وزير الخارجية الفرنسي يزور الجزائر قريبا لامتصاص توتر صامت بين البلدين

حجم الخط
0

وزير الخارجية الفرنسي يزور الجزائر قريبا لامتصاص توتر صامت بين البلدين

وزير الخارجية الفرنسي يزور الجزائر قريبا لامتصاص توتر صامت بين البلدينباريس ـ القدس العربي ـ من شوقي أمين: سيقوم وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي بزيارة الي الجزائر في غضون ثلاثة أسابيع علي الأرجح. ورغم أن هذه الزيارة لم تدرج بعد في أجندة الوزير ولم يعلن عنها كما جرت العادة في الموقع الكتروني التابع للخارجية الفرنسية الا أن مصادر القدس العربي قالت أنها شبه مؤكدة.وتفيد المصادر أن هذه الزيارة أتت بطلب من الرئيس جاك شيراك. ويبدو ان الاخير يريد التسريع في توقيع ميثاق الصداقة بين الجزائر وفرنسا الذي تأجل مرات عدة لاسباب غير واضحة تماما يُعتقد ان احدها قانون البرلمان الفرنسي الممجد لمحاسن الاستعمار الفرنسي في شمال افريقيا ومنطقة ما وراء البحار. هذا القانون الذي أثار قلاقل ليس في الجزائر وفرنسا معا، مما دعا أطيافا وأحزابا سياسية خاصة من اليسار الفرنسي الي مناهضته ومطالبة الرئيس الفرنسي بالغائه، وهو ما سمعه شيراك متأخرا عندما دعا بمناسبة تقديم تهاني السنة الجديدة الي الشعب الفرنسي الي اعادة صياغة القانون كونه يقسم الفرنسيين و لا طائل من الابقاء عليه في صيغته الحالية . وحاول شيراك امتصاص حدة التوتر التي طالت أيضا أقاليم فرنسية في منطقة ما وراء البحار التي رفض سكانها استقبال وزير الداخلية نيكولا ساركوزي مما دفعه الي الغائها، وكلف حينئذ رئيس الجمعية الوطنية وأحد المقربين منه، جون لويه دوبريه، بانشاء لجنة متعددة الاطراف تتكون من مؤرخين وباحثين من جميع الحساسيات للوصول الي حل يرضي الجميع. وأوضح دوبريه بمناسبة تقديم التهاني للصحافة الفرنسية والأجنبية قبل أمس الاربعاء أنه استمع لعروض عدد من الجمعيات والمؤرخين والباحثين، وذلك بحضور ممثلي الكتل البرلمانية الأربع التي ستتكفل بكتابة نص القانون الجديد.واوضح أنه من المتوقع أن تعرض الصيغة الجديدة علي نواب البرلمان في شهر شباط/فبرايرالمقبل بشرط أن يكون النقاش حول القانون قد أفضي الي خلاصات مقنعة تتحقق من خلالها صياغة موضوعية لقضية في غاية الحساسية والأهمية .ويري بعض الملاحظين للعلاقات الفرنسية الجزائرية أن لتصريحات المسؤول الأول للسلطة التشريعية في فرنسا والترتيب لزيارة وزير الخارجية للجزائر قراءة واحدة فقط، وهي أن فرنسا باتت تحرص علي تجاوز الحاجز التاريخي مع مستعمرتها القديمة وتحريك الشراكة الاقتصادية مع الجزائر التي لم تصل بعد الي المستوي المرغوب.وقالت مصادر القدس العربي أن وزير الخارجية الفرنسي سيبحث مع المسؤولين الجزائريين، علاوة عل قانون تمجيد الاستعمار، حيثيات ميثاق الصداقة وجاهزيته، كما سيحمل اقتراحات من الرئيس شيراك ليتم التوقيع عليه في أقرب الآجال.من جهة أخري، ستطرح قضية التأشيرات أثناء الزيارة، وهي مسألة كثيرا ما أثارتها السلطات الجزائرية دون أن تلقي آذانا صاغية من الجانب الفرنسي ما عدا بعض التسهيلات والمرونة التي أبدتها السلطات الفرنسية من خلال قنصلياتها في الجزائر مع فئة من الجزائريين فقط من رجال الأعمال والفنانين والجامعيين والصحافيين، مما اعتبر اهانة لعامة الجزائريين الراغبين في زيارة فرنسا. ويرجح أن يدرج موضوع التأشيرة في الصياغة النهائية للاعلان المشترك لميثاق الصادقة.وجدير بالذكر أن فرنسا تبقي وجهة الجزائريين الاولي لأسباب كثيرة، أهمها الروابط العائلية فضلا علي عامل اللغة والتاريخ المشترك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية