ندوة بحثية في اطار اكتشاف الذات والآخر: السودان وافريقيا في المدونة الرحلية

حجم الخط
0

ندوة بحثية في اطار اكتشاف الذات والآخر: السودان وافريقيا في المدونة الرحلية

علاء نعمانيندوة بحثية في اطار اكتشاف الذات والآخر: السودان وافريقيا في المدونة الرحليةقطار الرحلة العربيةفي محطتها الثالثة، تصل ندوة رحالة العرب والمسلمين الي السودان مع المركز العربي للأدب الجغرافي ارتياد الآفاق ومشرفه الشاعر نوري الجراح، وهذه المرة في محور اكتشاف الذات والآخر: السودان وافريقيا في مدونات رحالة الشرق والغرب حيث شارك فيها باحثون من مختلف الأقطار العربية، قدموا أوراقا ومداخلات من رؤي مختلفة تكاملت في بسط موضوعات قدمت معارف أساسية لفهم الذات والآخر واكتشاف أبعاد ثقافية في خطابات الرحالة الي السودان وافريقيا أو الي مناطق أخري من العالم.سبع جلسات علي مدي أربعة أيام كان النقاش خلالها يستمر أحيانا الي ساعات متأخرة من الليل وذلك لغني الأوراق وثرائها المعرفي ضمن مجموعة من المحاور المؤطرة:ـ الجغرافيا السودانية وأدب الرحلة ويتضمن السودان في مدونات الرحالة والجغرافيين العرب والمسلمين، وبلدانية السودان ثم مدونات الحج وهجرات العلماء والمتصوفة.ـ السودان وأفريقيا في مدونات رحالة الشمال الأفريقي ـ صورة السودان في رحلات حديثةـ نهر النيلـ السودان لدي الآخر الشرقي والآخر الغربي: تجارب ورؤي مختلفة (ملامح اثنوغرافية وثقافية قديمة وحديثة).ـ صورة السودان في رحلات حديثة.وقد قدمت في هذه الندوة ثلاثون مداخلة قدمها الباحثون الآتية أسماؤهم :نوري الجراح، محمد أتونجي، خديجة صفوت، عز الدين عمر موسي، قاسم وهب، علي صالح كرار، يوسف فضل حسن، قيصر موسي الزين، مروان عطية، أحمد عوض خضر، حسن حسين ادريس، الأمين أبو منجة، سليمان القرشي، يحيي محمد ابراهيم، عز المغرب معنينو، عبد الرحيم مؤدن، نواف الجحمة، فؤاد آل عواد، محمد التونجي، انتصار صغيرون، علي عثمان محمد صالح، عبده عثمان، قاسم نور، جمال حسين علي، مايا عنتبلي الكواكبي، مفيد نجم، قاسم وهب، شعيب حليفي، الطايع الحداوي، خالد بن الصغير، معنينو عز العرب.كما حضر هذه المناسبة شاكر لعيبي، علي بدر وأحمد السليماني.المعرفة والمنهج جاء تأكيد نوري الجراح وصديق المجتبي في الجلسة الافتتاحية ملتقطا لأهم عناصر هذه الندوة فقد لامس صديق المجتبي (المشرف علي عقد الندوة في السودان) الأبعاد الثقافية والتحققات الممكنة مستقبلا. كما أكد، بدوره، نوري الجراح (المشرف علي المركز العربي للأدب الجغرافي ارتياد الآفاق)، علي التراكمات المعرفية مؤكدا ان هذه الندوة تأتي لتغطي بصورة أساسية الفضاء الجغرافي السوداني وترصد من خلاله حركة الرحلة منه واليه وعبره، نهراً وبحراً وميناء ومدينة وغابة وبادية وصحراء، وطرقاً عبرها التجار والعلماء والحجاج والمتصوفة والسفراء والمغامرون، عرباً وشرقيين وأوروبيين، فتستكمل أبحاثُها رسم الطريق الذي بدأه المركز العربي للأدب الجغرافي ـ ارتياد الآفاق في عقد ندواته السنوية انطلاقاً من المغرب الأقصي (مغرب اليوم)، الي المغرب الأوسط (الجزائر)، الي وسط افريقيا في بلاد النوبة والبجة (السودان) نزولاً عبر الجغرافيات الحضارية والثقافية الواقعة علي البحر الأحمر، الي حواضر جزيرة العرب، قبل الانطلاق من هناك الي أرض السواد (العراق) وبلاد الشام ومصر، ومن ثم الي جغرافيات تركيا وايران وبلاد آسيا الوسطي والهند والصين، في مسعي ثقافي حضاري فكري أدبي يستهدف اعادة بناء جسور المعرفة القائمة علي خبرات السفر والتواصل بين ثقافات الشرق في ما بينها وبين هذه الثقافات وثقافات العالم.وعليه فان الندوة العلمية السنوية لـ ارتياد الآفاق هي رحلة الفكر في متون المدونات التي وضعها الرحالة بفعل مغامراتهم المفتوحة عبر طرق البر والبحر، في مختلف الأزمان، وعمر الرحلة العربية، كما قدمت وثائق البحث حتي الآن، يزيد علي ألف عام.في البحوث المقدمة تحدث عز الدين عمر موسي عن السودان في مخيلة الأدب الجغرافي المغاربي بين القرنين 11 و14م معتبرا أن أدب الرحلات هو نمط جغرافي رابع تعددت أسبابه وتنوعت فنونه بحيث دعت اليه دوافع ذاتية أو علمية أو تجارية أو دينية.وتحدث الباحث عن مدوناته الجغرافية الوصفية والمسالك والممالك منقبا عن البدايات الأولي التأسيسية ثم نضجها واكتمالها والوقوف عند الكتابات المغاربية باعتبار أن الرحلة في الفترة ما بين القرنين (11 و14) كانت أوعية رئيسية للتواصل بين المركز وهوامشه من تم بحث د. عز الدين موسي في الصورة التي رسمها الأدب الجغرافي المغاربي للسودان خلال هذه الفترة مبديا مجموعة من الملاحظات القيمة والدقيقة. قاسم وهب تحدث عن أخبار النوبة والبجة في مصنفات الجغرافيين العرب خلال القرنين التاسع والعاشر من خلال مدونات اليعقوبي، ابن الفقيه، الاسواني، المسعودي وابن حوقل، مستخلصا في النهاية أن معرفة الجغرافيين العرب ببلاد النوية والبجة خلال تلك الفترة كانت محدودة ومفتقرة الي الدقة.وقدم الصحافي والكاتب جمال حسين علي (العراق) تجربة رحلة المخاطر الي أفغانستان في حروبها الدامية ومشاهداته والمغامرات التي تعترض الشكل الرحلي الجديد الذي يخوضه صحفي وكاتب في عصرنا الراهن.كما عرضت ألما عنـــتبلي حفـــــيدة سعد زغلول الكواكبي (ابن عبد الرحمـــــن الكواكبي) رحلة الكواكبي مع طفلة سرقت من السودان ـ سنار (حجاب النور) وطموحه لاعادتها الي أسرتها، لكن استشهاده بمصر سنة 1902 حال دون اتمام هذه الرحلة الانسانية.سليمان القرشي عاد الي التنقيب في مواضيع دقيقة ورمزية وبحث في موضوع الماء في الرحلات الحجية المغربية ببعديه الحقيقي والرمزي، فالماء هو أهم وأخطر جزء في الرحلة الحجية ورمز بارز في مسارها.وعرض عبد الرحيم مؤدن مدخلا عاما من رحلات وحواضر وطرق صوفية من خلال محطات من التواصل الثقـــافي بين المـــــغرب والسودان ليدخل في صلب الموضـــوع حول الزيــاري والصوفي في رحلة (أزهار البســــاتين في الرحلة الي السوادين) لمحمد الأزاريـــــفي البيضاوي، محللا هذا النص الرحلي الذي كان في أوائل القـرن 20، من كافة النواحي الدلالية بمنــــهج حديث مركزا علي الهاجس، المعرفي والتــــربوي الذي تحكم في صياغة نص الرحلة.شعيب حليفي (المغرب) اهتم بالهوية في النص الرحلي وتتبع تطورية المعجم والصورة في ثلاثة أشكال رحلية، من منظور نسبي يفسح المجال لقراءات وتأويلات أخري ينحصر فيها الناقد الأكاديمي والمؤرخ والجغرافي والفقيه والاثنوغرافي.الشكل الأول لرحلات العرب والمسلمين التقليدية الحجية الزيارية والسفارية والسياحية.الشكل الثاني رحلات الآخر الغربي الي البلاد العربية خلال القرنين السابقين، وهي رحلات سياحية علمية، ديبلوماسية وجاسوسية.الشكل الثالث رحلات الأنا السوداني الداخلية والخارجية انطلاقا من وعي مقارن.وقد بحث شعيب حليفي في ملامح وعناصر المعجم والصورة/الرؤية انطلاقا من لغاتها وأبعادها الدينية والثقافية والايديولوجية، ممثلا لذلك بنصوص من كل مرحلة.اعلان الخرطوم والتوصياتكانت الندوة مناسبة للاعلان عن تأسيس المركز العربي الافريقي للادب الجغرافي واعلان التوصيات التالية:1 ـ تنفيذ اصدار مجلة الرحلة التي يخطط المركز لاصدارها، لبلورة أشكال الكتابة الرحلية حول العالمين العربي والاسلامي، والبلاد الشرقية، وعكس الدينامية الثقافية في هذا المجال.2 ـ العمل وتشجيع العمل علي تأسيس فروع للمركز العربي للأدب الجغرافي في العواصم العربية والشرقية.3 ـ التحضير لعقد ندوة ثانية في الخرطوم حول الرحلات الأوروبية الي السودان، ومواصلة الاهتمام بالأدب الجغرافي في افريقيا.4 ـ الاستمرار في ترجمة الرحلات الأجنبية الي اللغة العربية واعطاء أولوية لترجمة الرحلات العربية الي اللغات الأجنبية.5 ـ العمل علي اصدار ببليوغرافيا شاملة للرحلات العربية المطبوعة وكذا الدراسات المرتبطة بها.6 ـ العمل علي بناء معجم خاص باللغتين العربية والانكليزية لضبط أعلام الأماكن والبلدان، واستعادة الأسماء الأصلية للأمكنة لا سيما تلك التي تغيرت بفعل النشاط الاستعماري للجمعيات الجغرافية والبعثات الاستكشافية الغربية، ونحت مصطلحات جغرافية جديدة.7 ـ الدعوة الي المزيـد من طبع ونشر الرحلات العربية المحققة مزودة بكل ما يساعد علي معرفة عالم الرحلة من خارطة سير الرحالة ومعجمه والملحقات الأخري.8 ـ الالحاح علي برمجة النص الرحلي في مناهج التعليم، مع تشجيع البحوث الجامعية، واستثمار الشبكة العنكبوتية في هذه المجال.9 ـ تشجيع فرق البحث العلمي والجغرافي والأثاري للاهتمام بأدب الرحلة واستثماره في أبحاثهم وكشوفاتهم.10 ـ الدعوة الي تأسيس مكتبة عربية تضم كافة المخطوطات والمؤلفات حول الرحلة وأدب الرحلة.11 ـ التوصية باقامة متاحف تجمع الارث الثقافي للرحلة بوسائل وأدوات ومصورات، ودعم الموجود منها في البلدان العربية.12 ـ استثمار المتن الرحلي في التأسيس لسياحة ثقافية.13 ـ الاعداد والمساهمة في انجاز أفلام وثائقية باللغة العربية وغيرها، وكذا تشجيع السينمائيين علي تحويل الرحلات المكتوبة الي أفلام روائية.14 ـ الدعوة الي فتح حوار حول الجغرافيات العربية والاسلامية في حراكها بين مركز و هامش بغية رصد التحولات العميقة والمؤثرة التي طرأت علي هذه الجغرافيات وأدوارها الحضارية.15 ـ ابتكار أشكـال مستحدثة من التعاون مع و(الانتماء الي) المنظمات الدوليـــــة والاقليمية كمشروع ثقـــــافي عربي فريد من نوعه ونشاطه يهدف الي (ويعمل علي) تأسيس حوار خلاق بين الثقافات والحضارات المختلفة علي أساس المرجعية الجغرافية وتراث التواصل الثقافي بين الأمم والجغرافيات.16 ـ التقــــــدم بـــطلب للانتماء الي الأمم المتحدة عن طريق الآليات المناسبة للحـصول علي نوع من الاعتراف اللوجستي لتطوير عمل المركز وتمكينه من تنفيذ مشروعات مشتركة مع المنظمات الاقليمية والدولية.17 ـ التأكيد علي أن نيل المركز دعم المنظمات الدولية من شأنه أن يساعد علي تقديم المرجعيات العلمية الموضوعية والمستقلة للجغرافيات التي تشهد نزاعات محلية ذات أبعاد اقليمية ودولية كمشكلة دارفور في السودان، ومشكلة الجزر الاماراتية المتنازع عليها مع ايران، وقضية النزاع في الكونغو، وبالتالي تمكين الثقافة من المشاركة في خلق الحوار وتكريس السلام العالمي. 18 ـ ايــــــلاء اهتمــــــام مركز للتراث الشفـــاهي لأدب الرحلة جمعاً وتوثيـــــقاً وتحقيقاً ودراسة ونشراً.19 ـ انشاء موقع الكتروني تحت اسـم ندوة الرحالة العرب والمسلمين: اكتشاف الذات والآخر يتوفر علي أعمال الندوة ووثائقها ومناقشاتها المكتوبة والمرئية والمسموعة باللغتين العربية والانكليزية لتكون في متناول دائرة أوسع من المختصين والمهتمين. كاتب من المغرب0

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية