تصرف عنصري ضد شرطي مسلم

حجم الخط
0

تصرف عنصري ضد شرطي مسلم

تصرف عنصري ضد شرطي مسلميبدو ان عصر توني بلير رئيس وزراء بريطانيا سيظل يذكر في التاريخ علي انه الاسوأ في تاريخ البلاد من حيث تكريس العنصرية ضد المواطنين المسلمين بسبب دينهم والتشكيك بولائهم، والصاق تهمة الارهاب بهم.فبعد ان حمّل رئيس الوزراء البريطاني الجالية الاسلامية في بريطانيا مسؤولية انجاب المتطرفين، واحداث السابع من تموز (يوليو) الدموية، وطالب افراد هذه الجالية بالتحول الي مخبرين للتجسس علي ابنائهم، ها هي الشرطة البريطانية تسير علي النهج نفسه وتطرد أحد رجال الشرطة المسلمين من وحدة حماية كبار الشخصيات من امثال توني بلير رئيس الوزراء، لانه يشكل تهديدا للامن القومي البريطاني.التهمة التي جعلت هذا الشرطي ليس اهلاً لهذه المهمة تنحصر في كون ابنائه يصلون في مسجد تقول الشرطة ان اشخاصا لهم علاقة بالارهاب يصلون فيه، ولان وجوده يمكن ان يزعج الامريكيين الذين يعملون بشكل قريب من الوحدة التي يعمل فيها.كل مواطن بريطاني مسلم يذهب الي مسجد زاره أو أمّ فيه احد المتطرفين بات مشكوكا في ولائه، وخطراً علي الامن الوطني البريطاني، وفق المعايير الجديدة لحكومة توني بلير.انها مكارثية جديدة، بل هي اسوأ من المكارثية ومحاكم التفتيش. فكل مواطن مسلم بات متهما، وعليه ان يثبت ليل نهار انه ليس ارهابيا، ولا يذهب الي مساجد يؤمها ارهابيون.الايرلنديون المتطرفون من انصار الجيش الجمهوري الايرلندي نفذوا العديد من التفجيرات في لندن وايرلندا الشمالية، بل وقصفوا مقر رئيس مجلس الوزراء بالصواريخ، ولكن لم نسمع ان المواطنين الايرلنديين الكاثوليك وضعوا تحت المراقبة، او جري تصنيفهم كخطر علي الامن القومي البريطاني لانهم او ابناءهم، ذهبوا الي كنائس كاثوليكية يصلي فيها متطرفون ايرلنديون.حتي السيدة مارغريت ثاتشر التي تعتبر اكثر رؤساء بريطانيا يمينية وتطرفاً لم تقدم علي خطوات تمييزية ذات طابع عنصري ضد الايرلنديين او المسلمين، ولا نعرف لماذا كل هذا العداء للجالية الاسلامية من قبل هذه الحكومة واجهزتها، وممارسة التعميم بهذه الطريقة الخطيرة، بحيث يعاقب مليون ونصف المليون مسلم، ويتم التشكيك بولائهم بسبب حفنة قليلة من المتطرفين.العرب والمسلمون نسوا تاريخ الامبراطورية البريطانية الاستعماري، وغفروا الكثير من جرائمها بسبب رؤساء وزارات ابدوا تفهما لقضاياهم، وحافظوا علي قيم العدالة والمساواة، ولكن حكومة توني بلير العمالية نسفت هذا الانجاز الكبير، وساهمت بممارساتها، وسياساتها الخارجية الظالمة العدوانية، في خلق كراهية متنامية ضد بريطانيا وشعبها في اوساط مليار ونصف المليار مسلم في العالم.حكومة بلير هي التي ورطت بريطانيا في حرب غير اخلاقية وغير قانونية في العراق، وتسببت في قتل اكثر من 665 الف عراقي، معظمهم من النساء والاطفال، وشردت الملايين، ومع ذلك تعاقب ابناء الجالية الاسلامية، وتحملهم مسؤولية سياساتها العدوانية هذه، وتمارس التمييز العنصــــري ضدهم.الجالية الاسلامية في بريطانيا كانت دائما وما زالت حريصة علي النظام والامن واحترام القوانين، والمساهمة بدور ايجابي في بناء الاقتصاد ونموه، مستفيدة من مناخات الحرية والمساواة، لدرجة انها اصبحت مضرب المثل في هذا الاطار، وقدوة يطالب الكثيرون، ومن بينهم ولي عهد بريطانيا، باقتداء مسيرتهم واخلاقهم وروابطهم الاسرية القوية.سياسة توني بلير التي تعتمد علي التخويف وتحويل الانظار عن الحرب الدموية الفاشلة في العراق من خلال التشكيك في ولاء هذه الجالية ووصم بعض ابنائها بالتطرف والارهاب هي التي تعرض امن بريطانيا للخطر، وتعزل الجالية، بل وتصب في خدمة التطرف وجماعاته.9

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية