نقاشات الموازنة: الحكومة تأمل إقرار مشروعها دون إشتراط رفع الرواتب
الهم الإقتصادي يطغي علي السياسي والاردن طلب من الأمريكيين مساعدات إضافية وبدائل نفطيةنقاشات الموازنة: الحكومة تأمل إقرار مشروعها دون إشتراط رفع الرواتبعمان ـ القدس العربي ـ من بسام بدارين: لم يعرف بعد ما إذا كان مجلس النواب الأردني سيحقق للحكومة رجاءها وليس مطلبها فقط بتمرير مشروع الموازنة المالية للعام المقبل بدون إشتراط رفع رواتب الموظفين، فالموازنة مضغوطة إلي حد كبير وأمل الحكومة ان يتفهم النواب الظروف الإقتصادية والمالية الصعبة التي كان عنوانها الأبرز مطالبة الملك عبد الله الثاني الأمريكيين علي هامش زيارته الأخيرة مساعدة بلاده في إتجاهين الأول هو تقديم مئة مليون دولار إضافية كمساعدة يبدو أنها إضطرارية، والثاني المساعدة في البحث عن مصادر بديلة للطاقة في ظل إرتفاع أسعار النفط ووصولها لمستويات مرهقة للمواطنين محليا.ووسط هذه الظروف المعقدة إقتصاديا عقد البرلمان الأربعاء جلسته الأولي التي يناقش فيها مشروع الموازنة وقبل ذلك تمنت الحكومة ان لا يشترط النواب رفع رواتب الموظفين تحسبا لإرتفاع وشيك علي اسعار المحروقات محليا في شهر آذار المقبل.ولم يحدد النواب موقفهم بعد لكن إعتبارا من صباح الأحد المقبل سيكون تمرير الموازنة الشغل الشاغل والأهم للرئيس معروف البخيت الذي عاد إلي البلاد بعد المشاركة في رحلة أمريكا الملكية علما بان الرجل الثاني في الوزارة زياد فريز أدار بإقتدار المواجهة الأولية مع البرلمان طوال غياب الرئيس.وفي نقاشات الموازنة يطرح النواب بالعادة خطابات تقليدية وشعارات لا يمكن تطبيقها ورغم ان الكثير منهم ينتقد الأداء المالي والإقتصادي للحكومة ويحذر من رفع الأسعار والدعم إلا ان الموازنات تمرر في نهاية الأمر حيث لم يسبق ان رفض مشروع موازنة مالية بشكل كامل منذ عام 1989 .وعلي الهامش وفي جلسة الأربعاء تكرست فعلا النظرة النقدية لأداء الحكومة من قبل بعض النواب وكان الأبرز نقديا هو النائب المعارض عبد الرحيم ملحس الذي رأي بان توجهات الحكومة تكرس سعادة الذين لا يقلقون ابدا علي حساب تعاسة الذين يقلقون دائما منتقدا التوسع في ضريبة المبيعات وسيطرة فكرة الجباية علي الحكومة مطالبا بتخفيض الضرائب بعد إغلاق بالوعة الفساد والتأكد من ان عوائد الضريبة ستستخدم لتغطية الإحتياجات الإجتماعية.وفي السياق طالب النائب حاتم الصرايرة بتغيير النهج التعليمي لخلق قوة عاملة مدربة بدلا من تكديس خريجي الجامعات في الأسواق ملمحا لضرورة الإستفادة من تحويلات المغتربين. كما تحدث زميله أحمد النعانعة عن الفقر المدقع في المحافظات ولاحظ النائب عبد الحفيظ البريزات ان كل توجهات الموازنة تكرس النهج الخطير في الإعتماد علي جيب المواطن دون حساب لإمكاناته الحقيقية وإقترح فايز الشديفات التسريع في تنمية خطط إكتشاف البترول والطاقة.وبطبيعة الحال لم تنتهي مداولات الموازنة الأربعاء وسترحل لمطلع الأسبوع المقبل بعد ان مر مشروع الموازنة بصعوبة في اللجنة المالية وبعد ان تأخر إقراره في اللجنة حتي تمكنت السلطات من إبعاد الإسلامي عبد الله العكايلة عنها وإعادة الإنتخاب بحيث ترأس اللجنة هاشم الدباس المختص بالملف المالي والمقرب من الحكومة.وتحصل مناقشات الموازنة فيما كانت الأجندة الإقتصادية أساسية في اللقاءات الفنية التي عقدها الملك عبد الله الثاني شخصيا في الولايات المتحدة إلي جانب لقاءاته السياسية طالبا المزيد من المعونات المالية والمساعدة في توفير مصادر طاقة بديلة متحدثا مع المؤسسات الأمريكية المختصة مباشرة في هذا الإتجاه قبل ان يركز في الجانب السياسي علي إدانة الإساءة للرسول عليه الصلاة والسلام وعلي التمسك بخيارات السلام في المنطقة وعدم حرمان الشعب الفلسطيني من حقه في الإختيار.واجتهد الملك الأردني في التركيز علي تخفيف الضغط عن حركة حماس والشعب الفلسطيني دوليا داعيا إلي عدم الحكم علي حماس قبل ان تعلن خياراتها وبرنامجها السياسي وداعيا للتعامل مع الواقع الجديد الذي أفرزته الإنتخابات الفلسطينية الأخيرة.ومواقف الملك في الولايات المتحدة وفي مسارها السياسي لاقت ترحيبا وتأييدا واسع النطاق داخل المملكة، فقد أرسل مجلس الأعيان رسالة يبارك فيها جهود الملك فيما عبر المراقب العام الشيخ عبد المجيد الذنيبات في خطوة سياسية واضحة عن إمتنان الأخوان للحملة الملكية التي دافعت عن الدين الإسلامي وذلك خلال برقية ارسلها للملك بمناسبة تولي سلطاته الدستورية.وشكر الذنيبات العلني للقصر الملكي في الواقع يتجاوب مع حالة ود متفاعلة برزت الأسبوع الماضي بين الأخوان المسلمين والسلطة في الأردن بعد التفاهم علي ملفات عالقة كانت ستوتر الأجواء من بينها خضوع الأخوان لسعي الحكومة في عدم إستغلال فوز حماس في فلسطين وإقامتهم خط إتصال بينهم وبين قادة حماس المقيمين في دمشق وهو خط إتصالي قد ينجح في تجاوز بعض الحساسيات وتمكين قادة حماس الذين كانوا في القاهرة من التوقف في محطة عمان ضمن جولتهم العربية المفترضة رغم ان الجانب الأردني يرفض التعليق رسميا علي الأنباء التي تتوقع ذلك.ويبدو في السياق ان الكلام عن لعبة ضغط مارسها التيار الأخواني لإجبار حكومة معروف البخيت علي الجلوس معهم بعد فوز حماس ينطوي علي شقلبة للحقائق كما تفيد المصادر الرسمية، فالحكـومة وبعد بروز تصريحــات تغرد خـارج السرب من بعض قادة التيار الإسلامي أخضعت الجماعة الأخوانية ودفعتها لإعادة حساباتها بحيث بدت مضطرة لشرح نفسها مجددا وتأكيد ولائها للنظام وتثبيت عدم وجود خطط أخوانية بالسيطرة علي سلطــة التنفيذ في البلاد إستجابة لحـــالة الــــناس التي ظهرت بعد فــــــوز حماس مع إعادة إنتاج شعار المشاركة وليس المغالبة الذي إستخدمه الشيخ الذنيبات خلال مباحثاته مع الحكومة.