نزاع الصحراء الغربية: البوليزاريو ترحب بتأييد مدريد للاستفتاء والمغرب تخسر المعركة في أمريكا اللاتينية
نزاع الصحراء الغربية: البوليزاريو ترحب بتأييد مدريد للاستفتاء والمغرب تخسر المعركة في أمريكا اللاتينيةمدريد ـ القدس العربي من حسين مجدوبي:رحبت جبهة البوليزاريو بالموقف الجديد لحكومة مدريد من نزاع الصحراء الغربية التي تؤكد فيه علي ضرورة إجراء استفتاء تقرير المصير، في حين بدأ المغرب يفقد منطقة أمريكا اللاتينية بعد اعتراف الاكوادور بجبهة البوليزاريو كدولة وربما تتبعها البرازيل والبيرو، مما قد يشكل ضربة قوية لمصالح الرباط.ونقلت وكالة أوروبا برس أمس الثلاثاء عن ممثلي البوليزاريو أن البوليزاريو أخذت بعين الاعتبار تصريحات وزير الخارجية الاسباني ميغيل آنخيل موراتينوس بضرورة إجراء استفتاء تقرير المصير كحل لنزاع الصحراء الغربية خلال لقائه منذ أيام مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في نزاع الصحراء الغربية بيتر فان والسوم . ويأتي موقف البوليزاريو والذين يطلق عليهم المغاربة اسم الانفصاليين بعد حملة ضغط ضد حكومة مدريد بلغت أوجها الشهر الماضي عندما صرح ممثل هذه الحركة في الأمم المتحدة ان اسبانيا بانحيازها لأطروحات المغرب تكون قد أقصت نفسها نهائيا من المشاركة في بحث عن حل للنزاع .وعلاقة بهذا الملف، أوضح نائب وزير الخارجية الاكوادوري دييغو رابندييرا أمس الثلاثاء أن الاكوادور ليست الدولة الأولي التي تعترف بالبوليزاريو ، مضيفا نهدف كدولة الي المحافظة علي علاقات مع جميع مكونات العرب ومن ضمنهم المغرب وجمهورية الصحراء . وكانت دولة الاكوادور اعترفت بالبوليزاريو منذ أسبوع، وبررت قرارها بـ الطابع الكوني للسياسة الخارجية لدولة الاكوادور واحترامها لمبدأ حرية تقرير مصير الشعوب والمساواة القانونية بين الدول التي تعتبر ركنا من أركان السلام والأمن والتعاون في العلاقات الدولية .في غضون ذلك، تحولت منطقة أمريكا اللاتينية الي جبهة صراع دبلوماسي مفتوح بين المغرب والبوليزاريو المدعومـــــة من الجزائر. وكانت الدبلوماسية المغربية قد حققت نجاحات في أواخر التسعينات وأوائل العقد الحالي عندما سحبت عدة دول بالمنطقة اعترافها بـ الجمهورية العربية الصحراوية . ويبدو أن كفة الصراع بدأت تميل مجددا الي البوليزاريو لأسباب متعددة، مرتبطة بالتطورات الدولية، وتتجلي في العوامل التالية:1 ـ توجه أغلب دول أمريكا اللاتينية نحو اليسار المتعاطف تاريخيا مع مبدأ تقرير المصير. ويكفي أن أبرز زعيم سياسي في المنطقة حاليا وهو رئيس فنزويلا هوغو تشابيس اعلن في اب/أغسطس 2004 لدي استقباله زعيم البوليزاريو محمد عبد العزيز في كاراكاس أن فنزويلا سترفع عاليا صوتها للدفاع عن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، وستطلب من مجلس الأمن موقفا حازما في هذا الشأن .2 ـ الصورة السلبية التي تحتفظ بها الطبقة السياسية في المنطقة عن المغرب والتي تعتبر بمثابة نسخة طبق الأصل عن تلك التي تحتفظ بها الطبقة السياسية الاسبانية حول هذا البلد. فصورة المغرب تصل الي المنطقة عبر وسائل الاعلام الاسبانيــة أساسا. وفي أكثر من مناسبة، رددت وسائل الاعلام في أمريكا اللاتينية حرفيا ما تكتبه الصحافة الاسبانية، من ذلك تغطيتها لأزمة جزيرة تورة (ليلي) في صيف 2002، أو زيارة العاهل المغربي الملك محمد السادس الي أمريكا اللاتينية ما بين تشرين الاول/أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر 2004.3 ـ تعيش منطقة أمريكا اللاتينية ثورة للسكان الأصليين، ووصل أول رئيس منهم الي الحكم في القارة وهو إيفو موراليس في بوليفيا في كانون الاول/ديسمبر الماضي، وربط البوليزاريو علاقات متينة مع السكان الأصليين، وقدمت نفسها بانها شعب من السكان الأصليين في الصحراء تعرض للغزو المغربي ، فكسبت الكثير من العطف.4 ـ تروج البوليزاريو لأطروحة احترامها للشرعية الدولية مما يضع المغرب في صف الخارج عن هذه الشرعية بسبب رفضه مبدأ تقرير المصير الذي اقترحه مجلس الأمن الدولي. وعمليا، نجحت البوليزاريو الي حد كبير في هذا المسعي لاسيما وأن الأمم المتحدة لم تتخل عن استفتاء تحقيق المصير حتي الآن.5 ـ تكاسل الدبلوماسية المغربية، وقد يكون هذا من ضمن الأخطاء الخطيرة، ذلك ان هذه الدبلوماسية تعتقد أن كل دولة جمدت اعترافها بـ الجمهورية الصحراوية لن تعود الي تبني الموقف السابق. وحسب خبير اسباني في الموضوع، يغيب عن دبلوماسية الرباط أن موضوع الصحراء متحرك والمواقف تتغير بشكل دوري ارتباطا مع المصالح . ويبقي أكبر فشل للدبلوماسية المغربية أنها لم تنجح في إقناع عدد من الدول في الاكتفاء بتأييد مساعي الأمم المتحدة دون الاعتراف بالبوليزاريو ، حسب هذا الخبير الذي فضل عدم ذكر اسمه.وعلاوة علي الدول التي تعترف بالبوليزاريو كـ جمهورية ، مثل فنزويلا والمكسيك والأوروغواي وبنما وكوبا، ينتظر أن تحذو دول أخري في أمريكا اللاتينية نفس الحذو. ومن هذه الدول البيرو في حالة نجاح مرشح السكان الأصليين أومالا في الانتخابات الرئاسية التي ستجري يوم 9 نيسان/أبريل المقبل والذي وعد البوليزاريو بذلك. وفي الوقت نفسه هناك البرازيل التي بدورها قد تعيد سيناريو جنوب افريقيا عندما اعترفت بـ الجمهورية الصحراوية في ايلول/سبتمــبر 2004. وينتظر أن تستغل البرازيل رفض المغرب مبدأ تقرير المصير واجراء الاستفتاء بعد اجتماع مجلس الأمن الدولي في نهاية نيسان/أبريل المقبل لكي تعترف بـ الجمهورية الصحراوية وتحمل المغرب مسؤولية معاكسة الشرعية الدولية . وهي نفس الخطة التي اعتمدتها جنوب افريقيا في ايلول/سبتمبر 2004.