حروب ‘تويتر’ على ماذا تدل؟

حجم الخط
0

منذ أحداث مصر وتولى الجيش المصرى إدارة البلاد، بعد تنحية الرئيس مرسd عن الحكم، مرورا بما تشهده المنطقة من ارتفاع في موجة العنف والعنف المضاد، إلى إنعكاس ذلك على دول الخليج وظهور التباينات في الموقف بين بلدان، إلى ظهور إيران لأول مرة بمظهر المتسيد والمستفيد الاعظم من كل ما يحدث وتراجع الدور العربي والخليجى وبالاخص السعودي حول صياغة خيارات المنطقة مستقبلا، دخلت المنطقة في حرب ‘باردة’ مسرحها الاكبر هو الفضاء الاجتماعي ‘تويتر’. ولي هنا بعض الملاحظات أود لو أبديها:
أولا: في السابق كانت الخلافات بين الانظمة العربية تدار من خلال الاعلام الرسمي لكل طرف كما حصل بين السعودية ومصر أبان حكم فيصل وعبد الناصر وبعد ذلك .
ثانيا: لم يحصل إختلاف كبير حيث إستطاعت الانظمة العربية الحالية إدارة خلافاتها عن طريق ‘تويتر’ بطريقة أو بأخرى، مع إبعاد الاعلام الرسمي عن ذلك.
ثالثا: كانت الخلافات سابقا موجودة ولكن كان هناك إتفاق عام على ‘العدو المشترك’، الامر الذى يسرع دائما بتفاديها وتجنبها، اليوم لا يمكن من هو عدو العرب المشترك هذا إذا لم يكن هم أعداء أنفسهم.
رابعا: حروب تويتر التى نشهدها حاليا نوعان، الاول حرب بالوكالة عن كل نظام ، والنوع الثاني: حرب الفزعة بقصائد الشعر والهجاء القاذح والمدح المتضخم.
خامسا: إستفادت الانظمة من عدم وجود مجتمعات مدنية حقيقية في هذه الدول باستثناءات قليلة، بتحويل تويتر إلى وسيلة تأكيد وتثبيت لها، بينما هو في المجتمعات الاخرى كان وسيلة مطالبة فعالة وتنظيمية للمطالبة بالحقوق.
سادسا:الموقف من الاخوان المسلمين، فجر الخلافات في المنطقة وبين الانظمة بصورة لم تشهدها المنطقة من قبل، والخلاف السني- الشيعي المتزايد، كل هذه الامور سيزيدها تويتر اشتعالا، وبذلك ستتعمق الخلافات، التي يتطلب حلها، ان يكون ‘تويتر’ ذاته وسيلة ‘وعي’ وليس وسيلة توصيل أو إتصال أو تعبيرا عن رأي شخصي.
سابعا: في تويتر يتكلم الصغار ويتفرج الكبار بالضبط كمسابقة’شاعر المليون’، فهو فقط وفي احسن حالاته لإبراز الرأي الشخصي المتزن، لأن الوكلاء سيأكلون مواقفهم في اول لقاء بين الكبار وعناقهم بعضهم البعض.
ثامنا: أنا اعتقد أن تويتر جاء في وقت غير مناسب لمجتمعاتنا، فاستخدمناه إستخداما في معظمه سلبيا وربما يؤبد الواقع بينما هو وسيله لتغييره. استخدمناه لغويا، بينما المفروض إستخدامه وظيفيا .
تاسعا: المثقفون أصحاب الاطروحات هم الشريحة الاكثر تضررا من تويتر، بينما المستفيدون الاعظم هم أولئك الذين لايستطيعون سوى الاقتباس وإسلوب المحادثة الشائع في المنتديات.
عاشرا: العقلية العربية والاسلامية حولت ‘تويتر’ وهو كما قلت فضاء عام الى مسألة حب وكُراهية، فمجرد ان تقول رأيك اتتك المذمة والتصنيف والأعجب ان هناك الكثير ممن يحمل بطاقات التصنيف الايديولوجي وكأنه يعيش في أكثر المجتمعات أحزابا سياسية، وإذا سألته ماذا عنك قال: أنا مسلم، وكأن من صنفهم كفارا يضرب بعضهم رقاب بعض.
عبد العزيز الخاطر

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية