هل ستحيي حماس موات أوسلو؟

حجم الخط
0

هل ستحيي حماس موات أوسلو؟

هل ستحيي حماس موات أوسلو؟ غريب أن تتم إعادة إحياء وتفعيل المواقف السياسية الخاطئة واسقاطها علي واقع ومستقبل الممارسة السياسية للآخرين. هذا بالضبط ما أظهرته التصريحات الرسمية الفلسطينية بأن مشاركة حركة المقاومة الإسلامية حماس في الانتخابات التشريعية تتم علي أساس وتحت سقف وبين جوانح اتفاق أوسلو.ليس الأمر بحاجة لتفنيد، فالوقائع تجيب بشكل جلي، ذلك أن اتفاق أوسلو الموقع عام 1993 بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، هو إعلان مبادئ و اتفاق مرحلي انتقالي كان من المفروض أن تنتهي صلاحيته في مدة لا تتجاوز خمس سنوات، تؤدي إلي تسوية نهائية علي أساس قراري مجلس الأمن 242 و338 ، كما ورد في نص الاتفاق. وقد استثمرت إسرائيل هذه السنوات الخمس، في إحداث وقائع مريعة علي الأرض تمثلت بمصادرة مساحات واسعة من الأراضي لتوسيع المستوطنات القائمة، وتدشين مستوطنات ومشاريع صهيونية جديدة علي حساب الحق الفلسطيني في الأرض والماء والهواء، فضلا عن تقطيع الأرض الفلسطينية الواحدة إلي جزر تحد كل منها الطرق الإلتفافية، لتعزل الإنسان عن أخيه وأرضه ومصدر رزقه. ثم كانت الضربة القاضية من إسرائيل لذاك الاتفاق عندما أعادت احتلال الأراضي التي انسحبت منها وفقه، ولم تخرج منها حتي اللحظة.رفضت حماس أوسلو وما زالت ترفضه، وقد أثبت السياق الماضي أن هذا موقفها الجريء حينها كان الأصوب، إذ سرعان ما انحاز الجميع إلي الخيار الذي ولد أوسلو لوأده وهو خيار المقاومة، مع ضرورة التذكير علي أن لا نقاط التقاء بين أوسلو وبين حق الشعب الفلسطيني في المقاومة والانتفاضة ضد الممارسات الاحتلالية. فوثيقة الاعتراف التي بعث بها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات إلي رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين في 9 أيلول (سبتمبر) 1993 تضمنت اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بحق دولة إسرائيل في الوجود بسلام وأمن ، وتلزم م.ت.ف نفسها عملية السلام في الشرق الأوسط وحلا سلميا للنزاع بين الجانبين، وتعلن أن كل القضايا العالقة المتعلقة بالوضع النهائي ستحل عن طريق المفاوضات ، وتؤكد م.ت.ف أن بنود الميثاق الفلسطيني التي تنكر حق إسرائيل في الوجود والبنود التي لا تنسجم والالتزامات الواردة في هذه الرسالة هي الآن غير سارية وباطلة . فهذا إقرار رسمي فلسطيني بأن القضية الفلسطينية ستعالج بالتفاوض وإذا تعثر التفاوض سيتم اللجوء إلي التفاوض مرة أخري والتفاوض فقط، فيما أسقطت كل الخيارات الأخري.يوسف العمايرةفلسطين6

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية