تحليل: اوروبا ستضطر للانخراط اكثر بالشرق الاوسط في العام 2007 مع عجز امريكا عن توفير الاستقرار

حجم الخط
0

تحليل: اوروبا ستضطر للانخراط اكثر بالشرق الاوسط في العام 2007 مع عجز امريكا عن توفير الاستقرار

ppبرلين ـ من ستيفان نيكولا:زاد انخراط أوروبا في صراعات الشرق الأوسط في عام 2006، ويبدو بأن هذا الوضع سوف يستمر خلال العام المقبل بسبب غرق الولايات المتحدة في مشاكل المنطقة، وعجزها عن توفير الاستقرار في العراق.احتل موضوع المخاوف المرتبطة بالطاقة قمة اهتمامات الدول الاوروبية خلال الاسابيع الاولي من عام 2006 وذلك قبل أن تستأثر مشاكل الشرق الاوسط باهتمام لندن وباريس وبرلين.لقد ازداد قلق هذه الدول عند نشوب أزمة الغاز بين روسيا وأوكرانيا وهو ما دفع بكثير من الساسة الاوروبيين الي حافة الهستيريا.pppعندما قطعت شركة الغاز الروسية العملاقة غازبرون التي تسيطر عليها الدولة امدادات الغاز عن أوكرانيا بدأ الاوروبيون بالتفكير في وضع استراتيجيات جديدة من أجل تنويع مصادرهم من هذه المادة الحيوية.اكتسب موضوع الامن المرتبط بالطاقة أهمية خلال قمة الثماني التي عقدت في سانت بطرسبورغ والتي حاولت خلالها روسيا أن تثبت أنها قوة اقتصادية عظمي جديدة في العالم.خلال الايام الاولي للقمة وبدء اسرائيل في قصف لبنان في تموز (يوليو) الماضي لم تكن مواقف أوروبا موحدة حيال ما يجري، وكانت هناك دعوات الي تدخل أوروبي أكبر في المنطقة بسبب الصراع المتواصل بين الفلسطينيين والاسرائيليين والوضع الامني الهش في أفغانستان والعراق.قال السفير الاسرائيلي السابق لدي المانيا آفي بريمور في تصريح له مؤخراً في برلين الامريكيون بحاجةٍ ماسة للدعم في الشرق الاوسط ولا يمكن أن يوفر ذلك الا الاوروبيون ، في حين دعا البروفسور الزائر في جامعة جورج واشنطن، والمولود في سورية، مرهف جويجاتي أوروبا الي خلق توازن أكبر بينها وبين الولايات المتحدة في المنطقة للمحافظة علي الاستقرار هناك. وشهد أواخر العام الماضي تورطاً أكثر لاوروبا في الشرق الاوسط الكبير. بذلت فرنسا وبريطانيا والمانيا أو ما يعرف بـ الترويكا الاوروبية العام الماضي جهوداً مضنية من أجل اقناع ايران بالتخلي عن برنامجها النووي المثير للجدل ولكن من دون طائل، ومن المتوقع أن يهيمن هذا الموضوع علي الاجندة الدبلوماسية للعام 2007.لم تكتف الدول الاوروبية بمجرد الكلام بل أرسل بعضها خلال الصيف الماضي قواتٍ من أجل مساعدة القوة المؤقتة التابعة للامم المتحدة في جنوب لبنان في الحفاظ علي السلام بعد الحرب الاسرائيلية ـ اللبنانية الاخيرة. تبدو الدول الاوروبية مترددة في ارسال المزيد من قواتها الي مناطق صراع أخري مثل أفغانستان بسبب تزايد حدة القتال هناك وارتفاع عدد الذين سقطوا قتلي منذ الصيف الماضي.ينطبق نفس الامر علي بريطانيا حيث واجه رئيس حكومتها طوني بلير تراجعا حاداً في شعبيته بسبب دعمه اللامحدود للرئيس الامريكي جورج بوش في حرب العراق ولارساله نحو 3 آلاف جندي الي هناك.ان ارسال دول مثل فرنسا أو المانيا قواتٍ الي العراق سيمثل انتحاراً سياسياً لقادتها، فالرئيس الفرنسي جاك شيراك لن يكون باستطاعته الترشح لولاية أخري، وطوني بلير بات كالبطة العرجاء بعد أن رفع قبعته تمهيداً لترك منصبه خلال الاشهر المقبلة، لكن الامر مختلف بالنسبة الي مستشارة المانيا أنجيلا ميركل التي حققت نجاحاً كبيرا في سياستها الخارجية خلال العام 2006 عبر انعاش علاقات بلادها مع الولايات المتحدة.يتوقع أن تلعب ميركل دوراً هاماً في أوروبا وفي الصراع الدبلوماسي لاستعادة السلام في الشرق الاوسط. في 1 تشرين الاول (أكتوبر) عام 2007 سوف تتولي المانيا رئاسة الاتحاد الاوروبي، وتريد احياء اللجنة الرباعية التي تتألف من الامم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا.شهد العام الحالي صعود نجم النساء في عالم السياسة، ففي فرنسا هناك المرشحة الاشتراكية للانتخابات الرئاسية سيغولين رويال التي تطمح بخلافة جاك شيراك وذلك بعد تغلبها علي خصمها المحافظ نيكولا ساركوزي الذي يتولي حاليا حقيبة وزارة الداخلية. لقد تعرض التعايش الديني في المانيا وفرنسا اللتين تقيم فيهما مجموعات اسلامية كبيرة للخطر بسبب الرسومات المسيئة للاسلام والتي أدت الي قيام مظاهرات ضخمة معارضة في كثير من الدول الاسلامية. دفعت هذه الرسوم بطالبين لبنانيين لزرع قنبلتين في محطات القطارات في غرب المانيا ولكن لحسن الحظ جري ابطال مفعولهما. وبعد عدة أشهر علي ذلك أثارت ملاحظات البابا بنديكتوس السادس عشر عن الاسلام استياءً عارماً في كثير من الدول الاسلامية هددت بالغاء زيارته الي تركيا. لا يزال موضوع انضمام تركيا الي الاتحاد الاوروبي يثير جدلاً واسعاً في أوروبا حيث هناك الكثير من الاوروبيين يعارضون ذلك لاعتقادهم بأن الـ 70 ألف مسلم الذين قد ينضمون الي الاتحاد لن يكون بامكانهم الاندماج في الثقافة المحلية، في حين يري آخرون بأن تركيا يمكن أن تلعب صلة وصل بين العالم الاسلامي والغرب وتعمل علي جسر الهوة التي توسعت بينهما بشكل كبير العام الماضي. (يو بي آي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية