هوس صناعة الاعلام في الأردن: اذاعات للايحاء الجنسي واخري للمقاهي والتكاسي

حجم الخط
0

هوس صناعة الاعلام في الأردن: اذاعات للايحاء الجنسي واخري للمقاهي والتكاسي

الرأي تفكر باعلام سمائي و السبيل تبحث التحول ليومية:هوس صناعة الاعلام في الأردن: اذاعات للايحاء الجنسي واخري للمقاهي والتكاسيعمان ـ القدس العربي : يعيش الأردن هذه الأيام حالة غير مسبوقة عنوانها هوس طارئ بعالم الطباعة والنشر والبث الاذاعي والتلفزيوني، وبالرغم من انخفاض معدل توزيع جميع الصحف والمطبوعات ووجود حالة تنافس اخباري عبر الأثير الأردني بين مئات المحطات الاذاعية والتلفزيونية الا ان البلاد تواجه طلبا متزايدا علي الاستثمار في الصناعة الصحافية.ويترافق ذلك مع المزيد من الهوس في اصدار المزيد من الصحف وتركيب وشراء المزيد من المطابع الحديثة رغم ان احدا لم يعد يعرف لماذا تصدر الصحف الجديدة ما دامت القديمة لا تجد من يقرأها وتحديدا أغلبية الأسبوعيات ولماذا تستورد المزيد من المطابع بملايين الدولارات رغم ان المطابع القديمة تطبع ما لا يقرأ منذ سنوات.والاستثمار في الاعلام والصحافة اصبح الهم الشاغل لكل عائلة رأس مالية لديها طموح بالبقاء السياسي ولكل شخص يعرف مسبقا بان اصدار صحيفة في عمان ولو كانت بائسة أهم من النجاح في انتخابات البرلمان او من تحصيل حقيبة وزارية كما يقول أحد الصحافيين الساخرين.ونهضة الاستثمار الاعلامي هنا اصبحت محيرة وتدفع باتجاه اسئلة حرجة، فالسوق المحلية اصلا ضعيفة وسوق الاعلان ليست قوية جدا وان كان وجود عشرات الالاف من العراقيين وغيرهم يعني وجود قوة قراءة غير محلية في المجتمع الأردني.ومؤخرا وسعت صحيفة الرأي اليومية، التي تعتبر ابرز صحف البلاد، من حضورها الاقليمي فهي تصدر منذ اسابيع طبعة فلسطينية وتبحث في طبعة مصرية وتدرس التوزيع في العراق وتخطط لمطبوعة فكرية واصلاحية نخبوية مهمة ولديها مطبوعات متعددة في مجال الطفل والشباب.وامكانات الرأي اختلفت مؤخرا بعد تمكنها من شراء واحدة من احدث المطابع علي المستوي العالمي وبملايين الدولارات وتحاول صحيفة الدستور السير علي نفس الطريق، فقد أقامت مؤخرا مقرا زجاجيا خاصا بالقرب من مقرها في العاصمة عمان لاحتضان مطبعة حديثة يقال ان تكلفتها تجاوزت سبعة ملايين دولار.ويتردد ان الدستور تفكر بمطبعة أخري لأغراض تجارية وهذه المشاريع التوسعية لـ الدستور ترد ضمنيا علي من يقولون بتراجع حضور الصحيفة وتوزيعها وحصتها الاعلانية بعد صدور صحيفة الغد اليومية التي تشكل بدورها أحدث الاستثمارات الضخمة في قطاع المطبوعات، علما بان الدستور أوقفت ملحقها الرياضي بعد ان اكتشفت بان بقاءه وعدمه سيان.و الغد لديها طريقتها في الرد علي منافسيها، فبعد الاذاعة يتم الاعداد لمحطة تلفزيونية ضخمة بنفس الاسم وباستثمار ضخم جدا يتجاوز عشرين مليون دولار وتخطط محطة الغد لاستقدام كل الكفاءات الأردنية العاملة في المحطات العربية البارزة خارج الأردن وتحديدا الجزيرة و العربية ومحطات دبي.وتبحث الشركة التي تصدر الرأي ايضا عن تأسيس محطة تلفزيونية فضائية ومن الواضح ان الدستور لا تملك الاهتمام بالاعلام السمائي وان كانت ترد بالتجاهل علي كل الملاحظات الكيدية التي تطالها، اما صحيفة العرب اليوم فيبدو انها مكتفية تماما بحصتها من السوق ومن عقل القارئ الأردني كصحيفة وطنية جادة تمثل الخط القومي ولا تسعي للمزيد من التوسع وتحاول بطريقتها معالجة اشكالاتها المالية.ورغم نجاح الغد الصحيفة باستقطاب نخبة من ابرز كتاب العرب اليوم الا ان الأخيرة بقيت صامدة في السوق وتقدم مذاقا مختلفا عن بقية الصحف، ولا يوجد جديد علي صعيد الاستثمارات في الصحافة الانكليزية فـ الجوردان تايمز تحافظ علي ريادتها بلا أي منافس وحتي الآن لم يضع المستثمرون في صحيفة الغد خططهم لاصدار يومية باللغة الانكليزية موضعا جديا.وبنفس الوقت تحاول يومية الأنباط الصمود والحفاظ علي تميزها عبر الرأي المعارض وسقف النشر الأعلي مع انها تدفع ثمن مشاكستها للحكومة والسلطة عبر الحرب الاعلانية عليها ولم تولد بعد المولودة التي يترقبها الجميع منذ اكثر من عام وهي يومية الاتجاه التي تهدد الجميع بالصدور لكنها لم تصدر بعد فيما يبدو ان يومية البلاد مكتفية بالحصة القدرية التي حصلت عليها.ومع وجود سبع محطات اذاعية حديثة تقلص حضور الاذاعة الرسمية الوحيدة في البلاد ومع وجود اذاعات حديثة علي شكل ساندويتشات فيها اثارة وغنج وعواطف ومنوعات سيطر الايقاع الاذاعي المنعش علي سيارات التاكسي والمقاهي ومحلات الانترنت والنوادي الرياضية فيما يتحدث الجميع عن ثلاث محطات فضائية جديدة ستبدأ بثها في العام 2006 انطلاقا من الأردن.ويبدو ان مالا كويتيا وخليجيا دخل ويدخل بصمت في سياق معادلة الاستثمار في صناعة الاعلام والصحافة فيما يقاوم التلفزيون الحكومي الوحيد بضراوة كل ذلك للصمود في وجه المنافسة وبامكانات لا تذكر، وبمبادرات لافتة أحيانا.وعلي صعيد الأسبوعيات لا يوجد ما هو جديد فالأسبوعيات المسموعة وذات الحضور القوي لا تتجاوز أربع أسبوعيات فـ السبيل ، التي تمثل التيار الاسلامي، لا زالت بالصدارة وثمة تفكير بتحويلها ليومية و شيحان تعيش علي مجدها من الماضي و المجد ما زالت مشاكسة وتكتفي بمجد المذاق المختلف فيما تحافظ الحدث علي مكانتها وتتقدم اسبوعية الكلمة علي غيرها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية