وثيقة تكشف عن استخدام مطارات بريطانيا لنقل اشخاص مشتبه بتورطهم بالارهاب اعتقلتهم امريكا

حجم الخط
0

وثيقة تكشف عن استخدام مطارات بريطانيا لنقل اشخاص مشتبه بتورطهم بالارهاب اعتقلتهم امريكا

وثيقة تكشف عن استخدام مطارات بريطانيا لنقل اشخاص مشتبه بتورطهم بالارهاب اعتقلتهم امريكالندن ـ القدس العربي : كشفت وثيقة مسربة تعود للخارجية البريطانية ان الولايات المتحدة ربما استخدمت مطارات المملكة المتحدة ومجالها الجوي لنقل اشخاص اعتقلتهم واشنطن في حربها علي الارهاب العالمي.وجاء الكشف عن هذه الوثيقة بعد تحقيق اجرته صحيفة الغارديان وجاء فيه ان الطائرات الامريكية التجارية التي استخدمت في عمليات نقل المعتقلين الخاصة حطت في المطارات البريطانية في 210 رحلات وذلك بعد الهجمات علي امريكا في ايلول (سبتمبر) 2001، بعض هذه كانت رحلات خاصة تابعة للحكومة الامريكية في مهام غير محددة، وبعضها مرتبط بدرجة كبيرة بسياسة الترحيل الخاصة التي تقوم علي نقل المعتقلين وتسليمهم الي دول معروفة بتطبيق عمليات التعذيب علي السجناء، وفي حالات اخري كانت عمليات اختطاف لمشتبه بهم وتسليمهم لدول تمارس التعذيب.وكانت الحكومة البريطانية قد نفت اي علم بهذه الرحلات والتي كثر الجدال حولها اثناء زيارة وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس لاوروبا، بعد الكشف عن وجود عدد من السجون السرية التابعة للمخابرات الامريكية في دول اوروبا، منها بولندا ورومانيا. وجاء نفي لندن مع ان سي اي ايه كانت تستخدم المطارات العسكرية للتزود بالوقود اثناء عمليات نقل المعتقلين. ولم يكتف مسؤولو الحكومة البريطانية بالنفي، بل حاول احد مسؤولي وزارة الخارجية وصفها بانها جزء من نظرية المؤامرة .وفتحت المانيا واسبانيا تحقيقا في هذه الرحلات فيما يقوم المجلس الاوروبي بتحقيق آخر، يركز علي استخدام سي اي ايه للمطارات والمجال الجوي الاوروبي.وفي مدينة ميلان الايطالية اصدر قاض امرا بالقاء القبض علي 19 عميلا امريكيا يتهمون باختطاف ناشط اسلامي، جر في الشوارع، ونقل سرا الي مصر.واعلن البرلمان الاوروبي يوم الاربعاء عن انشاء لجنة للنظر في عمليات المخابرات الامريكية، وترحيلها للسجناء واعتقالهم في مراكز تعرف باسم النقاط السوداء .وهدد البرلمان باتخاذ اجراءات سياسية ضد اي دولة اوروبية يثبت انها متورطة في هذه العمليات. واعترفت رايس في اثناء زيارتها الاوروبية الشهر الماضي بوجود مثل هذه المعتقلات، ولكنها نفت ان تكون امريكا قد نقلت معتقلين في رحلات خاصة للتحقيق معهم واستخدام التعذيب. واعتبرت رايس الاجراءات هذه خيارات صعبة تقتضيها المعركة في مكافحة الارهاب، وقالت ان عمليات الترحيل الخاصة، ادت لانقاذ حياة الوف الامريكيين.وتظهر الوثيقة المسربة التي كتبت بعد يومين من تصريحات رايس ان وزارة الخارجية البريطانية كانت واعية بمطالب سي اي ايه دعما لوجيستيا بريطانيا لعملياتها. ويقول كاتب الوثيقة الان لا نستطيع القول اننا لم نتلق ايا من المطالب لاستخدام الاراضي والمطارات البريطانية .ونشرت الوثيقة مجلة (نيو ستيتسمان) والموجهة من وزارة الخارجية الي مكتب رئاسة الحكومة (داوننغ ستريت) جيث اظهر ان مسؤولين كبارا ابدوا قلقهم من احتمال ان تكون النشاطات الامريكية غير مشروعة بموجب القانون الدولي، ونصحوا وزراء الحكومة بالسعي الي تجنب الرد علي الاسئلة حولها.وتظهر الوثيقة ايضا ان وزارة الخارجية كانت علي علم بوجود مراكز الاعتقال السرية، وان بعض الاعتقالات ربما قام بها الجيش البريطاني في العراق وافغانستان. وتؤكد الوثيقة موقف المستشارين القانونيين التابعين للخارجية الذي يرفض تعريض حياة المعتقلين لخطر التعذيب، مؤكدة ان مثل هذه التصرفات غير قانونية. واضافت ان التعاون البريطاني سيكون غير قانوني حالة معرفة الحكومة بالظروف التي يتم فيها تنفيذ سياسة الترحيل. وجاء في الوثيقة ندقق بشكل عاجل بالسجلات ولا نستطيع القول اننا لم نتلق اي طلب لاستخدام مطارات المملكة المتحدة ومجالها الجوي، كما ان الاوراق التي كشفنا عنها تقترح امكانية ان تكون هناك اكثر من الرحلتين اللتين تحدث عنهما وزير الخارجية (سترو) امام البرلمان .ويظهر أن كاتب المذكرة واسمه عرفان صديق يقترح علي الحكومة البريطانية تجنب الاسئلة الصعبة بشأن دورها في عمليات التسليم. ونقلت الصحيفة عنه قوله يجب ان نحاول تجنب الاستدراج للخوض في التفاصيل او محاولة المضي قدما في الجدل . واشارت هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي الي ان الوثائق التي كشفناها حتي الان تشير الي احتمال حدوث أكثر من الحالتين اللتين أشار اليهما وزير الخارجية في مجلس العموم .وكان وزير الخارجية البريطاني جاك سترو ابلغ مجلس العموم (البرلمان) في كانون الاول (ديسمبر) الماضي ان مسؤولي وزارته تمكنوا من العثور علي سجلات تم خلالها منح اذن مرتين فقط للسلطات الامريكية لاستخدام المجال الجوي البريطاني لنقل المحتجزين ولم تحصل علي أي اذن لاستخدامه منذ هجمات الحادي عشر من ايلول (سبتمبر) 2001.ورفضت الحكومة ووزارة الخارجية التعليق علي المذكرة المسربة، لكن في بيان للخارجية جاء فيه ان الحكومة لا ترحل أو تسلم أي شخص لدولة أخري يكون هناك ما يدعو للاعتقاد بانه سيتعرض فيها للتعذيب .واعتبر مسؤول الشؤون الخارجية في حكومة الظل ويليام هيغ ان الوثيقة تتطلب توضيحات جديدة من وزارة الخارجية، مؤكدا علي ضرورة الكشف عن الطلبات السابقة واي طلبات جديدة تقدمت بها الولايات المتحدة لاستخدام المجال الجوي البريطاني لنقل المشتبه بهم.وتقول صحيفة الغارديان ان عددا كبيرا اختفي من الذين اختطفتهم المخابرات الامريكية، فيما ظهر عدد قليل من هذا الغولاغ (السجن الكبير في اثناء الحقبة الشيوعية)، وتحدثوا عن التعذيب الذي تعرضوا له في القاهرة ودمشق واسلام اباد وكابول والرباط، وهناك شائعات انتشرت عن احتجاز اخرين في تايلاند وازبكستان، وتقارير عن مراكز اعتقال في بولندا ورومانيا.وقالت الغارديان ان تصريحات رايس من ان امريكا لا تنقل اشخاصا من مكان لاخر للتعذيب، الا ان عددا كبير من الادلة جمعت علي جانبي الاطلنطي تظهر ان ما حدث بالفعل هو العكس. ومن الاشخاص الذين اعتقلوا ونقلوا كان الاثيوبي بنيامن محمد (27 عاما)، حيث نقل الي الباكستان والمغرب وافغانستان قبل ان ينقل الي معتقل غوانتانامو في خليج كوبا، وتحدث لمحاميه عن اشكال التعذيب التي لقيها، مثل الحرمان من النوم، التعريض للضوضاء، وكشف عن اثار جروح علي عضوه الذكري، فيما قال ان الكثير من المعتقلين في القاعدة فقدوا عقولهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية