القاهرة وذاكرة الزمن الجميل

حجم الخط
0

 

في كتابها «الحياة الأدبية في القاهرة: مئة عام في قلب المدينة»، الذي صدر بالإنكليزية عن منشورات الجامعة الأمريكية في القاهرة، سنة 2011؛ تستعيد سامية محرز عناصر نطاق جيو ـ سياسي اتصفت به العاصمة المصرية على الدوام، وكانت له تأثيرات مباشرة، حيوية وعميقة، على أنماط الحياة الاجتماعية ـ الاقتصادية، ثمّ الثقافية عموماً، والأدبية والفنية خصوصاً.
وعبر بورتريهات مكثفة، وعرض لأعمال عدد من كبار شخصيات المدينة (أمثال نجيب محفوط، إدوارد سعيد، أهداف سويف، إبراهيم الورداني، في فئة «أيقونات المدينة»؛ وإحسان عبد القدوس، علاء الأسواني، فتحي غانم، ياسر عبد اللطيف، في فئة «القاهرة الكوزموبوليتية»؛ ونجيب محفوظ، أيضاً، ويوسف إدريس، واسماعيل ولي الدين، وألبير قصيري، وخيري شلبي، في فئة «ثقافة المخدرات»؛ وسواهم، في فئات أخرى)؛ ترسم محرز جغرافية أدبية للمدينة، وكذلك أطيافها التعددية، الإثنية والقومية واللغوية، وأصناف الكتّاب من حيث الطبقة والجنس والجيل.
هنالك تمثيلات أخاذة عن تجارب الدراسة الكولونيالية، وتناقضاتها مع الهوية الوطنية المصرية ما بعد الاستعمار، ليس دون تفصيل القول في تواريخ سياسة المدينة، ونضالات أبنائها الكتّاب بصفة خاصة، وأنماط القمع والقهر، وأقاصيص السجون والمعتقلات، فضلاً عن مكانة المرأة في المجتمع المصري عموماً، والأدبي خصوصاً، على امتداد القرن. وليس نصّ يوسف إدريس، المنشور أعلاه، عن أمل دنقل، أحد كبار شعراء مصر في القرن العشرين؛ إلا محض نموذج واحد على ثراء تلك الأحقاب، وتذكرة بانطواء زمن جميل استولت عليه اليوم شتى أشكال الهبوط والابتذال.

 

إشترك في قائمتنا البريدية