هناك تحالف غير مقدس بين كديما وحماس ضد التسوية الا أنه لن يصمد لفترة طويلة
كلاهما معنيان بتسويات فعلية احادية الجانبهناك تحالف غير مقدس بين كديما وحماس ضد التسوية الا أنه لن يصمد لفترة طويلة السياسة الشرق أوسطية تتمخض عن تزاوجات غريبة وعجيبة حتي حدود اللامنطق. أحد هذه التزاوجات هو تحالف ايهود اولمرت ـ اسماعيل هنية الذي تبلور مؤخرا. كديما وحماس يملكان امورا مشتركة كثيرة. التنظيم الفلسطيني من جهة والحزب الاسرائيلي من جهة اخري غير معنيين بالتسوية الاسرائيلية ـ الفلسطينية الدائمة لان السلام الكامل ووضع نهاية للمطالب المتبادلة يتعارضان مع رؤيتهما الايديولوجية. حماس وكديما ليسا مستعدين لتقديم التنازلات الاقليمية والفكرية الضرورية لمأسسة العلاقة بينهما من خلال معاهدة طويلة المدي. كلاهما معنيان بتسويات فعلية احادية الجانب تنسحب اسرائيل في سياقها جزئيا وفي المقابل تسود فسحة من الهدوء في القتال الشديد. التسويات قادرة علي تخفيض درجة العداء والعنف المتبادل الي مستوي محتمل يتيح ادارة الحياة اليومية الاعتيادية بالمقارنة مع فترة الارهاب الضارية وعملية السور الواقي.فهل يمكن لهذا التحالف ان يصمد؟ الجواب هو لا علي ما يبدو لانه ينطوي علي عوامل هدامة تفوق قوتها قوة الجهات التي تقف وراءه. وحتي يصمد تحالف حماس ـ كديما هذا ولا يتطور الي عملية سلمية يتوجب علي الجانبين ان يقوما بتشويه صورة بعضهما البعض والحفاظ علي مستوي معين من العنف والعداء. ليس المقصود هنا عملية مسرحية مفبركة وانما هي مواقف اصيلة تجري في موازاة المواقف الابتدائية الاساسية. هذه المواقف الاساسية هي التي تفرض التحركات العنيفة التي تذكر بالفجوة العميقة بين الجانبين والحاجة لضبط ورقابة دائمة للعنف حتي لا يتضخم الي حدود لا تطاق. هل يمكن للجانبين أن يسيرا علي حافة الهاوية لفترة طويلة؟ يبدو أن الجواب هو بالنفي خصوصا ان اخذنا بالحسبان مصالح شاؤول موفاز السياسية ورؤيته الجبروتية الطاغية ومصالحه وطرق عمل الفصائل العنيفة في الجانبين. تدخل ضلوع قوي اسرائيلية كبيرة في اعمال العنف والرقابة علي المناطق الفلسطينية من جهة وتدمير المؤسسة الفلسطينية الي وحدات سياسية وعسكرية مفتتة من دون ارادة مركزية قوية من جهة اخري يصعب علي اولمرت وهنية الحؤول دون قيام وكلاء العنف لديهما باعمال مستقلة.زد علي ذلك كله ان المبادرات التي يقوم بها اولمرت ـ استكمال السور الفاصل واغلاق غور الاردن امام الفلسطينيين لان محكمة العدل العليا والضغط الدولي حالا دون اقامة الجدار هناك وتوسيع المستوطنات والطرقات لليهود وحدهم ـ هي اعمال لا يمكن لهنية أن يتعايش معها لمدة طويلة. هذه الاعمال كانت السبب الاساسي لانزال فتح عن سدة الحكم. فساد وعفونة اجهزة فتح كانت مسائل معروفة للجمهور الفلسطيني الا انها لم تتسبب في اسقاطها طالما كان هناك أمل بان توصلهم فتح للتحرير الوطني. ان لم تتمكن حماس من تطبيق شعارها الانتخابي ـ خلال عام من صواريخ القسام حققنا ما لم تحققه فتح خلال عشر سنوات من المفاوضات ـ فلسطينيون قلائل سيتذكرون أجهزة حماس الاجتماعية التابعة لحماس ونقاء قادتها. حماس منذ اقامتها اجادت الاصغاء لهموم الجمهور الفلسطيني. حكومة حماس علي ما يبدو ستواظب علي ذلك ولن تتجاهل الخطوات الاسرائيلية.مناحيم كلاينمؤلف كتاب مبادرة جنيف اطلالة من الداخل (هآرتس) 2/3/2006