تحذير من خيار بشار الأسد بدفع ‘الجهاديين’ داخل حدود الاردن والبخيت يطالب بالجلوس بين المتفاوضين خشية تكرار صدمة ‘أوسلو2’

عمان- ‘القدس العربي’ حذر سياسي ومسؤول أردني بارز من أوضاع كارثية في المستوى الأمني الداخلي إذا ما صمتت بلاده على سيناريوهات من بينها قيام الرئيس السوري بشار الأسد بمحاصرة المقاتلين الجهاديين وغيرهم ودفعهم بإتجاه الحدود الأردنية.
وقال رئيس الوزراء الأردني الأسبق والمقرب من القصر الملكي الدكتور معروف البخيت إن مخيمات اللاجئين مثل الزعتري وغيرها تشكل ‘خزانات بشرية’ لا أحد يعرف كيف ستتصرف إذا ما حصل السيناريو المشار إليه.
وحذر البخيت من الوقوع في مجازفات وقال على هامش محاضرة له في العاصمة عمان إن على سلطات بلاده إتخاذ تدابير سريعة جدا حتى لو تطلب الأمر إعلان حالة الطوارئ داخليا وعزل الحدود مع سوريا وإقتصار العمل داخلها على الأجهزة الأمنية والجيش.
والبخيت هو نائب رئيس مجلس الأعيان ويعتبر من السياسيين الأكثر متابعة للملف السوري وسبق أن أجرى إتصالات مع القيادة السورية وممثلين لها على هامش مبادرة اقترحها للإنفتاح على دمشق.
وطالب البخيت بإقامة ما سماه ‘محميات’ إنسانية بغطاء دولي تضمن عودة اللاجئين السوريين داخل حدود بلادهم وتقديم الخدمات الأساسية لهم هناك.
وشدد البخيت في الوقت نفسه على ضرورة أن يقف الأردن عن النظر على المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين من ‘وراء الزجاج’ وطالب بمفاوض أردني يباشر فورا الجلوس على طاولة المفاوضات خشية حصول مفاجآت مماثلة لإتفاقية أوسلو.
وكان الناطق الرسمي بإسم الحكومة الأردنية الدكتور محمد المومني قد أبلغ القدس العربي بأن بلاده موجودة في غرفة المفاوضات لكنها لا تجلس على الطاولة فيما صرح رئيس ديوان الملك فايز طراونة علنا بأن بلاده ستجلس على طاولة المفاوضات عندما يتعلق الأمر بمصالح أردنية حساسة وحيوية من بينها حق العودة والقدس والحدود.
لاحقا أعلن طراونة توضيحا لتصريح أثار موجة عاتية من الجدل بأن 40 ‘ من اللاجئين الفلسطيينين في الأردن يحملون جنسية أردنية وهؤلاء دولتهم ستتولى متابعة حقوقهم.
واعتبر البخيت أن الحديث عن المراقبة من خلف الزجاج.. ‘كلام فارغ’، مطالبا بمفاوض أردني حول الطاولة على الأقل حتى لا تحدث مفاجأة كما حدث في أوسلو وحتى لا يدفع الأردن فاتورة التصور الأمريكي الإسرائيلي للحل.
وقال: لا نريد أن نعيش مجددا صدمة أوسلو 2.
كما دعا البخيت الى ضرورة التحرك الفوري لإجراء اتصالات مع القائمين على مؤتمر جنيف 2 وأمريكا وروسيا لوضع قضية اللاجئين السوريين على جدول الأعمال بهدف إقامة محميات إنسانية داخل الأراضي السورية والبدء بعودة اللاجئين والطلب إلى مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته والضغط على أطراف الصراع لإقامة المحمية الإنسانية.
وتحدث البخيت عن إحتمالية إتخاذ القيادة السورية لقرار بدحر المقاتلين في منطقة درعا للداخل الأردني معتبرا ذلك بين السيناريوهات الكارثية.
وكان القيادي البارز في حركة فتح عباس زكي قد نقل للقدس العربي عن الرئيس الأسد عند مقابلته القول بأن مشكلة الإرهاب شمالي وجنوبي سوريا لا تشكل تحديا لسوريا فقط.
وعبر المومني ومعه رئيس الوزراء عبدلله النسور عندما قابلتهما ‘القدس العربي’ مؤخرا عن قلقهما من التنامي الكبير والمنظم للمجموعات المتشدة شمالي الأردن وداخل عمق الأراضي السورية لكن النشطاء المناصرون للنظام السوري في عمان يحملون حكومة بلادهم والجانب السعودي مسؤولية ‘تحشيد’ مقاتلي الظلام والإرهاب داخل سوريا كما أوضح الناشط النقابي حسين مطاوع .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول تيسيرjdsdv:

    من الغريب عندما تتحدث الحكومة بالشأن السوري وسواء بقصد او بغير قصد تخلط بين ما يخص الشعب وما يخص الجارة سوريا وعمليا سواء اقتنع الشعب باجراءات الحكومة على الحدود الشمالية او لم يقتنع ملزم كمواطن بالدفاع عن بلده من اي انعكاسات سلبية يمكن ان تؤثر عليه ولكن المهم هو اقناع الجارة سوريا باننا كحكومة نقوم بكل مايتطلبه حسن الجوار من عدم التدخل بشؤنه واننا لانسمح بان تكون حدودنا منطقة تدخل للغير حتى يتعاون مع حكومتنا في ان لاتكون حدودنا الشماليةمنطقة ارتداد للمقاتلين الذين لانرغب برؤيتهم على التراب الاردني وكما يقول المثل (اذا احترق بيدر جارك فسارع لاطفائه قبل ان يصل لبيدرك)

  2. يقول jay jandal USA:

    غريب جدا ان يخشى الاردن الجهاديين بعد ان مدهم بالمال والسلاح والرجال محابات للسعودية كما ان اليوم الذي سيتوقف فيه الاردن عن دعمهم سيتم القضاء عليهم، انها العقلية العربية التي لم تحسب خط الرجعة

إشترك في قائمتنا البريدية