وصول 28 طفلا خديجا أجلوا من مستشفى الشفاء إلى مصر

حجم الخط
0

قطاع غزة-الأراضي الفلسطينية: وصل 28 طفلا خديجا تمّ إجلاؤهم من مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة إلى مصر عبر معبر رفح الحدودي، فيما اتهمت حركة حماس جيش  الاحتلال الإسرائيلي بقصف دام على مستشفى آخر في المدينة.

وفي ظل خروج معظم مستشفيات القطاع عن الخدمة بسبب الدمار أو انقطاع الوقود، وصل أول مستشفى ميداني أردني إلى القطاع المحاصر الذي يشهد أزمة صحية كارثية على وقع استمرار المعارك العنيفة بين حركة حماس وجيش الاحتلال.

وأعلن جيش الاحتلال اليوم “توسيع” عملياتها البرية في شمال قطاع غزة، بينما يتواصل القصف الدامي على مناطق عدة في القطاع. بالتوازي، تجري بعيدا عن الأضواء المباحثات الهادفة إلى الإفراج عن رهائن تحتجزهم حركة حماس في مقابل هدنة في المعارك. وعبّر الرئيس الأمريكي جو بايدن قبل قليل عن اعتقاده بأن الاتفاق بات “وشيكا”.

وقالت منظمة الصحة العالمية في بيان صدر في جنيف إن “سيارات إسعاف تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني أقلّت 28 طفلا خديجا نقلوا من مستشفى الشفاء الأحد إلى المستشفى الإماراتي في رفح، إلى معبر رفح”، المنفذ الوحيد للقطاع المحاصر الى العالم الخارجي.

وأوضحت المنظمة أن ثلاثة أطفال آخرين كانوا أيضا في مستشفى الشفاء لا يزالون في المستشفى الإماراتي يتلقون العلاج.

وأفاد مدير المستشفيات في قطاع غزة محمد زقوت الأحد وكالة فرانس برس عن إجلاء 31 طفلا خديجا من المستشفى.

و في الجانب المصري من معبر رفح أفرادا في طاقم طبي ينقلون الخدّج من سيارات إسعاف قبل أن يتمّ وضعهم في حاضنات أطفال، ونقلهم مجددا الى سيارات إسعاف أخرى.

وكانت منظمة الصحة العالمية التي شاركت في إجلاء الأطفال من مستشفى الشفاء قالت إن أيا من ذوي الأطفال لم يكونوا برفقتهم خلال عملية الإجلاء الأولى، إذ لم تتمكن وزارة الصحة التابعة لحماس من تحديد مكان وجود أي منهم.

وقالت منظمة الصحة العالمية الأحد إن “11 طفلا في وضع حرج”، وجميعهم “يعانون من التهابات خطيرة”.

وتوفي طفلان السبت قبل تنفيذ عملية الإجلاء.

في رفح، قالت آيات الداعور، وهي والدة طفلتين بين الأطفال ال28 إنها وضعت ابنتيها ميرا وذهب في اليوم الخامس من الحرب، وتركتهما في المستشفى في حاضنتين، ولم تتمكن من رؤيتهما بعد ذلك، مضيفة “اليوم رأيت ابنتَي للمرة الأولى بعد 39 يوما من الولادة”. وتابعت “كان خوف وقلق وحالة نفسية صعبة جدا”.

واقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ الأربعاء مستشفى الشفاء بعد معارك طاحنة في محيطه بينه وبين حركة حماس. وتتهم إسرائيل حماس باستخدام المستشفيات كمقار لها، والانطلاق منها في عملياتها وتخزين أسلحة فيها. وتنفي حماس هذه الاتهامات.

وتتصاعد المخاوف من تعرض المستشفى الإندونيسي للمصير نفسه، كمستشفى الشفاء.

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس الاثنين مقتل 12 شخصا جراء غارة إسرائيلية على المستشفى الإندونيسي في شمال قطاع غزة.

وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة إن جيش الاحتلال الإسرائيلي “يحاصر” المستشفى، و”نخشى أن يكرّر ما فعله بمجمع الشفاء” الذي أخلي بعد دخول القوات الإسرائيلية إليه.

وأشار القدرة إلى وجود “نحو 700 شخص بين طواقم طبية وجرحى داخل المستشفى الإندونيسي”.

وتتحدّث سلطات الاحتلال عن وجود مراكز قيادية تابعة لحماس تحت مبنى المستشفى الإندونيسي، وهو ما تنفيه الحركة.

وتقول حركة حماس إن قوات الاحتلال تشن “حربا ضد المستشفيات”.

وعرض الجيش صورا عبر الأقمار الصناعية تظهر فيها قاعدة إطلاق صواريخ يقول إنها لحماس موجودة على بعد أقل من 100 متر من المستشفى.

وبحسب الحركة، فإن عشرات الدبابات والآليات المدرعة منتشرة حول المستشفى وتطلق نيرانها باتجاه المنشأة الصحية.

في مستشفى شهداء الأقصى في مدينة غزة أيضا، كان طاقم طبي يقدّم الرعاية الطبية لأطفال مددوا على الأرض فيما قال طفل أصيب في رجله “فجأة لم أشعر برجلي، بدأت أركض على رجل واحدة”.

 الذهاب الى الجنوب 

وأعلن جيش الاحتلال الاثنين إنه يواصل “توسيع عملياته في مناطق جديدة بقطاع غزة”، خصوصا في منطقة جباليا. وقال الجيش إن عدد الجنود الذين قضوا في غزة منذ بداية الحرب وصل إلى 65.

واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس عقب هجوم غير مسبوق شنّته الحركة الفلسطينية على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر أدّى إلى مقتل نحو 1200 شخص غالبيّتهم مدنيّون قضوا بمعظمهم في اليوم الأوّل للهجوم، وفق السلطات الإسرائيليّة.

وتوعّدت الدولة العبريّة بـ”القضاء” على حماس وتشنّ حملة قصف جوّي ومدفعي كثيف ردا على الهجوم تسبّبت باستشهاد 13300 شخص في قطاع غزّة غالبيّتهم مدنيّون، وفق أرقام لحكومة حماس مساء الأحد. وبين الشهداء أكثر من 5500 طفل.

وشدّدت إسرائيل كذلك الحصار على قطاع غزة ومنعت إمدادات الوقود والمياه والكهرباء والمواد الغذائية. وتدخل عبر معبر رفح شاحنات مساعدات محدودة توافق إسرائيل مسبقا على حمولتها.

وأعلن مسؤولون في قطاع الصحة في غزة الاثنين وصول أول مستشفى ميداني أردني منذ بدء الحرب مع طاقم طبي لتقديم الخدمات الى آلاف المصابين والمرضى.

وقال الديوان الملكي الأردني إن المستشفى بسعة 41 سريرا، ويضم طاقما طبيا وتمريضيا يتألّف من 145 شخصا يشمل اختصاصات “الجراحة العامة وجراحة الشرايين والأعصاب والصدر والمسالك والتجميل والعظام والأطفال والوجه والفكين”.

وأكد مدير المستشفيات في قطاع غزة محمد زقوت أن المستشفى الميداني سيقام “في محيط مستشفى ناصر في خان يونس في جنوب القطاع لاستقبال الجرحى والمصابين”.

وتساقطت خلال اليومين الماضيين أمطار غزيرة في قطاع غزة. ووصفت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الوضع في أماكن النزوح بأنه “غير قابل للعيش” محذرة من “انتشار الأوبئة”.

وقالت المنظمة إنها سجلت أكثر من 44 ألف حالة إسهال و70 ألف إصابة خطيرة بالجهاز التنفسي في 154 ملجأ فتحتها الأمم المتحدة لإيواء أكثر من 800 ألف نازح.

ونزح أكثر من 1,6 مليون فلسطيني داخل القطاع منذ بدء الحرب يتكدسون تحت خيام في الهواء الطلق أو في مدارس أو مستشفيات، أو في شقق مكتظة. واتجه مئات آلاف النازحين جنوبا بعد إنذارات إسرائيلية بإخلاء الشمال. لكن مناطق جنوبية عدة تتعرض للقصف أيضا.

 الجبهة الشمالية

في بكين، أعلن وزير الخارجية الصيني وانغ يي الاثنين أمام وفد يضم وزراء خارجية السلطة الفلسطينية وأربع دول عربية ومسلمة أن على المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف “الكارثة الإنسانية” في غزة.

وقال وانغ “فلنعمل معا لتهدئة الوضع في غزة سريعا ولاستعادة السلام في الشرق الأوسط في أقرب وقت”.

في عمان، دعا العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خلال استقباله الإثنين مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الى “العمل بشكل مكثف” من أجل “وقف الحرب” و”فك الحصار” و”ضمان إيصال الغذاء والدواء” الى غزة، حسبما أفاد بيان صادر عن الديوان الملكي.

وحذّر الملك من “الآثار الكارثية جراء الحرب البشعة الدائرة التي يذهب ضحيتها الأبرياء من المدنيين العزل”.

ويتزايد الضغط في إسرائيل على الحكومة من أجل الإفراج عن قرابة 240 رهينة تحتجزهم حماس منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

وترفض سلطات حتى الآن أي وقف لإطلاق النار هو شرط من شروط حماس للإفراج عن رهائن. وستلتقي حكومة الاحتلال ساء الاثنين عائلات الرهائن.

في لندن، قال توماس هانإن ابنته إميلي المحتجزة لدى حماس أتمّت عيد ميلادها التاسع السبت.

وقال الوالد الإيرلندي المولد “لم تكن تعرف حتى أنه كان عيد ميلادها. إنها لا تعرف اليوم ولا التاريخ”. وأضاف أن تركيزه الوحيد ينصب على “مواصلة المضي قدما لحين استعادتها”.

وردّ الرئيس الأمريكي الاثنين على سؤال صحافي جاء فيه “هل هناك اتفاق وشيك حول الإفراج عن الرهائن؟”، قائلا “أعتقد ذلك”.

ويتواصل التصعيد على الجبهة الشمالية بين حزب الله اللبناني وإسرائيل.

وأعلن حزب الله الاثنين استهداف تجمّعات جنود في شمال إسرائيل بطائرات مسيّرة هجومية ومدفعية.

وذكر أن مقاتليه حققوا “إصابات مباشرة” في الاستهدافين.

(وكالات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية