بيروت ـ ‘القدس العربي’: كشفت معلومات في بيروت قبل يومين عن تحليق طيران ليلي فوق معراب حيث المقرّ الرئيسي لحزب ‘القوات اللبنانية’ ورئيسها سمير جعجع .
لكن هذا الطيران بقي مجهول الهوية والمصدر، وهو حلّق منذ أسبوعين فوق المنطقة المذكورة، وأن هدير الطائرات يؤشر إلى أنها من دون طيّار، وتعمل الأجهزة الأمنية على رصدها بالأخص أن تحليقها استمرّ في الأيام الأخيرة لأكثر من 70 دقيقة.
وأعادت المعلومات عن تحليق هذا الطيران الليلي محاولة اغتيال رئيس حزب القوات اللبنانية إلى الأذهان في نيسان 2012 من خلال إطلاق رصاصتين على سمير جعجع من عيار 12,7 ملم من دون أن تتمكن من إصابته وهو يتمشى في حديقة المقر العام للقوات.
وقال مصدر في ‘القوات اللبنانية’، ‘إن الحزب أخذ المعلومات عن تحليق طائرة بلا طيار فوق معراب على محمل الجد، وأنّ التحقيقات مستمرة وقد توَلّتها الأجهزة الأمنية المختصة، علماً أنّ الإستقصاءات لم تصِل حتى الساعة الى نتيجة في شأن هويّة الطائرة’، فيما نُقل عن مصدر في 14 آذار أنه ‘بعد محاولة الإغتيال الأخيرة، لم يعد من وسيلة إلّا استخدام الصواريخ أو الطيران، ولا شك في أنّ استخدام هذه الوسائل يتطلب معرفة الجهة المنفذة أماكن وجود جعجع لأنه يصعب تدمير مقرّه في معراب بالكامل، فضلاً عن أنّ هذه المحاولة يجب الّا تخطئ هدفها كما حصل في المرة الأولى. ويبدو أنّ الهدف من هذا التحليق، محاولة رصد مكان جعجع بدقة، أو المكان الأنسب عسكرياً وأمنياً لاستهدافه’.
وأضاف المصدر ‘من المعلوم أنّ هذا النوع من الطائرات الإستطلاعية يملكها ‘حزب الله’ وإيران وإسرائيل. كذلك، من الواضح أنّ تسريب الأنباء عن تحليق استطلاعي فوق معراب هدفه وَضع الدولة اللبنانية أمام مسؤولياتها والتحرّك لردع أيّ محاولة من هذا النوع وإبلاغ المنفذين أنّ الرسالة وصلت، وأنّ معراب على دراية بالمخططات الأمنية التي تستهدفها’.
وقال ‘أمّا سياسياً، فمن الثابت إنّ الجهة التي تريد اغتيال جعجع ما زالت مصمّمة على هدفها لإفراغ الساحة السياسية المعارضة ليستتِبّ لها الوضع الداخلي، في ظلّ وجود رئيس الحكومة السابق الرئيس سعد الحريري في الخارج، فضلاً عن أنّ اغتيال جعجع يشكّل ضربة فعلية ومعنوية لمسيحيي 14 آذار ولجسم هذه القوى، وعملية ترهيبية تدفع الآخرين الى إعادة حساباتهم خوفاً من الآتي’.
وأوضح عضو كتلة ‘القوات اللبنانية’ النائب أنطوان زهرا أنه ‘أكثر من مرة رصد صوت طائرة فوق معراب. وقد تكون من جهة من الداخل أو من أخرى من الخارج. لا يمكننا أن نؤكد ومجرد أن نطلق الإتهام نصبح عندها مسؤولين عنه’.
ولفت الى أنه ‘وضعنا الأجهزة الأمنية في جو ما يجري وفي وقت لاحق الجيش اللبناني وقد أجمعوا أن الصوت عائد لطائرة بدون طيار’.ورداً عن سؤال قال ‘ لم نوجه الإتهام لأي جهة ولكن المطلوب من الأجهزة الأمنية أن تطلعنا على ما يجري ولو إضطرت للإستعانة باليونيفيل’.
في المقابل، نقل إعلام مقرّب من فريق 8 آذار عن ما سمّاها مصادر متابعة ‘ أن في الإتهام الجديد الصادر عن القوات اللبنانية حملة جديدة تنتدرج تحت الحملات العديدة التي تقوم بها القوات وإعلامها على حزب الله بهدف تشويه صورته ولصق كل ما يجري في لبنان في ظهره’.
واستغربت المصادر ‘تعميم هذا الإتهام الواضع النوايا لحزب الله يوم انعقاد المحكمة الدولية، وكأن من يعمّمه يريد القول بأن الحزب يرصد تحرّكات جعجع ويريد تنفيذ شيء مـا ضدّه، وفي حال حدوث شيء لجعجع تكون التهمة جاهزة للصقها بظهر حزب الله’.