اي مهزلة هذه واي استهزاء، اي لهو هذا واي هراء، في اي عالم يعيش النظام الاسدي وبأي منطق يتحدث ان الشعوب هي من تختار الانظمة وتنتخب رئيسا لها وليس الانظمة هي من تختار الرئيس، وبحكم ان معظم الشعب السوري جريح اما هُجّر خارج البلاد عزَّ بالبقاء فدفع الثمن ويدفعه كل يوم، جميعهم يأنون تحت وطأm النار والمجازر اليومية والحصار الخانق أذا فلا مجال لأي انتخابات من أي نوع، إلا ان النظام السوري فريد من نوعه
في كل شيء، دمر البلاد وقتل العباد وهجّر ثلثي الشعب ثم يتظاهر وكأن شيئا لم يحدث، كأن البلاد تعيش في سلام والشعب يعيش في رخاء فيدعو الى انتخابات رئاسية أسدية بالتزكية، انه كالنعامة يدفن رأسه في الرمل حتى لا يرى ما يحدث حوله، الا يعلم النظام أن بقاءه معتمد على الحضور المكثف لقوات الحرس الجمهوري الايراني وميليشيات حزب الله والوية ابو العباس العراقية التي من الواضح ومن غير المستبعد انها ستشارك في عملية الانتخابات او التزكية لما تشكله تلك القوات من قاعدة كبيرة حلت محل الشعب
السوري لضمان استمرار بقاء النظام الاسدي، أي استخفاف هذا بعقول البشر، ان تلك العملية شبيهة بمن يريد أن يصنع آيس كريم في تنور يغلي! فهل يعقل هذا؟ لمن يُريدون أن يثبتوا ان كل شيء على ما يرام والعالم اجمع يسمع ويرى! يسأل ذوو الرأي الصائب من عامة الشعوب هل اصابت سوريا أعاصير وزلازل فدمرتها؟ هل جبال القلمون وسهول حلب وحمص تفجرت براكين لتحرق البشر والشجر وتُدك الحجر؟ هل ثارت رمال دير الزور والحسكة برياح واجتثت امامها كل شيء؟ على ماذا يتحدثون؟ ودماء مئات الآلاف في رقابهم وارواح الاطفال تحوم على رؤوسهم التي نحروهم بالبراميل المتفجرة او خنقوهم بالسلاح الكيماوي وهم ما زالوا براعم كالزهور، بأي لسان ينطقون وعشرات الالاف من السجناء قضوا نحبهم تحت التعذيب في سجون قيصر العصر بشار الجزار، الشعب السوري لا يُريد برهان او أثبات على ما يعانيه من ابادة جماعية وتصفية عرقية فالشمس ليس بحاجة لدليل على وجودها، ما يحدث في سوريا اليوم من قبل شرذمة قليلة ربما كان ضريبة صمت وصبر الشعب السوري على نظام فاسد جبار متسلط فئوي دموي لعقود من الزمن، لكن وبعد أن وصل السيل الزبى فاض صبر الشعب ليستعيد حقه ودفع من اجل ذلك ثمنا باهظا وما زال يدفع كل يوم وكل ساعة، وفوق هذا يرى العالم وقاحة النظام الدموي الدكتاتوري العلوي الاسدي ينادي لانتخاب نفسه بنفسه ظنا منه انه سيغيّر من الامر من شيء بمشورة المجوس والروس، كلا والف كلا ذاهب هو النظام الى مزبلة التاريخ طال الوقت ام قصر.
د . صالح الدباني – امريكا