يوم الاستحقاق: الفلسطينيون يدلون بأصواتهم من اجل مرحلة جديدة وأمل التغيير

حجم الخط
0

يوم الاستحقاق: الفلسطينيون يدلون بأصواتهم من اجل مرحلة جديدة وأمل التغيير

كل فصيل استأجر سيارات لنقل مناصريه الي مراكز الاقتراع.. وبرودة الجو لم تخفف حرارة المشاركة او المنافسةيوم الاستحقاق: الفلسطينيون يدلون بأصواتهم من اجل مرحلة جديدة وأمل التغييررام الله ـ القدس العربي ـ من وليد عوض:بدأ الفلسطينيون الادلاء بأصواتهم امس الاربعاء في اول انتخابات برلمانية منذ عقد من الزمن، والتي من المحتمل ان تحظي من خلالها حركة المقاومة الاسلامية حماس بدور في الحكومة الفلسطينية لاول مرة. وأظهرت استطلاعات الرأي أن حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس تتقدم بفارق ضئيل عن حماس مما يزيد من فرص الحركة التي يدعو ميثاقها لتدمير اسرائيل وتعتبرها واشنطن جماعة ارهابية في المشاركة في حكومة فلسطينية لاول مرة.وجرت الانتخابات في جو من الهدوء النسبي ولم تسجل اشتباكات او حوادث عنف جديرة بالذكر، وكان ابرزها الخلافات بين الاجهزة الامنية والشرطة حول الاحقية بحماية صناديق الاقتراع، وذكر شهود لـ القدس العربي ان نزاعات وملاسنات جرت بين الشرطة من جهة والمخابرات وجهاز الامن الوقائي من جهة اخري بسبب تدخل الاخيرين في مهمة حماية الصناديق التي كانت وزارة الداخلية اعلنت انها موكلة الي الشرطة.وفي شتي ارجاء الضفة الغربية وقطاع غزة تدفق الفلسطينيون علي مراكز الاقتراع وغمست أصابع من ادلوا باصواتهم في الحبر الازرق وهو اجراء متبع لمنع التزوير. ووقف الاف من رجال الشرطة المسلحين ببنادق آلية يحرسون اللجان بعد أسابيع من فوضي مسلحة في المناطق الفلسطينية هددت بتأجيل الانتخابات. وقال عباس الذي وصف الانتخابات بأنها خطوة مهمة نحو اقامة دولة فلسطينية لدي ادلائه بصوته في رام الله أن التصويت يتم بسلاسة وأعرب عن أمله في أن يستكمل بهدؤ تام. وتغلق مراكز الاقتراع ابوابها في السابعة مساء (1700 بتوقيت غرينتش).وقال عباس للصحفيين ان الناخبين هم الذين سيتخذون القرار النهائي. وكان مسؤولون اسرائيليون حذروا من أن فوز حماس قد يؤدي الي وضع نهاية لجهود تحقيق السلام في الشرق الاوسط. وتشعر الولايات المتحدة بالقلق أيضا جراء احتمال فوز الحركة. وتنافس نشطاء الفصائل الفلسطينية امس علي الوصول الي الناخب الفلسطيني بأية وسيلة من اجل حمله علي المشاركة في العملية الانتخابية التي جرت امس لاختيار 132 نائبا للمجلس التشريعي الجديد. ففيما حرصت كل قائمة انتخابية او مرشح مستقل علي استئجار عدد من السيارات سواء العمومية او الخاصة لنقل المواطنين وخاصة كبار السن والنساء لمراكز الاقتراع حرص كل سائق علي اقناع الركاب بالتصويت لهذه القائمة او تلك او هذا المرشح او ذاك بناء علي الطرف الذي يعمل لصالحه.الا ان الملفت للنظر في كافة المناطق الفلسطينية كان حرص كل فصيل علي نقل مؤيديه ومناصريه الي صناديق الاقتراع دون السماح للمنافسين وسياراتهم من الاقتراب منهم اذ ربما يؤثر هذا الشخص او ذاك في مواقفهم في اخر لحظة. ومنذ ساعات الصباح الباكر شوهدت السيارات والحافلات وهي تنقل الناخبين من أماكن سكناهم إلي مراكز الاقتراع، وكل علم كل فصيل يرفرف خفاقا علي ظهر سياراته.فمركبات حماس التي تحمل العلم الاخضر الذي يرمز للحركة تتسابق مع تلك التي تحمل العلم الاصفر الذي يرمز لـ فتح اضافة الي باقي المركبات التي ترفع صور هذا المرشح او ذاك.وفيما كان السباق بين العاملين ضمن طواقم القوائم الانتخابية اوالمرشحين للوصول الي المواطنين الراغبين بالمشاركة في العملية الانتخابية ونقلهم من منازلهم الي مراكز الاقتراع، اخذ بعض النشطاء بالمناداة علي المواطنين عبر مكبرات الصوت وحثهم علي التوجه الي صناديق الاقتراع للمشاركة في الانتخابات التشريعية.وفي ظل تردد بعض الفلسطينيين من المشاركة في العملية الانتخابية وضع نشطاء من حركة فتح مكبرات صوت علي احدي السيارات التي اخذت تسير في شوارع وازقة مخيم قلنديا للاجئين الواقع ما بين مدينتي رام الله والقدس المحتلة منادية علي المواطنين للمشاركة في الانتخابات والتوجه الي صناديق الاقتراع. في حين نشط عناصر من حزب التحرير الاسلامي ونشطاء من حركة الجهاد الاسلامي في تحريض المواطنين علي عدم المشاركة في الانتخابات.وفيما ركز عناصر حزب التحرير الاسلامي علي ان هذه الانتخابات حرام شرعا وتخالف حكم الله الذي شرع للمسلمين امور حياتهم ولاحاجة لمشرعين من فتح وحماس لسن القوانين للفلسطينيين، حرص نشطاء حركة الجهاد الاسلامي علي التأكيد بانه لا يجوز اجراء الانتخابات التشريعية تحت نير الاحتلال الاسرائيلي.وشدد نشطاء الجهاد الاسلامي علي ان الانتخابات التشريعية الفلسطينية محكومة باتفاقات اوسلو التي رفضتها حماس عام 1996 وشاركت فيها عام 2006 رغم ان الظروف الفلسطينية لم تختلف، فالاحتلال ما زال يسيطر علي الفلسطينيين سواء في قطاع غزة المحاصر او الضفة الغربية التي يعمل فيها الجيش الاسرائيلي علي مدار الساعة. ومع هذا اصطف المواطنون بأعداد كبيرة منذ ساعات الصباح امام مراكز الاقتراع، ولم يقتصر الامر علي اصحاب حق الاقتراع من البالغين بل شوهد اطفال يرافقون آباءهم وأمهاتهم، وذلك علي الرغم من برودة الطقس وانخفاض درجات الحرارة. وقال المواطن حسن احمد الذي كان ينتظر امام احد مراكز الاقتراع في رام الله هذا عرس ديمقراطي يجب علينا ان ننتخب فيه الاشخاص المناسبين ، وحث بقية المواطنين علي اختيار مرشحيهم وفق مقاييس وطنية وليس مصالح شخصية، لان هذا سيؤثر علي مستقبل الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية الوطنية كما قال.ويري المواطنون في مجمل آرائهم ان المرحلة القادمة تحتاج الي التغيير لنحو واتجاه جديدين، مؤكدين ان هذا الموقف ينبع فقط من قرار فلسطيني داخلي ستكون بدايته من الانتخابات التشريعية لاختيار نواب المجلس التشريعي. ومنذ الصباح الباكر انتشر رجال الامن الفلسطيني في كافة مراكز الانتخابات لحفظ الامن خلال عملية الاقتراع. كما انتشر المرشحون وممثلو الكتل الانتخابية المختلفة ومناصروهم في محيط مراكز الاقتراع وعلي البوابات حيث يقومون بإرشاد المواطنين حول كيفية الاقتراع، وتسهيل مهمة البحث عن اسمائهم ضمن المرشحين. وجرت الانتخابات التشريعية الفلسطينية الثانية امس علي أساس نظام مختلط يجمع بين الاقتراع النسبي والأغلبية وفق قانون الانتخابات الجديد الذي أقر في حزيران2005، خلافاً لانتخابات 1996، التي اعتمدت نظام الأغلبية البسيطة.وجرت الانتخابات في جولة واحدة لاختيار 231 نائباً مناصفة علي أساس نظام الأغلبية في الدوائر والنظام النسبي علي مستوي كل الأراضي الفلسطينية أو نظام القوائم، وقام الناخب بالتصويت علي ورقتي اقتراع، الأولي يختار مرشحي الدائرة التي يعيش فيها، وفي الورقة الثانية قائمة انتخابية واحدة علي مستوي الوطن.وتم تقسيم الأراضي الفلسطينية إلي 16 دائرة انتخابية 11 منها في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وخمس في قطاع غزة.وخصص لكل منها عدد من المقاعد النيابية نسبة إلي عدد سكانها، ويفوز بالمقاعد المخصصة لكل دائرة انتخابية، المرشحون الذين يحصلون علي أكبر عدد من أصوات الناخبين في تلك الدائرة، ولا يشترط الفوز بأغلبية مطلقة من عدد أصوات المقترعين.اما وفق نظام التمثيل النسبي فتعتبر الأراضي الفلسطينية كلها دائرة انتخابية واحدة، واشترط في تشكيل القوائم الانتخابية ألا يقل عدد مرشحيها عن سبعة و لا يزيد عن 66 وتتنافس 11 قائمة في الانتخابات، وتبلغ نسبة الحسم لدخول المجلس التشريعي 2% من الأصوات حسب لجنة الانتخابات المركزية.ولضمان تمثيل النساء في المجلس التشريعي، نص القانون علي أن تتضمن كل قائمة اسم امرأة واحدة ضمن الأسماء الثلاثة الأولي، وامرأة واحدة علي الأقل في كل أربعة أسماء تلي ذلك، وامرأة واحدة علي الأقل لكل خمسة أسماء تأتي بعد ذلك.اما تمثيل المسيحيين والأقليات فتم تخصيص ستة مقاعد للمسيحيين من 66 مقعداً مخصصة لنظام الأغلبية الدوائر ، حيث يفوز بتلك المقاعد من حصل من المسيحيين علي أعلي عدد من الأصوات في تلك الدائرة. ويبلغ عدد المرشحين في الدوائر 414 مرشحاً وضمن القوائم 314 مرشحاً علي 11 قائمة هي: قائمة حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح ، وقائمة الإصلاح والتغيير التابعة لحركة المقاومة الإسلامية حماس ، وقائمة البديل، وقائمة فلسطين المستقلة، وقائمة الطريق الثالث، وقائمة العدالة الفلسطينية، وقائمة الشهيد أبو علي مصطفي التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وقائمة الشهيد أبو العباس التابعة لجبهة التحريرالفلسطينية، وقائمة الحرية والعدالة الاجتماعية، وقائمة الائتلاف الوطني للعدالة والديمقراطية وعد ، وقائمة الحرية والاستقلال.هذا وبلغ العدد الإجمالي للناخبين المسجلين 1.34مليون ناخب، بينهم حوالي 811 ألفاً في الضفة الغربية بمن فيهم سكان القدس الشرقية، و529 ألفاً في قطاع غزة، وادلي الناخبون بأصواتهم في 1008 مركز اقتراع فتحت أبوابها من السابعة صباحاً بالتوقيت المحلي. ومن المقرر ان تعقد لجنة الانتخابات المركزية المشرفة علي تنظيم العملية الانتخابية اليوم الخميس مؤتمرا صحافيا للإعلان عن انتهاء عملية الفرز في صناديق الاقتراع، وإعلان النتائج الأولية لعملية فرز الأصوات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية