واشنطن متوجسة من الدفاع الجوي السوري رغم الغارات الإسرائيلية

حجم الخط
5

واشنطن- (رويترز): اخترقت صواريخ إسرائيلية نظام الدفاع الجوي السوري في الأيام القليلة الماضية لكن هذا الهجوم لم يطمئن كثيرا المخططين العسكريين الأمريكيين الذين يفكرون في مخاطر أي تدخل ضد قوات الرئيس السوري بشار الأسد.

ونظرا لأن بعض الخيارات العسكرية المحتملة لدى الولايات المتحدة في سوريا تتضمن توجيه ضربات جوية تشعر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بالقلق إزاء قدرة الأسد على إسقاط طائرات معادية بصواريخ أرض-جو خاصة خلال حملة متواصلة.

ويقاوم الرئيس الأمريكي باراك أوباما الضغوط الرامية لزيادة انخراط الولايات المتحدة في الحرب الدائرة في سوريا ولم يتخذ حتى خطوات محدودة مثل تسليح مقاتلي المعارضة.

وإذا قررت الولايات المتحدة أن تصبح أكثر انخراطا في سوريا ربما ردا على استخدام دمشق أسلحة كيماوية وإذا رغبت في شن حملة جوية موسعة هناك فمن المرجح أن تحتاج أولا نزع الدرع الجوية السورية وهي روسية الصنع.

ورغم أن فاعلية القوات الجوية السورية المتقادمة غير واضحة يعتقد أغلب الخبراء أن نظام الصواريخ الذي قامت سوريا بتحديثه بصورة كبيرة بعد الهجوم الاسرائيلي عام 2007 على موقع يعتقد أنه موقع نووي ما زال أكثر قدرة من أي نظام واجهته الولايات المتحدة منذ قصفت القوات الصربية عام 1999.

وقال مسؤول أمريكي رفيع “هذه الأحداث التي وقعت مؤخرا لم تغير تقييمنا لمدى تقدم نظام الدفاع الجوي السوري”.

ويقال إن الولايات المتحدة لديها في واقع الأمر القوة التي تمكنها من محو النظام الجوي السوري.

فسوريا تفتقر لوسائل الدفاع اللازمة لحمايتها من أسلحة امريكية يصعب التصدي لها مثل قاذفات ستيلث بي-2 أو السفن أو الصواريخ الموجهة التي تطلقها السفن والغواصات. لكن مثل هذا الهجوم سيتطلب قوة ضخمة تضم صواريخ موجهة وطائرات يمكن أن تنطلق من حاملات طائرات أو من قواعد في دول مجاورة.

وكانت الطائرات الاسرائيلية قد تمكنت من تجنب وسائل الدفاع السورية مرتين في الأيام القليلة الماضية لكن عنصر المفاجأة كان قويا جدا لدرجة قال الخبراء إنه كان يصعب معها صدها. وقال مسؤولون أمريكيون في الأسبوع الماضي إن الاسرائيليين لم يدخلوا المجال الجوي السوري في هجوم يوم الجمعة بل أطلقوا صواريخ عبر لبنان.

وستكون الطائرات الأمريكية أكثر عرضة للخطر بكثير إذا حاولت فرض منطقة حظر طيران فوق سوريا أو حماية “مناطق آمنة” على الأرض وهي خطوات ستتطلب ولا شك عمليات فوق البلاد لفترات طويلة.

وقال مسؤول أمريكي آخر “هناك فارق كبير بين توجيه ضربة وفرض منطقة حظر طيران”.

وتقول وزارة الدفاع الأمريكية إن سوريا تملك دفاعات جوية تزيد خمس مرات عن الدفاعات الجوية في ليبيا حيث ساعدت الولايات المتحدة على فرض منطقة لحظر الطيران عام 2011. كما أنها أكثر تقدما بكثير.

وفي ليبيا لم تقع خسائر بشرية في صفوف القوات الغربية. لكن المخاطر أعلى في سوريا ومن غير الواضح إن كان المواطنون الأمريكيون الذين أنهكتهم حربا أفغانستان والعراق سيتقبلون سقوط قتلى جدد.

قبل بدء الحرب في سوريا قال محللون غربيون إن لدى الأسد حوالي 25 لواء دفاع جوي ونحو 150 قاذفة صواريخ أرض-جو.

وأشار المسؤول الأمريكي الأول إلى أن سوريا عززت دفاعها الجوي في السنوات القليلة الماضية. لكن مدى تأثير الصراع الذي تشهده البلاد على دفاعها الجوي غير واضح.

والكثير من الصواريخ السورية المضادة للطائرات يمكن نقلها على منصات متحركة مما يعني ان قوات الأسد ربما تقرر أن تضعها قرب مدارس أو مبان سكنية على أمل أن تتجنب القوات الامريكية استهدافها حفاظا على أرواح المدنيين.

وأظهر إسقاط طائرة استطلاع تركية وهي تقترب من الساحل السوري في العام الماضي مدى سرعة رد فعل الدفاع السوري. لكن الولايات المتحدة وحلفاءها لديهم خيارات ربما تجعل مثل هذه الخطوة أكثر أمنا.

ويقول مخطط عسكري غربي إن إسقاط نظام الدفاع السوري سيتطلب هجمات مكثفة بصواريخ موجهة ثم ضربات جوية. ويرى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية للأبحاث أن مثل هذا الهجوم سيتطلب قوة حاملتي طائرات أمريكيتين على الأقل كما يمكن نشر طائرات للولايات المتحدة وحلفائها في قواعد برية بدول مجاورة مثل تركيا والأردن وقبرص.

لكن من غير المرجح أن يمضي أوباما في أي عملية وحده بل سيلجأ إلى حلفاء مثل بريطانيا وفرنسا إذا وجدت الولايات المتحدة نفسها مضطرة لاتخاذ إجراء مباشر في الصراع السوري حتى رغم عزوفها الشديد عن التورط العسكري هناك.

ويعتقد أن سوريا لا تملك أي دفاعات قوية تمنع الصواريخ الأمريكية الموجهة من بلوغ أهدافها أو رصد أو اعتراض القاذفات بي-2 التي يمكن إطلاقها لإلحاق أضرار بالمطارات السورية.

ونظرا لعدد القتلى الكبير في سوريا جراء المدفعية ربما يتطلب الأمر أيضا ضرب مدفعية القوات الحكومية إذا كان المراد حقا حماية أي مناطق آمنة يسيطر عليها مقاتلو المعارضة على الأرض.

وقال الجنرال مارتن دمبسي قائد الأركان المشتركة بالقوات الأمريكية أمام مجلس الشيوخ الشهر الماضي “المنطقة الآمنة لن تكون آمنة إلا إذا ضمنا أمانها… وعلينا السيطرة على الأرض على مسافة ما حولها حتى يتسنى لنا هذا”.

ولن تكون الطائرات بلا طيار من طراز بريديتور وريبر وجلوبال هوك -التي أصبحت واشنطن تعتمد عليها في أفغانستان- ذات فائدة تذكر إلا بعد تحييد الدفاع الجوي السوري إذ أن هذه الطائرات ليست مصممة للدفاع عن نفسها من أي هجوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول منذر:

    قبل نشوب حرب تشرين حلقت الطائرات الاسرائيلية مرتين ولكن كان الامر بعدم الرد عليها وحين نشوب حرب تشرين اعتقد الاسرائيليون ان السماء ملك لهم ففاجئهم السوريون باسقاط اكثر من 70 طائرة بواسطة صواريخ سام واعتقد ان السوريين يخططون كدولة ولذلك ستكون مفاجاة المعتدي اكبر مما يتحمله

  2. يقول الله ينصر إسرائيل على الامه العربيه وتمسحها من الوجود:

    الله ينصر إسرائيل على الامه العربيه وتمسحها من الوجود

  3. يقول عبدالله - قطر:

    امريكا تملك اسلحة الدمار الشامل التى تستطيع ان تمحو وتزيل من تشاء عن
    الخارطة (فان كانت امريكا واسرائيل ) يملكون كل اسلحة الدمار ماالذى يمنعهما من حرق العرب والمسلمين والتخلص منهم او ان تقوم اسرائيل والعرب والمسلمين ضعفاء بتدمير المسجد الاقصى دون مقدمات للهدم لاكثر من 60سنة
    انها التناقضات عليها تتلاعب امريكا واوروبا واسرائيل اما مجريات الاحداث الحالية من غزو امريكى فى محيط فلسطين فرضت الاستراتيجيات على امريكا واقعا غاية فالخطورة لايمكن لامريكا ان تنتصر فية الابموافقة روسيا والصين وايران ومن ناحية اخرى يمتاز محيط فلسطين بقربة من تل ابيب ولايمكن ان تفرط اى ضحية من الضحايا فاستغلال دخول فلسطين متى تدهور الحال بهم واصبح اقتلاعهم من جذورهم اسهل مايكون للبيت الابيض ولن يضر الضحايا
    اقتلاع اسرائيل من ارض فلسطين هذا مايقلق امريكا وهى تؤكد قدرتها على محو عدوها فى محيط فلسطين لكنها تشكو القلق وعدم النوم والارق فالتفسر لنا سبب قلقها الدائم فى محيط فلسطين تحديدا بينما تسارع دائما للتحليق بطياييرها وماهى الا اسابيع واذا بجثث ضحاياها ملقاة على الارض وامريكا منتصرة الاهنا توقفت الضربات الجوية وهاهى امريكا تدعوا للحوار السياسى لتسقط الضحية برضاها فهل يعقل ذلك 0

  4. يقول ياخسارة:

    لماذا كل هذا التحامل على سوريا هل هو الخوف على المدنيين من النظام ام هو ذريعة للتخلص من النظام كما حدث في العراق ذريعة الاسلحة النووية انتهى الجيش العراقي جاء دور الجيش السوري

  5. يقول Essam:

    ساعتين فقط تستطيع امريكا ان تدمر كل بطاريات الصواريخ والطائرات السورية .

إشترك في قائمتنا البريدية