نفثة محزون علي سامراء الشهيدة:
ليس من مصلحة مدينة المعتصم تدمير الروضة العسكرية.. فأهلها احفاد الهادي وحياتهم تعتمد علي قبتهلم نكن نعرف سنية العراقي او شيعيته الا عندما يموت.. فيدفن الشيعي في النجف والسني في بلدتهنفثة محزون علي سامراء الشهيدة:أ. د. سامي الصقارہ كنت عازما علي تحرير رسالة ابثه فيها احزاني وآلامي، لما وقع في سامراء، مدينة الأجداد من آل البيت المطهر، ومشهد مثواهم، وعاصمة العالم الاسلامي ـ في ايام مجده ـ ما يزيد علي نصف قرن، المدينة التي شهدت جحافل (المعتصم) وهي تلبي نداء تلك المرأة المفزوعة وتقول وامعتصماه ! فدكت حصون الروم وانتقمت لها، كما شهدت المدينة صروح العمران التي شيدها (المتوكل) فخطط مدينة تباري احدث العالم بشارعها الاعظم الذي توازيه القناة، وتنبثق علي جانبيه الشوارع والاسواق المخصصة لأرباب المهن والتجارات، وجامع المحبة الذي لا يزال يعتبر ـ رغم تعطله ـ اكبر مسجد في العالم، كما ينفرد بمئذنته (الملوية) التي تمثل ـ مع مئذنة جامع ابي دلف ـ طرازا فريدا من المآذن. وانشأ ايضا حديقة الحيوان (جبر الوحوش) ولعلها اول حديقة حيوان في العالم، والي جانبها ميدان لسباق الخيل هو الاخر فريد في تخطيطه، اذ جـــــعلت شرفة المتفرجين في وسطه ومضمار السباق يحيط بها. وسامراء هذه شهدت صولات الشاعر البحتري في ميدان القصيد مسجلا مناقب (المتوكل) وانجازاته. هذه المدينة العظيمة حولها العدوان الي ركام من الخرائب.بدأت الكتابة ويعتصرني الألم لما بلغت اليه الاحوال المأساوية في عراقنا العزيز، ونجاح الاعداء في خلق عداوات بين اهلها لم نعرفها قط (خلال عمري الطويل الذي جاوز الثمانين)، ولكنني سرعان ما اكتشفت ان الحديث ذو شجون، وان الرسالة ستطول، وهكذا تحولت الي مقال طويل، لا ادري مدي حظه من النشر! فليكن ما يكون.ان النعرة الطائفية البغيضة التي نجح الاحتلال في ارساء مداميكها في تربة الرافدين لم نعرفها قط، وقد اكد ذلك الاستاذ عبد الغني الدلي في رسالة نشرتها جريدة اندبيندنت وانا اكدتها في رسالة بعثتها الي القدس العربي في 2005/10/27 ولا ادري عما اذا كانت قد نشرت ام لا. واضيف الي ذلك مؤكدا بأن شيعة العراق وسنته كانوا اسرة واحدة، واضرب لذلك المثل بعائلتي (السنية)، فقد كنا في مصاهرة مع الشيعة عميقة الجذور، من ذلك مثلا، ان اثنين من اخوالي تزوجتا من امرأتين شيعيتين، وابن عم لي تزوج بسيدة شيعية، واثنتان من بنات اخوالي تزوجتا بزوجين شيعيين، وابن عم لي فعل مثل ذلك.. وواحدة من شقيقاتي تزوجت بشيعي، وثلاث من بنات شقيقاتي تزوجن برجال من الشيعة، بل ان بعض اهلنا تحولوا الي شيعة باختيارهم. هذا وقد تزوج اللواء ناجي طالب (رئيس الوزراء في عهد عارف) والاستاذ عبد الغني الدلي (الوزير في العهد الملكي) تزوج كل منهما بامرأة سنية. وعلي اي حال لو اردت الاستقصاء سيطول الحديث.لا نعرف السني من الشيعيفي الواقع اننا لم نكن نعرف اصدقاءنا، هل هم من الشيعة ام من السنة، الا عند وفاة احد من اقاربهم، فاذا كان شيعيا حمل جثمانه الي النجف الأشرف ليدفن هناك، واذا كان سنيا يدفن في مقبرة بلدته. ومع ذلك فان عددا غير قليل من السنة كانوا يوصون بدفنهم في النجف، ومن هؤلاء واحد من اعمامي وآخر من اخوالي، لان مقبرة النجف ليس مقدسة فحسب، بسبب وجود ضريح الامام علي (كرم الله وجهه) فيها بل هناك ما استقر في الاذهان بانها اقدم مقابر العالم، اذ دفن فيها آدم ونوح (عليهما السلام). وهي في الحقيقة مقبرة قديمة ترجع الي عهد المناذرة ملوك (الحيرة) القريبة من النجف، وكانت تسمي (الغربيين).هذا من جهة، اما من الجهة الاخري، اود ان اؤكد حقيقة راسخة قد ينساها الناس، وهي ان المسلمين قاطبة والسنة في مقدمتهم، يعتبرون حب آل البيت النبوي (رضي الله عنهم) جزء لا يتجزأ من العقيدة الاسلامية ومن لا يحبهم خارج عن دين الاسلام، ويكفيني ان استشهد بأكبر ائمة المذاهب السنية الامام الشافعي (رضي الله عنه) الذي قال:ان كان رفضا حب آل محمدفليشهد الثقلان اني رافضيليس هذا فحسب، بل ان صلاة المسلم لا تصح الا اذا ضمنها المصلي عند جلوسه لآخر ركعة ـ سواء من صلاة الفرض ام من صلاة النوافل، بالقول (اللهم صلّ علي محمد وعلي آل محمد، كما صليت علي ابراهيم وعلي آل ابراهيم، وبارك علي محمد وعلي آل محمد، كما باركت علي ابراهيم وآل ابراهيم، انك سميع مجيب). وقد اكد ذلك الامام الشافعي بقوله:يا آل بيت رسول الله حبكمفرض من الله في القرآن انزله يكفيكم من عظيم الفخر انكممن لم يصل عليكم لا صلاة له(انظر ديوانه ـ تحمد محمد عفيف الزعبي ـ 1971 (ص55 و72).فاذا كانت هذه هي مكانة آل البيت لدي عموم المسلمين ـ بصرف النظر عن مذاهبهم ـ فكيف يمكن لانسان عاقل ان يتصور امكان اقدام اي مسلم علي تدمير مشهد الامام علي الهادي (رضي الله عنه) ومشهد ابنه وغيبة حفيده؟ هذا وان الامام الشافعي يتبعه ما لا يقل عن 350 مليونا من المسلمين، منهم جميع سكان اندونيسيا وماليزيا واقطار الشرق الاقصي، علاوة علي جميع الاكراد، ونسبة عالية من مسلمي العراق واليمن ومصر والسودان. كما ان موقف ائمة المذاهب الاسلامية الاخري لا يختلف قط عن موقف الامام الشافعي في هذا الصدد.مكانة الامام الهاديوالآن اود القاء الضوء علي مكانة الامام علي الهادي (رضي الله عنه) ليس بالرجوع الي المؤلفات الشيعية، ويكفي ان نلقي نظرة علي بعض ما كتبه مؤرخون من السنة، مثل الخطيب البغدادي في كتابه (تاريخ بغداد ج12/ 56 ـ 57 طبعة مصر 1931) وابن خلكان في كتابه (وفيات الاعيان ج3/ 272 ـ 273، تحقيق احسان عباس) والزركلي في كتابه (الاعلام ـ الطبعة الرابعة)، فنجدهم كلهم يجلونه ويشيدون بمناقبه وزهده، وقد اخترت ايضا الرجوع الي ترجمة المتوكل لدي ابن خلكان (ج1/ 353) لانه متهم بالاساءة الي قبر الامام الحسين (رضي الله عنه)، وبالتالي فهو محسوب من اعداء آل البيت ولكن ما رواه ان خلكان ينفي ذلك تماما. وخلاصة ذلك ان بعض الناس (والاشرار موجودون في كل زمان ومكان) سعوا ضد الامام الهادي لدي المتوكل، فاحضره من المدينة المنورة للاقامة في سامراء. وفي سامراء استمر الاشرار بالسعي ضده لدي الخليفة، لاسباب غير معروفة، وزعموا انه يحتفظ في منزله بالاسلحة، واوهموه بأنه يطلب الخلافة لنفسه، فأمر باعتقاله، ولكن من ذهب لتنفيذ ذلك، وجده وحده في بيته وعليه ثوب خشن من الشعر، وهو يتلو القرآن الكريم جالسا علي ارض من الرمل والحصا.وجيء به الي المتوكل، فلما رآه اعظمه واجلسه الي جنبه، خاصة وقد علم ان ما قيل عنه كذب وبهتان، وحصلت بينهما محاورة، شملت انشاد الامام الهادي لابيات من الشعر تضمنت موعظة مؤثرة ابكت المتوكل. وعندها سأل المتوكل الامام: اعليك دين؟ فأجاب: نعم اربعة آلاف دينار، فأمر بدفعها اليه واعادته الي منزله مكرما. هذا وقد اشار الخطيب البغدادي الي ان المتوكل، كان يستغيثه احيانها. ومحالة علاقته بهذا الامر ما ذكره ابن خلكان في ترجمة المتوكل عن اتهام جماعة في زمانه بأنهم يسبون الصحابة، فأمر بالتحقيق معهم، وعندما سئلوا (من خير الناس بعد رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ قالوا: علي بن ابي طالب). وعندما سمع المتوكل ذلك (وكان جالسا خلف الستارة) سارع الي القول: فان هذا مذهبي، وامر باطلاق سراح تلك الجماعة ومنحم صلة مجزية وهكذا فان المتوكل بريء مما اتهم به من كره آل البيت.في الحقيقة ان آل البيت احتلوا مكانة عالية في العهد العباسي، في الغالب الاعم، ويكفي ان نذكر الشريف الرضي الشاعر (واخاه الشاعر المرتضي) الذي قلد نقابة الاشراف في الدولة العباسية، وتشمل الطالبيين والعباسيين جميعا (بمن فيهم اسرة الخلافة) كما قلده امارة الحج التي هي من سلطات الخليفة، ولعل من المفيد ان نذكر قول الشريف للخليفة (ولم يغضب): مهلا امير المؤمنين فاننا في دوحة العلياء لا نتفرق الا الخلافة ميزتك فانني عاطل منها وانت مطوق اي ساوي بين نفسه وبين الخليفة في المكانة، كذلك تمت العناية بالمشاهد المقدسة، بل ان عددا غير قليل من الخلفاء وغيرهم من اعضاء الاسرة العباسية حرصوا علي ان يدفنوا عند مشهد الامام موسي الكاظم (رضي الله عنه) ومن هؤلاء (زبيدة وابنها الأمين). هذا ويحدثنا الرحالة الاندلسي ابن جبير عما شاهده في مشهد الامام علي (كرم الله وجهه) من فخامة البنا، وحسن الرعاية، مما هو مذكور في رحلته المشهورة. ومن امارات هذا الاهتمام التي لم ينلها الدمار البوابة الرائعة التي اهداها الخليفة الناصري الي غيبة المهدي وهي من آيات فن العصر العباسي القليلة جدا، بما فيها من زخارف وكتابات.سليمان القانوني وجهوده لحماية مشاهد الشيعةهذا وقد استمرت العناية بالمشاهد المقدسة في جميع العصور، حتي ان السلطان سليمان القانوني، عندما طرد الصفويين من العراق، كان اول ما اهتم به هو حفر قناة الحسينية لايصال ماء الفرات الي كربلاء التي كانت تستقي من الآبار، مما حولها الي واحة غناء، ويسر الماء للأهلين والزوار، ولا زالت تلك القناة قائمة الي اليوم.وهناك نقطة جديرة بالاهتمام تتعلق بالاوقاف المخصصة للعتبات المقدسة والمدارس التابعة لاخوتنا الشيعة، وهي ان العثمانيين حرصوا علي عدم دمجها ببقية الاوقاف، وابقائها تدار من قبل الحوزة العلمية في النجف وهي الجهة الدينية الكبري، واستمر ذلك الوضع قائما بعد تأسيس الحكم الوطني في العراق، لكن العتبات المقدسة، عندما كانت تحتاج الي اعمال صيانة كبري او تجديدات، كانت الحكومة العراقية تقدم المال اللازم من ميزانية الدولة، او من اموال الاوقاف السنية. وقد حصل مثل ذلك مؤخرا، اذ صرح وكيل سادن الروضة العسكرية في سامراء لمجلة سامراء الصادرة في لندن، في عددها السادس عشر لشهر كانون الثاني (يناير) 2005 (ص 13) بأن بعض اعمال الترميم في (الحضرة) قد دفعتها ادارة الوقف السني علاوة علي رصد 380 مليون دينار للمئذنة.وعلي اي حال، فان الروضة العسكرية شأنها شأن جميع العتبات المقدسة في العراق، وفي غيره من الاقطار، يعود امرها لجميع المسلمين، وليس لطائفة دون اخري، بصرف النظر عمن يقوم بادارة شؤونها والعناية بها (اي السدانة) فهي (اي الروضة العسكرية) برعاية أسرة سنية علوية النسب، هم السادة ابو صالح الشيخ ويتولاها حاليا السيد رياض بن السيد صفاء الدين (وهو حقوقي معروف). وقد قامت هذه الاسرة بكل ما يلزم لحفظ مبانيها بأحسن صورة وبتأمين الخدمات المطلوبة بصورة جيدة، وبذل كل جهد ممكن لتسهيل اداء مراسيم الزيارة والعبادات علي اكمل وجه، للزوار الذين يقدر عددهم بما يتراوح بين 400 و1000 زائر في اليوم (حسب افادة وكيل السادة الحالي ـ المجلة سابقة الذكر ص 13) علاوة علي تأمين الامن والحماية لتلك الاماكن المقدسة وزوارها. وهو امر ليس بجديد، في الحقيقة ان استتباب الامن وحسن العناية شجعا المجتهد الاكبر آية الله الشيرازي (رئيس الحوزة العلمية) لانشاء مدرسة في سامراء قبيل الحرب العالمية الاولي (كتاب السراء من احوال سامراء ـ لمحمود محمد عرب ـ لندن ص 37 ـ 38). وزاد علي ذلك فنقل الحوزة العلمية الي سامراء، ولكنه قرر اعادتها الي النجف بعد الاحتلال البريطاني. ولكن ذلك لم يؤثر علي مكانة سامراء في نفوس السادة العلماء الذين كانوا يواصلون زياراتهم لسامراء حتي ان البعض منهم (وخاصة رؤساء الحوزة العلمية) كانوا يقضون الصيف في سامراء، للاستزادة من بركات الروضة. ليس من مصلحة سامراء تدمير الروضة العسكريةفي الحقيقة ان الروضة العسكرية لم يشكُ احد من زوارها من اي اهمال، او مما يعرقل اداء مراسيم الزيارة والعبادة فيها، خلال تاريخها الطويل، منذ تشرفت سامراء قبل الف عام بضم مشاهد الائمة الاطهار، وبغيبة الامام المهدي (رضي الله عنهم اجمعين) اذ حرص اهل سامراء علي تأمين راحة الزوار، ومنع القبائل البدوية من التعرض لهم (عندما يختل الامن في المنطقة). والحق ـ كما قال السيد البياتي المتحدث بلسان السفارة العراقية في لندن للتلفزيون البريطاني مساء 2006/2/22 بأن السامرائيين كانوا حماة للروضة العسكرية خلال الف سنة، دون ان تصاب بسوء، وابدي خشيته من ان تفجير الروضة يقع ضمن حملة تستهدف تدمير جميع آثار العراق الحضارية وصروحه الدينية والوطنية (وهذا ما سمعته اذناي وهما ضعيفتان).وهكذا فانه لم يكن من مصلحة اهل سامراء قط ان يقع اي شيء يؤذي الروضة العسكرية، حتي ولا خدش بسيط، فهم اولا احفاد الامام الهادي (رضي الله عنه) كما تشهد بذلك مشجرات النسب الموثقة التي بحوزتهم. ثم ان حياة المئات من اهل سامراء، بل سامراء، كلها تعتمد الي حد كبير علي ما ينفقه الزوار في مدينتهم، علاوة علي المرتبات التي يتقاضاها خدام الحضرة وموظفوها. ولذلك فلا يمكن ـ بأي شكل من الاشكال ـ ان يقدم احد من ابناء سامراء بعمل ـ مهما يكن صغيرا ـ يؤذي الروضة من قريب او بعيد، فأبناء سامراء ليسوا من الجهلة والاميين الذين يسهل خديعتهم، فسامراء ـ كما هو معروف ـ تعد اكثر مدن العراق غني بمثقفيها من الاطباء والمهندسين واساتذة الجامعات، من حملة الدكتوراه الذين تخرجوا من مختلف جامعات العالم، وبالتالي فان من المستبعد جدا ـ ان لم يكن من المستحيل ـ صدور تصرف اجرامي من اهلها. وهنا يهمني ان اشير الي ما ذكره مسؤول حماية امن الصحن الشريف لمجلة (سامراء ـ العدد السابق نفسه ـ ص 13) فقال انه علي اثر اندلاع العمليات العسكرية (ويقصد تدخل القوات العسكرية) اعتقلت السلطات 11 فردا من رجاله، ولم يطلق سراح الا ستة منهم. اقول: لعل مثل هذه الاعتقالات لرجال الأمن هي التي اضعفت قدرة قوة الحماية علي القيام بأعمالها بصورة تمنع المتآمرين علي سلامة الروضة العسكرية، من تنفيذ اهدافهم الاجرامية.وهكذا فانه بحكم المؤكد بأن مَنْ قام بعملية التفجير الاجرامية لا يمكن ان يكون من ابناء سامراء، كما لا يمكن ان يكون من المسلمين، ايا كانت طائفته، ولا بد من البحث عمن له مصلحة في خلق وضع مأساوي في العراق يبرر بقاء قوات الاحتلال الي امد طويل، كما يؤدي الي افشال المحادثات الدائرة بين جميع الكتل السياسية العراقية، لتشكيل حكومة تمثل جميع الأطياف الدينية والعراقية في العراق، خاصة وقد بدت تباشير نجاح تلك المحادثات. وهناك سبب ثالث يحمل بعض الجهات المعادية علي خلق احداث جسيمة يمكنها ان تطغي علي الانتفاضة الاسلامية الكبري التي تفجرت حيال الجريمة الدنماركية في نشر صور (الكاريكاتور) المعروفة، تلك الانتفاضة شملت العالم الاسلامي بأسره، واثارت المسلمين علي اختلاف طوائفهم وعروقهم، ولعل تلك الجهات هي التي تختفي وراء انفجارات سامراء. هذا ما قرأته في جريدة انكليزية مؤخرا (ولكنني لا اتذكر اسمها لأنني قرأت اكثر من جريدة) ومفاده ان 47 جثة وجدت في حفرة قرب قرية النهروان جنوبي بغداد، لمجموعة من السنة والشيعة الذين عادوا الي قريتهم من التظاهر السلمي ضد انفجارات سامراء، ولم يترك القتلة اثرا ينم علي الفاعل. وهكذا فالفاعل عدو للسنة والشيعة علي السواء! وقد تنبه ـ لحسن الحظ ـ لخطورة الوضع، كل من سماحة آية الله العظمي السيد خامنئي وسماحة آية الله العظمي السيد السيستاني، فوجه كل منهما نداءه الي المسلمين كافة بأن لا يتورطوا بايذاء احد بسبب الانفجار اللئيم والاكــــتفاء بابداء الاستياء ويا ليت المسلمين قد تجاوبوا مع هذين النداءين الشريفين، وحكموا عقولــــهم قبل الاندفاع في ممارسة العنف والقتل والحرف والتفجير، فوقعوا في الفخ الذي نصبه العـــدو المتربص بهم علي الدوام.7