نيجيريا تفرض حظر تجول في المناطق الشمالية بعد مقتل 34 في مواجهات طائفية

حجم الخط
0

نيجيريا تفرض حظر تجول في المناطق الشمالية بعد مقتل 34 في مواجهات طائفية

مسيحيون يهددون بالانتقام من المسلميننيجيريا تفرض حظر تجول في المناطق الشمالية بعد مقتل 34 في مواجهات طائفيةكانو ـ أبوجا (نيجيريا) ـ اف ب: فرضت السلطات النيجيرية حظر التجول وشددت من اجراءاتها الامنية في مدينتين شمال البلاد امس الثلاثاء بعد ان ادي العنف بين المسيحيين والمسلمين الي مقتل 34 شخصا علي الاقل.وصرح متحدث باسم حكومة ولاية بوشي التي قتل فيها عشرة اشخاص الاثنين بعد مزاعم بأن استاذا اساء الي القرآن، ان حظر التجول فرض علي المدينة من الفجر الي المغرب للحيلولة دون وقوع مزيد من الاشتباكات. واضاف ان دوريات مشتركة من الجيش والشرطة تسير في المدينة منذ يوم امس الاول وستواصل القيام بدوريات حتي استعادة الامن بشكل تام .وذكرت لجنة الصليب الاحمر في نيجيريا ان 24 شخصا اخرين قتلوا السبت في ولايات بورنو وكاتسينا خلال احتجاجات غاضبة علي نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد. وذكرت نعومي موسيز المتحدثة باسم ولاية غومبي التي حظرت الاثنين مظاهرة ضد الرسوم، انه تم فرض حظر التجول كذلك في الولاية. واضافت انه تم نشر الجنود للحفاظ علي النظام ومنع اندلاع اي عنف .اما في ولاية برونو فقالت الحكومة ان الولاية هادئة بعد اشتباكات اندلعت السبت بعد احتجاجات علي الرسوم حيث صب المتظاهرون غضبهم علي المسيحيين. وأفاد الاتحاد المسيحي في نيجيريا امس الثلاثاء أنه ربما لن يتمكن من منع مسيحيين من الانتقام من مسلمين بعد أن قتل متظاهرون مسلمون عشرات المسيحيين وأضرموا النار في كنائس في أعمال شغب دينية.وقال الاتحاد وهو أكبر هيئة مسيحية في البلاد ان 50 شخصا قتلوا في أعمال شغب ضد المسيحيين في مدينة مايدوغوري في مطلع الاسبوع الجاري.ووصف أعمال العنف انها جزء من خطة اسلامية لتحويل نيجيريا الي دولة اسلامية. كما اندلعت أعمال عنف طائفي في مدينتين شماليتين أخريين يغلب المسلمون علي سكانهما خلال الايام الماضية. وفي كاتسينا قالت منظمة الصليب الاحمر ان سبعة أشخاص قتلوا بينما أفاد شاهد لرويترز انه رأي 10 جثث ملقاة في الشوارع وعددا من الكنائس المحترقة في مدينة بوتشي.وقال كبير الاساقفة الانجيليين بيتر اكينولا في بيان ربما في هذه المرحلة يجب أن نذكر اخواننا المسلمين انهم لا يحتكرون العنف في هذه البلاد .وأضاف اكينولا الذي يرأس الاتحاد المسيحي في نيجيريا قد لا يتمكن الاتحاد من احتواء الشبان المسيحيين الغاضبين اذا ما استمر هذا الاتجاه البشع .وفي الفاتيكان قال البابا بنديكت السادس عشر امس انه حزين لهذه الاحداث. وأضاف في برقية ارسلها وزير خارجية الفاتيكان انجيلو سودانو بعد أن أحزنته العواقب المأساوية للاحتجاجات العنيفة التي جرت في الاونة الاخيرة بشمال نيجيريا. يؤكد البابا بنديكت السادس عشر لجميع من تأثروا بانه يذكرهم في صلواته .وينقسم سكان نيجيريا وتعدادهم 140 مليون نسمة بالتساوي بين تقريبا بين المسلمين في الشمال والمسيحيين في الجنوب. ولكن تعيش أقليات دينية مسيحية ومسلمة بأعداد كبيرة في أغلب المدن في الشمال والجنوب.وغالبا ما يقف سياسيون خلف أعمال العنف الطائفية في البلاد لرغبتهم في تعزيز نفوذهم. بينما يؤدي اندلاع أعمال عنف في منطقة ما في البلاد الي أعمال انتقامية في أماكن أخري.وأودي العنف الطائفي في نيجيريا بحياة الالاف منذ تطبيق الشريعة الاسلامية في 21 ولاية في شمال البلاد في عام 2000.وقال اكينولا استعداد الشباب المسلم للجوء الي العنف ضد مسيحيين أبرياء من وقت لاخر .. هو في الحقيقة مخطط لتحقيق حلمهم (بدولة اسلامية) في نيجيريا .واختلفت أسباب اندلاع العنف في المدن الشمالية الثلاث. ففي بوتشي اندلعت أعمال العنف بعد مشادة بشأن القرآن بينما بدأ العنف في ميدوغوري باحتجاجات علي رسوم مسيئة للنبي محمد وفي مدينة كاتسينا كان سبب العنف جلسة علنية مزمعة بشأن الاصلاح الدستوري. ولكن بعض الزعماء الدينيين مسلمين ومسيحيين قالوا ان العنف يرجع الي شكوك بشأن المستقبل السياسي للبلاد ولاسيما بعد ما تردد من شائعات مفادها أن الرئيس اولوسيغون اوباسانغو يعتزم ترشيح نفسه لولاية ثالثة عام 2007.وتواجه فكرة اعادة ترشيح الرئيس لولاية ثالثة معارضة شديدة في الشمال لان العديد من سكان شمال نيجيريا يرون أنه ينبغي أن يكون الرئيس المقبل من الشمال بعد استمرار أوباسانغو وهو مسيحي من الجنوب ثمانية أعوام في الحكم. ويقول أوباسانغو انه سيلتزم بالدستور الذي يبيح للرئيس البقاء في منصبه لفترتين.ولكن بعض مؤيديه يرغبون في تعديل الدستور للسماح له بالبقاء في منصبه لفترة ثالثة. ولم يعلق الرئيس علي هذه الفكرة.ومن العوامل التي أججت التوتر الطائفي في البلاد قرار اجراء احصاء رسمي للسكان مقرر في نهاية اذار (مارس) المقبل. وقال المنظمون ان الدين لن يرد في استبيان الاحصاء مما دفع بجماعات مسلمة ومسيحية للتهديد بمقاطعة الاحصاء لرغبتها في تأكيد تفوقها العددي.وقال اكينولا ان المسيحيين في نيجيريا وافقوا علي المشاركة في الاحصاء كتضحية من أجل السلام وتقدم هذه الامة بالرغم من احتجاجنا علي عدم تضمين الديانة والعرق في استبيان الاحصاء . وأضاف هذه التضحية لا يجب أن يساء فهمها بأنها ضعف .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية