55 % من اليهود في اسرائيل يؤيدون انشاء دولة فلسطينية ويعتبرون فوز حماس خطرا وجوديا علي اسرائيل

حجم الخط
0

55 % من اليهود في اسرائيل يؤيدون انشاء دولة فلسطينية ويعتبرون فوز حماس خطرا وجوديا علي اسرائيل

مقياس السلام لشهر كانون الثاني 2006 55 % من اليهود في اسرائيل يؤيدون انشاء دولة فلسطينية ويعتبرون فوز حماس خطرا وجوديا علي اسرائيل خلافا لردود الساسة في البلاد وفي الخارج، يبدو أن فوز حماس لم يخلق عند الجمهور اليهودي في اسرائيل جو طواريء عاما يسوغ، مثلا تأجيل الانتخابات أو تغيير نيات التصويت. الجمهور ايضا لا يعرض تقديرات متسقة تتصل بالوضع الجديد. في الحقيقة ان هنالك كثرة تعتقد أن فوز حماس هو خطر وجودي علي اسرائيل وتوجد كثرة كبيرة تعتقد أيضا أنه علي عكس منظمة التحرير الفلسطينية، لا يوجد احتمال لان تعترف حماس باسرائيل مع الوقت. يزاد علي ذلك ان هنالك اجماعا يتجاوز المعسكرات علي أن احتمال التوصل الي اتفاق سلام مع حكومة فلسطينية برياستها ضئيل جدا أو معدوم. ومع ذلك، يعتقد نحو نصف الجمهور أن حماس ستعدل الان كما يبدو مشاركتها في العمليات الارهابية ويتمسك قريب من النصف برأي أنها اليوم الممثل المشروع للشعب الفلسطيني في كل شيء، وانه ينبغي ادارة مفاوضات مع حكومة فلسطينية ستنشئها، بالرغم من الاحتمالات الضئيلة لان تأتي مفاوضات كهذه بالسلام. لكن كما يبدو من أجل عدم التغرير ولكي لا تكون اسرائيل متعلقة علي اية حال بحكومة حماس، يوجد تأييد واسع لموقف انه بعقب فوزها يجب علي اسرائيل أن تحدد مصيرها وحدودها بنفسها، بانهاء سريع لبناء جدار الفصل.هذه هي المعطيات الرئيسة لاستطلاع مقياس السلام الذي اجري في الايام من الاثنين الي الاربعاء، من 30/1 الي 1/2، فقد اجابت كثرة كبيرة سؤال هل علي خلفية فوز حماس في الانتخابات الفلسطينية، يوجد في رأيك مكان لتغيير موعد الانتخابات في اسرائيل الي أن يتضح الوضع؟ ، اجابت الكثرة، 86 في المئة ممن اجريت اللقاءات معهم من اليهود، انه لا حاجة الي ذلك، و9 في المئة أن هنالك حاجة الي التأجيل، اما البقية فلم يعرفوا. من بين القلة الذين اعتقدوا انه يجب تأجيل الانتخابات في البلاد، يؤيد 43 في المئة اقامة حكومة وحدة وطنية. ويؤيد 36 في المئة استمرار وجود الحكومة الحالية كحكومة انتقالية. وعلي نحو شبيه، ذكر 79 في المئة انهم لا ينوون تغيير تصويتهم في الانتخابات القريبة علي خلفية فوز حماس، واجاب 8 في المئة أنهم يزنون هذا الامكان ولم يعرف 13 في المئة. مع الاخذ بالحسبان الميل التاريخي للجمهور اليهودي في اسرائيل الي تأييد حكومات وحدة وطنية، وخاصة في أوضاع الطواريء مثل الفترة التي سبقت حرب الايام الستة وفي اثناء الانتفاضة الثانية، يبدو أن حقيقة ان اجراء كهذا لا يؤيده اليوم كثيرون يشير الي أن فوز حماس لم يُرَ تهديدا فوريا. ليس معني الاتفاق الواسع علي هذه القضية ان الجمهور اليهودي غير قلق من ولاية حماس السلطة. وهكذا فان 55 في المئة يتفقون علي رأي أن فوز حماس خطر وجودي علي دولة اسرائيل بازاء 38 في المئة لا يوافقون (7 في المئة لا يعرفون). كثرة اكبر 69 في المئة تقدر أنه خلافا لموافقة منظمة التحرير الفلسطينية في اطار اتفاق اوسلو علي الغاء المادة في ميثاقها التي دعت الي القضاء علي اسرائيل، فان احتمال أن تأخذ حماس باجراء مشابه لتعترف في نهاية الامر بحق اسرائيل في الوجود ضئيل جدا او معدوم 24 في المئة يعتقدون أنه يوجد احتمال لهذا و7 في المئة لا يعرفون.علي خلفية هذه التقديرات، لا عجب أن قلة ضئيلة فقط ـ 12 في المئة ـ تعتقد أن التفاوض بين اسرائيل وحكومة تترأسها حماس قد يفضي الي تسوية سلام دائم، في حين ان 83 في المئة لا يعتقدون ان هناك احتمالا لذلك. في الحقيقة، وكما بيّنت استطلاعات مقياس السلام في الماضي، لم يكن الجمهور اليهودي متفائلا جدا بما يتصل باحتمالات التوصل الي اتفاق سلام مع الفلسطينيين قبل الانتخابات الاخيرة في الجانب الفلسطيني ايضا، لكن فوز حماس خفض سقف التفاؤل المنخفض أصلا خفضا اكبر. وهكذا، في الاشهر من تشرين الاول (اكتوبر) الي كانون الاول (ديسمبر) 2005 وقفت نسبة غير المعتقدين بأن التفاوض مع السلطة سيفضي الي اتفاق دائم عند 50 الي 60 في المئة. في هذا السياق من المثير للاهتمام ان كثرة كبيرة من الجمهور اليهودي 65.5 في المئة لا تعتقد ان حماس لانها حركة دينية في جوهرها، فهنالك داع الي اشراك رجال دين في الاتصالات بها. 29 في المئة فقط يعتقدون أن هنالك داعيا في الظروف الحالية لاشراكهم و5 في المئة لا يعرفون. انقسام مواقف الجمهور في هذا السؤال بحسب مستوي التدين يبين أن الاراء بين المتدينين متساوية في انقسامها في حين أن العلمانيين، والتقليديين بل الحريدين في كثرتهم الساحقة، لا يعتقدون أن هنالك حاجة الي اشراك الحاخامات في الاتصالات بحماس. ثمّ تعبير آخر عن تأثير فوز حماس في مواقف الجمهور اليهودي هو الانخفاض الذي لحظ في الاستطلاع الحالي لنسبة مؤيدي انشاء دولة فلسطينية مستقلة بالقياس الي ما قيس في الشهر الذي مضي. فآنذاك ايد 67 في المئة دولة مستقلة، واليوم نسبة التأييد هي 55 في المئة. ولكن رغم التقديرات المتشائمة لمستقبل العلاقات بالفلسطينيين تحت حكومة تقودها حماس، لا يرد الجمهور اليهودي ردا واحدا بغير تمييز علي الوضع الجديد. وهكذا فان 40 في المئة يتفقون علي أنه لما كان فوز حماس قد احرز بطريقة ديمقراطية، فان الحكومة التي ستنشئها هي الممثلة المقبولة والمشروعة للشعب الفلسطيني في كل شيء، في حين أن 44 في المئة لا يوافقون علي هذا القرار. ان نحوا من نصف الجمهور 46 في المئة يعتقدون أن حماس ستعدل الان من مشاركتها في العمليات علي اسرائيل، بازاء 45 في المئة لا يعتقدون ذلك. فضلا علي ذلك، وبرغم الاجماع الواسع علي أنه لا يوجد احتمال حقيقي بالتوصل الي اتفاق سلام مع حكومة تترأسها حماس، يعتقد 43 في المئة ان اسرائيل يجب عليها أن تدير تفاوضا سياسيا مع حكومة تؤلفها، في حين ان 53 في المئة لا يعتقدون ذلك. أي أن جزءا كبيرا من الجمهور اليهودي يعتقدون في المرحلة الحالية انه ينبغي محاولة محادثة حماس، رغم ان احتمالات التوصل معها الي اتفاق سلام دائم ضعيفة جدا.كما هو متوقع، توجد صلة وثيقة جدا بين التقديرات عن سياسة حماس المتوقعة من مسألة الارهاب وبين قضية ادارة تفاوض سياسي معها. وهكذا، يؤيد 56 في المئة من بين الذين يعتقدون ان حماس ستعدل من مشاركتها في العمليات، ادارة تفاوض ويعارض 37 في المئة، في حين أنه بين الذين لا يعتقدون بازدياد اعتدال حماس 29 في المئة فقط يؤيدون تفاوضا ويعارضه 67 في المئة. ان قسمة نسب تأييد التفاوض بحسب نيات التصويت تظهرنا علي فروق ملحوظة بين المعسكرات السياسية بحسب الترتيب الاتي: بين من يقولون انه سيصوتون لميرتس، يؤيد 100 في المئة ادارة تفاوض مع حكومة تترأسها حماس، وبين من سيصوتون كما قالوا للعمل ـ 64 في المئة، وكديما ـ 48 في المئة، والليكود ـ 30 في المئة، وشاس ـ 28 في المئة، والاتحاد الوطني ـ 17 في المئة. أحد الاسئلة الملحة في هذه الايام هو هل يجب علي اسرائيل أو لا يجب ان تحول الان الي السلطة الفلسطينية الاموال من الضرائب التي تجبيها من أجلها، كما تصرفت الي الان. يبدو أنه خلافا لموقف حكومة اسرائيل، كما ابلغ عنه الاعلام، فان كثرة كبيرة من الجمهور (69 في المئة) تعارض تحويل الاموال، بازاء 22 في المئة يؤيدونه. ومع ذلك، فان الاراء اكثر اختلافا في مسألة امكان توجه حماس الي مصادر تمويل اخري، مثل ايران اذا ما قطعت الولايات المتحدة ودول مانحة اخري دعمها للسلطة: فـ 45 في المئة يعتقدون أنه لا يجب اخذ هذا الامكان بالحسبان في حين أن 38 في المئة يعتقدون انه يجب اخذه بالحسبان. ولكن اذا تجاوزنا القضايا المختلف فيها والمتعلقة بالسياسة التي يجب الاخذ بها حيال حكومة تترأسها حماس فانه يوجد في الجمهور اليهودي تأييد واسع 75.5 في المئة لزعم انه علي خلفية فوزها فان اسرائيل يجب عليها أن تقرر مصيرها وحدودها بنفسها بانهاء سريع لبناء جدار الفصل نسبة المعارضين لهذا الزعم تقف عند 18 في المئة والبقية لا يعرفون. تدلنا قسمة الاجابات حسب نيات التصويت علي أننا اذا استثنينا مصوتي ميرتس، الذين يؤيد 40 في المئة منهم هذا الزعم ويعارضه 60 في المئة، فان مصوتي سائر الاحزاب الكبيرة، وفي ضمنها العمل، يؤيدونه تأييدا عريضا. في موضوعات ما تتصل بفوز حماس، مواقف الجمهور العربي في اسرائيل، هي صورة المرآة للجمهور اليهودي ـ فهكذا مثلا، توجد كثرة في الجمهور العربي 67 في المئة تعتقد أن فوز حماس ليس خطرا وجوديا علي دولة اسرائيل. والامر كذلك ايضا في قضية نقل الاموال من اسرائيل الي السلطة، فـ 68 في المئة من الجمهور العربي يعتقدون أنه ينبغي نقلها كما خطط له. في مقابلة ذلك، في سؤال احتمال ان تستطيع حكومة حماس وحكومة اسرائيل التوصل الي اتفاق سلام دائم، فان العرب ايضا فيهم كثرة وان كانت في الحقيقة اقل مما هي بين اليهود (56 في المئة) تقدر ان احتمال ذلك ضئيل. والامر كذلك ايضا في موضوع اشراك رجال دين يهود في التفاوض بين اسرائيل وحماس، فبين الجمهور العربي كثرة كبيرة 72 في المئة تعارض اشراكهم. مقياس اوسلو للشهر الاخير هو 36.5 في المئة 33.8 في العينة اليهودية.افرايم ياعر وتمار هيرمنكاتبان في الصحيفة(هآرتس) 7/2/2006

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية