح صحافي الاربعاء: ‘هذا كلام فارع وغير صحيح ولا أساس له من الصحة ويخالف أصلا الاتفاق الذي توصلت إليه القيادة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية بأن الهدف من المفاوضات هو الوصول إلى اتفاق لجميع قضايا الحل النهائي’. وشدد عريقات على أن ‘المفاوضات الجارية الآن بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي تدور حول جميع قضايا الحل النهائي وليس بهدف الوصول إلى اتفاق انتقالي’ وقال: ‘لم يتم التطرق في المفاوضات الجارية إلى الحلول الانتقالية، بما فيها الدولة ذات الحدود المؤقتة، ولم يطرح أي جانب هذا الخيار المرفوض من قبلنا كقيادة فلسطينية’.
وكانت الإذاعة الإسرائيلية العامة ذكرت الثلاثاء أن ‘الرئيس عباس، الذي كان حتى الآن يعارض التوصل إلى اتفاق انتقالي ويصر على اتفاق دائم، يتضمن موضوع القدس واللاجئين، قد أبدى ليونة على هذا الموقف وبات لا يعارض إمكانية التوصل إلى اتفاق مؤقت’.
وأضافت ‘على ما يبدو فإن التباين في المواقف في موضوع القدس واللاجئين، والذي يمنع التقدم في المفاوضات الدائرة، دفع عباس إلى التفكير بإمكانية الموافقة على اتفاق انتقالي في الطريق نحو اتفاق دائم مستقبلا’. ولكن عريقات قال ‘هذا جزء من بالونات الاختبار التي تطلقها الحكومة الإسرائيلية باستمرار، ولكن في حقيقة الأمر فإن لا أساس لها من الصحة على الإطلاق وهي كلام فارغ’.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية