هل ينفجر التسونامي السعودي على الحدود مع اليمن؟

حجم الخط
4

نشعر بالأسى والحزن، ونحن نسمع ونشاهد يومياً، وخلال الأيام القليلة الماضية، تنامي الممارسات اللا إنسانية من قبل السلطات السعودية تجاه المواطنين والمغتربين اليمنيين، في السعودية في الوقت نفسه، تارة باستعبادهم بنظام الكفيل المهين، ودفع اليمنيين لكفلائهم أو أرباب العمل السعوديين مبالغ مالية شهرية، تصل في بعض الحالات إلى 1000 ريال سعودي، و8000 الآف ريال سعودي مقابل نقل تلك الكفالات، وتعرضهم للجلد والضرب الشديد بالعقالات وعصي الخيزران، ووسائل تعذيب شتى، في السجون والمخافر الأمنية السعودية، أو الموت في نهاية المطاف كذلك بصورة شبه أسبوعية إن لم تكن يومية، برصاص قوات حرس الحدود السعودية، وإصدار وزارة العمل السعودية مؤخراً لقانون العمل السعودي الجديد، يقضي بطرد قرابة 200 الف عامل يمني من المقيمين الشرعيين في السعودية وإعطائهم مهلة بعد ضغوطٍ شعبية ورسمية يمنية، 3 أشهر لنقل كفالاتهم إلى أرباب عمل آخرين، حتى ولو فعلوا ذلك قبل صدور ذلك القانون بأيام، أو إحلال بدلاً عنهم موظفين سعوديين، ضاربة بكل الاتفاقيات بين البلدين وأواصر الأخوة والجوار عرض الحائط، في وقت تحتاج المرحلة الانتقالية في اليمن، للاستقرار بكل المقاييس السياسية والأمنية والاقتصادية، ناهيك عن أن المملكة العربية السعودية بدأت بتشييد جدار فاصل على حدودها مع اليمن قبل أكثر من أسبوعين، والذي تقول إن الهدف منه إيقاف عمليات تهريب البشر والسلاح والمخدرات. حسب مصدر عسكري سعودي، فيما قالت بعض المصادر ان السعودية كانت بدأت في بنائه، اضافة إلى خنادق خائرة وأسلاك شائكة وكهربائية، على حدودها مع اليمن، في العام 2007، لكنها توقفت عن ذلك بعد تدخلات من القيادة اليمنية، وتعاون مشترك على حدود البلدين، في عهد الرئيس صالح.
نفهم أن من حق السعودية توفير حلول اقتصادية ناجعه، لمكافحة البطالة في أوساط شبابها ومواطنيها السعوديين، والتي تقدر بحوالي 2 مليون عاطل، والاستجابة لدعوات الاصلاح والتماس حاجة الشباب والجامعيين من الوظائف في سوق العمل، وانقاذ ما يمكن إنقاذه قبل أي موجة غضب شعبي واسعة، ربما لن تكون ربيعا سعوديا وإنما تسونامي سعودي، حذر منه كثير من المشائخ ورجال الدين في السعودية، أبرزهم الشيخ طارق السويدان.
يجب أن يأتي ذلك عبر حلول اقتصادية حقيقة وفق خطط مدروسة، وما لا نفهمه أن يأتي ذلك على حساب العمالة اليمنية، وتحميلها أكثر مما تحتمل، ثم إن 200 الف وظيفة سيحرم منها العمال اليمنيون، هذا إذا سلمنا أن المواطنين السعوديين يقبلون بالوظائف والأعمال المهنية الشاقة، التي يعمل بها نظراؤهم اليمنيون، معظمهم إما أميون أو من الحاصلين على مؤهلات إعدادية أو ثانوية، وهذا لن تحل مشكلة مليوني عاطل سعودي من حملة الشهادات الجامعية، معظمهم يفضلون العمل في مكاتب مؤسسات وشركات، خصوصاً ذوي التخصصات الهندسية والإنسانية.
ربما تعطي هذه الاجراءات نتائج عكسية تماماً، بحيث توحي أن القيادة السعودية لا تبحث عن حلول جادة لمشكلات الشباب السعودي، وإنما تريد امتصاص غضبه، وتقليصه إلى أدنى المستويات.. ولذلك لا نستبعد أن يخرج الشباب السعودي برمته عن صمته، وليس الطائفي والشيعي منه في مختلف مدن ومناطق المملكة ضد الاسرة الحاكمة والقيادة السعودية في المستقبل القريب، وباعتقادنا كصحافيين ربما ينفجر التسونامي السعودي من حدودها مع اليمن، وخصوصاً مناطق الجنوب السعودي، التي معضمها كانت أراضي ومدنا يمنية قبل اتفاق الطائف الحدودي بين السعودية واليمن، مثل جيزان وعسير ونجران، ويعاني أهلها من تدني خدمات البنى التحتية ومجاري السيول والصرف الصحي، ويعيش غالبيتهم وخصوصاً بجيزان وجوارها بعشش صفيح وقرابة مليون إنسان سعودي فقير يقطنوها، ويرجع أصول غالبيتهم إلى اليمن، وليس فقط زوجاتهم أو علاقات المصاهرة مع اليمنيين!
ولا نعتقد أنهم سيوافقون أن تعزلهم القيادة السعودية بجدار فصلٍ عنصري عن أهلهم وما أكثرهم في اليمن، وفي عصر سقطت فيها الجدران، عدا جدران دولة الإحتلال العبرية العنصرية في الأراضي العربية الفلسطينية المحتلة اذا كانت مثلا تحتذية السعودية!
فمعظم من قاد ثورات الربيع العربي كانوا هم الشباب والجامعيين العاطلين. ولذا نصيحتنا للقيادة السعودية أن تتراجع عن ذلك القانون المجحف، وغير الإنساني، ليس بحق العمالة اليمنية فحسب بل العمالة الآسيوية والأفريقية على وجه العموم، فلا يعقل أن تضيع حقوق المغترب اليمني والاسيوي، وتضيع مستحقاتهم المالية ورواتبهم أو نصفها على الاقل، وتذهب إلى جيوب حفنة من أرباب العمل (الكفلاء السعوديين) المتسلطين الفاسدين، بدون وجه حق، شهرياً أو سنوياً أو حتى كل عام أو عامين بإجبارهم على نقل كفالتهم لأرباب سعوديين آخرين يكونون أكثر أو أقل تسلطاً.
لذلك على القيادة السعودية أن تعي أن جدار الكراهية بين الشعبين اليمني والسعودي الشقيقين، الذي تحتاج إلى بداية العام القادم لاستكماله في حـــــدود السعودية مع اليمن، لن يوفر لها الأمن بصورة كاملة مثلما تعتقد، هــــذا إذا سمحت القبائل اليمنية المسلحة ببنائه وعلى رأسها قبائل الجوف وأشرسها قبيلة وائلة، حيث تدخلت عشرات الألآف من رجالها الأصلاب، ومنعت عمال شركة عالمية لم يذكر أسمها، المسؤولة حسب بعض المصادر الصحافية السعودية، عن بناء الجدار السعودي العنصري، وشركة الوليد بن طلال من شق طريق صحراوي على الحدود مع محافظة الجوف اليمنية، التي خصصت حسب اتفاق الطائف لرعي المواشي بين أبناء الشعبين اليمني والسعودي، وهذا خرقٌ واضح لذلك الاتفاق قبل أكثر من أسبوعين، ومازال العمل متوقف بالجدار حتى ساعة كتابة هذه السطور، ولكن السلطات السعودية قالت انها لن تتردد في استمرار بناءه. بناء الجدار مع حدوها مع اليمن، وفي عصر سقوط الجداران العنصرية، سيخلق حالة عداء غير مسبوقة بين الشعبين والجارين السعودي واليمني.
محمد رشاد عبيد – اليمن

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول احمد فردان:

    للكاتب الكريم انا مواطن عربي واشاهد اطفال يمنيين بأعمار6و7 و8و 9 و10 سنوات يشحثون بشوارع ومدن السعوديه على كل اشاره وشارع فهل هؤلاء عماله ام هؤلاء مهربون بالمافيات اليمنيه اللتي تعرضهم للمخاطر الشديده وهم بعمر الزهور ولعلمك ان من يضطهد العماله اليمنيه بالسعوديه اشد اضطهاد هم من ابناء جلدتهم من من يمارس الاعمال التجاريه والمقاولات وقد اخبرني احد هؤلاء العمال بأنه عمل لمدة شهر لدى مقاول يمني في مجال البناء هو والعديد مثله وعند استلام المقاول دفعه ليتمكن من سداد هؤلاء العمال اتصل بالجوازات كفاعل خير لابلاغهم عن تواجد عمال مخالفين بالموقع واتت الجوازات والقت القبض عليهم لانهم لا يحملون اقامات عمل وتم تسفيرهم وهو اكل جهدهم وكدهم واكد لي الشخص ان معظم المقاولين اليمنيين يمارسون هذا العمل الخسيس ضد ابناء جلدتهم فلا ظير بترتيب اوضاعهم وانا اجزم ان النتيجه النهائيه سوف تكون لصالح العامل نفسه وحفظا لحقوقه وكرامته

  2. يقول امين:

    من الواضح هذه الايام امام الشعوب العربية ان الانظمة البالية والعميلة ضحكوا علينا واستغبونا وظللونا وصدقنا ان هذا خادم الحرمين وذاك مدافع عن الشعب السوري وكلهم يدعمون الربيع العربي ونسونا في الحق العربي الحق تحرير فلسطين من السهيونية والهيمنة الامريكية ونحن الى الآن نصدقهم مللنا من الاستغباء وكرهنا الانتظار متى نركب قطار الحرية الحقيقي الذي ياخذنا الى بر الامان ويجمع المسلم والمسيحي والسني والشيعي مع اني لا احب هذه التسميات افضل اسميها كلها بكلمة واحدة مسلم مسيحي فقط لمادا مسلم سني او مسلم شيعي وتسميات اخرى لتشتيتنا لا اكثر انا هنا اتوجه الى الشعوب الاسلامية لمناهضة هذه الثورات المزيفة والمؤامرة الخبيثة التي تقودها امريكا واسرائيل وعملائها الاقزام

  3. يقول مواطن سعودي:

    اتمنى ان تنشر القدس العربي ردي على هذا المقال
    المنطق البسيط يقول:
    لو ان لي منزل ولك منزل فيحق لي ان اعمل في بيتي ما اشاء و ان تعاملني بالمثل. لا ان تهددني بتسونامي وان اهددك انا بالطوفان!!
    جميل جدا
    اذن على هونكم يا ايها اليمنيون ،،، ابقوا في يمنكم معززين مكرمين ونبقى نحن في جزيرتنا معززين مكرمين،،
    هل تتحمل القدس العربي مزيدا من الصراحة اذا فاسمعوا مايلي،،
    يوجد في بين اوساط الشعب السعودي شعور بالحنق على المغتربين اليمنيين ،، والاسباب بسيطة وواضحة ،، لقد حولوا نسبة عمل الشباب السعودي الى مادون الصفر ،، ليس لأنهم مهرة وحاذقون،، لا .. ولكن بسبب انهم عمالة رخيصة .
    هذا بالنسبة للجانب الاقتصادي.
    اما بالنسبة للجانب الامني فهو قد يكون الاهم في الآونة الاخيرة ،، فتنظيم القاعدة يسرح ويمرح في اليمن كما يشاء، والحدود امامه مفتوحة على مصراعيها لتهريب السلاح والمخدرات وما لذ وطاب من الحلويات القاعدية !!!
    واذا مزجنا هذا مع التهديد الامني الاخر الذي يمثله الحوثيون، فإننا نستطيع ان نقول بأنه لا احد يستطيع مجادلتنا في تأمين حدودنا وهذا يكفي.
    اما الجانب المتعلق بقانون العمل الجديد ونظام الكفيل فيحق لكل دولة ان تضع القوانين التي تراها وليست القوانين التي تراها الدول الاخرى. نضرب مثالا:
    الذي يضع قوانين العمل في البرازيل هي الحكومة او البرلمان البرازيلي.
    وقد يقول قائل : يجب ان تشارك البوروجواي والارجنتين في وضع قوانين العمل في البرازيل لأن هاتين الدولتين تحدان البرازيل من الجنوب!! ولأنهم من نفس العرق او من نفس الدين مثلا..
    ولكن يا عزيزي لن يقتنع بهذا الكلام عاقل،،
    ان العوامل التي تدعونا في السعودية الى بناء الجدار اكثر من تعد ولن تفيد الاسطوانة التي دارت حتى تمزقت والتي تشبه الجدار بالجدار التي بنته اسرائيل في فلسطين، لأن السعودية تبني الجدار في السعودية وليس في اليمن، وهناك يا اعزائي فرق كبير.

  4. يقول مروان:

    الى تعليق مواطن سعودي، اولا تصحيح لكلامك مملكتك وليس جزيرتك، ثانيا لو بقيتو في بلدكم معززين كانا بافضل حال ولكن انتم لاترغبون بذلك واذا لا تعلم ان مملكتك العزيزة ترسل بالملايين من الدولارات للمشايخ والحكام لزرع الفتن اتمنى اعادة النظر، ان سر وقوع اليمن في المشاكل والفقر هو العزيزة الجارة التي لاتعطي لحق الجوار اي قيمة بل عكس ذلك سعت طيلة فترة حكمها ببثت الفتنة والقتال سواء في اليمن الشمالي قبل الوحدة او بعد الوحدة، كفاء نفاق وكفاء مزايدة، وبالنسبة للنقطة الاطفال الذين في الاشارات لاتنسى انها مافيات يمنية وسعودية مشتركة، الناس فهمت ووعيت وماينطوي عليها كلامك

إشترك في قائمتنا البريدية