هل هرب خدام من الانتحار؟

حجم الخط
0

هل هرب خدام من الانتحار؟

هل هرب خدام من الانتحار؟ الكل يوجه الشتائم والتهم بالخيانة الي النائب عبد الحليم خدام وكأن الشارعين السوري والعربي أصبحا يتستران علي النظام في سورية ولايريدان أن تُكشف الحقائق وتُفضح الجرائم، والكل يقول بأن الوقت غير مناسب لتصريحات خدام، والحقيقة أنها جاءت في وقتها المناسب.إن الساحة الإعلامية بإتهامها للسيد خدام بأنه (حسين كامل رقم 2) وأنه شخص أراد تهريب أمواله الي الخارج لينجو بنفسه من سطوة الغزو الأنكلو ـ أمريكي وأنه أراد تحسين صورته أمام الشعب السوري وأن يظهر كضحية لهذا النظام الدكتاتوري، إنما تتناسي بأن خدام عمل بالسلك السياسي قرابة أربعين عاماً تقلد خلالها حقيبة الخارجية، واستلم ملف لبنان بصفته نائباً للرئيس، كما أنه تمتع بحضور قوي في الساحة السياسية، ناهيك عن دهائه الكبير في هذا المجال، ولاشك أن هذا الدهاء الذي عرف به خدام هو الذي جعله يتصرف بهذه الطريقة، فهل يعقل أن يكون طموح هذا السياسي الكبير هو الهروب بأمواله إلي مكان آمن..؟إذا ماعلمنا أن الساحة السياسية السورية شهدت خلال السنوات الأخيرة إغتيالات طالت كبار المسؤولين بدءاً برئيس مجلس الوزراء (محمود الزعبي) وإنتهاء بوزير الداخلية (غازي كنعان) الذي كان من المفترض أن يكون البديل حسب النظرية الأمريكية، وعلي هذا الأساس قام الأسد الإبن بإخلاء الساحة من كل من يمكن أن يكون بديلا عنه، وعبد الحليم فهم هذه الرسالة وتوقع ان يكون هو البديل الأخير وبالتالي هو المقصود فرأي من منظاره السياسي ان هذه هي الطريقة الوحيدة لحسم الأمور، إضافة الي ذلك فإن خدام استطاع أن يقرأ الأفكار الجديدة لإدارة المحافظين الجدد.ففي الماضي القريب كانت هذه الإدارة تدعم الأقليات لإستلام الحكم، إما الآن وخلافاً للعادة فإن الدعم أصبح للأغلبيه كما حصل في العراق، وعلي هذا الأساس طرح خدام نفسه بديلاً للنظام الحالي في سورية بإعتبار خبرته الساسية الطويلة وكونه أيضاً ينتمي للأغلبية السنية في سورية.نحن لانبرئ عبد الحليم خدام من الفساد والجرائم التي حصلت خلال سلطته، ولكن نقول انه استطاع أن يستقرئ الوضع السياسي الجديد، فإذا كان ضميره قد صحي فعلاً فعليه بكشف كل الحقائق والإعتراف بالمزيد من التفاصيل بخصوص جرائم التصفية وإنتهاكات حقوق المواطن السوري واللبناني.أحمد العبودزيورخ6

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية