يحذرها من تقديم تنازلات اقليمية كبيرة وخصوصا علي حدودها الشرقية

حجم الخط
0

يحذرها من تقديم تنازلات اقليمية كبيرة وخصوصا علي حدودها الشرقية

التحول الاستراتيجي لتنظيم القاعدة بنقل الجهاد الي العالم العربي والتهديد بتوسيعه يجب أن يقلق اسرائيليحذرها من تقديم تنازلات اقليمية كبيرة وخصوصا علي حدودها الشرقية المعلومات التي أفادت بأن تنظيم القاعدة الموجود في العراق، والمعروف بتنظيم أبو مصعب الزرقاوي، هو الذي يقف وراء عملية اطلاق صواريخ الكاتيوشا علي كريات شمونة وشلومي في الاسبوع الماضي. هذه المعلومة لم تكن الاولي التي تشير الي أن تنظيم الجهاد العالمي قد أخذ يقترب من حدود اسرائيل.ففي التاسع من شهر تشرين الاول (اكتوبر) من العام الماضي نفذ رجال أبو مصعب الزرقاوي عمليات تفجير في ثلاثة فنادق في الاردن، وأن مواقع عدة علي الانترنت معروفة بتأييدها للقاعدة أعلنت فورا أنه خلال فترة قصيرة سيكون ممكنا الوصول الي أهداف يهودية في اسرائيل .حتي وقت متأخر، لم تكن اسرائيل مصنفة كأحد الأهداف المفضلة في نظر تنظيم القاعدة ولا في نظر المنظمات المنبثقة عنه. فقد سبق لأيمن الظواهري، نائب بن لادن في تنظيم القاعدة، أن كتب في عام 1995 إن القتال حول القدس لن يبدأ إلا بعد حسم القتال ضد الانظمة الحاكمة في مصر والجزائر .قبل عدة اشهر كشفت الاستخبارات الامريكية موضوع وجود رسالة موجهة من أيمن الظواهري الي أبو مصعب الزرقاوي يشيد فيها بجهود الزرقاوي وقدرته علي نقل العمليات والجهاد العالمي الي قلب العالم العربي.وفي تلك الرسالة دعا الظواهري الي توسيع رقعة الجهاد ونقلها الي الدول العلمانية المجاورة للعراق (وهو يعني بذلك سورية والاردن). الظواهري يتوقع في المرحلة المقبلة حدوث المواجهة مع اسرائيل ، لذلك لم يكن مفاجئا الكشف عن وجود خلايا تابعة لتنظيم القاعدة قد بدأت تتحرك في شبه جزيرة سيناء المصرية منذ نحو سنة، وأنها قد تمكنت من التسلل الي قطاع غزة بعد عملية الانفصال عنه.توجد لهذا التغيير الاستراتيجي لدي تنظيم القاعدة أهميتان مركزيتان بالنسبة لاسرائيل.أولا، ان تنظيم الزرقاوي في العراق مصمم علي زعزعة النظام في المملكة الاردنية. فخلال السنة الأخيرة تصاعدت وتيرة الانتقادات الشعبية في الاردن ضد الحرب التي تشنها الولايات المتحدة ضد الطائفة السنية في العراق، مما زاد القلق إزاء هذه الانتقادات. وقد دعا رئيس حكومة الاردن الجديد قبل اسبوعين الي توجيه ضربة استباقية ضد الجهاديين في المملكة. وعلي ضوء ازدياد المعلومات التي تشير الي امكانية حدوث عمليات تفجيرية في الدولة، تم الاعلان عن حالة طواريء في المملكة.ثانيا، اسرائيل تجد نفسها مُجبرة علي الإقرار بأن الارهاب الذي يمثله الزرقاوي يمثل تصعيدا حقيقيا مقابل الارهاب الفلسطيني، وأن اوساطا غربية مقتنعة بأن الزرقاوي درّب رجاله علي استعمال مواد سامة بما في ذلك اسلحة كيماوية. ففي عام 2004 اعترف أحد المقربين من الزرقاوي بأنه (أي الزرقاوي) قد أعد عبوة كيماوية جاهزة للاستعمال لضرب مقر المخابرات الاردنية في عمان.وفي شهر نيسان (ابريل) من عام 2005 حذرت وزارة الأمن الداخلي في الولايات المتحدة بأن تقارير المخابرات الامريكية تعود وتشير الي أن الزرقاوي يسعي الي الحصول علي قنبلة قذرة ، وأن ارهاب القاعدة الجديد لم يعد يتعامل مع العبوات التي توضع علي جانب الطريق بل بإعداد العمليات الكبيرة.علي ضوء هذه التطورات فان اسرائيل ترتكب خطيئة كبيرة اذا قررت الانسحاب من غور الاردن، فهي ما زالت تستطيع التعامل مع المستجدات الاستراتيجية المتغيرة في الشرق، إلا اذا فتحت بواباتها أمام التهديدات الجديدة القادمة اليها عن طريق التنازلات الاقليمية الواسعة.حتي بعد حرب الولايات المتحدة في العراق، فان اسرائيل ما زالت بحاجة لضمان حدود قادرة ومناسبة للدفاع عنها لكبح الأخطار التي تهدد وجودها والقادمة من الشرق.دوري غولدكاتب في الصحيفة(يديعوت احرونوت) 3/1/2006

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية