نحو رد الاعتبار لنظرية المؤامرة!

حجم الخط
0

نحو رد الاعتبار لنظرية المؤامرة!

نحو رد الاعتبار لنظرية المؤامرة! قبل أن يساء فهمنا ونتهم بأننا نلقي تبعة عجزنا وجريرة أخطائنا علي الغرب والاستعمار و إسرائيل كما درج كثير من الكتاب علي أن يفعل، ونحاول تبرئة هذه الأمة من تهم التقاعس والتخاذل، وربما عمالة بعض أبنائها الضالين لقوي الطغيان العالمي، نستدرك فنؤكد أن المؤامرات التي اخترقت دفاعات أمتنا لم تكن لتخترقها لولا ضعف تلك الدفاعات وهشاشة المستحكمين خلفها! فقبل سنوات قليلة، وبالاستناد إلي حفنة من مثل تلك الوثائق التي أفرجت عنها إمبراطورية الشر الأمريكية، أعدت الباحثة فرانسيس ستونر سوندرز أطروحة علمية متميزة لنيل درجة الدكتوراه من جامعة أكسفورد، عنونتها بعنوان رئيــــس ذي دلالة واضحة هو: من دفع أجرة الزمار ، وألحقته بعنوان فرعي أكثر مباشرة ووضوحاً يقول: المخابرات الأمريكية والحرب الثقافية الباردة . في تلك الأطروحة القيمة، فضح موثق للدور القذر الذي لعبته المخابرات الأمريكية، بمساعدة تابعتها البريطانية أحياناً، لتجنيد المثقفين حول العالم، بوعي منهم أو بدون وعي، بغية تمرير سياسات أمريكا وتحقيق مصالحها، بل جرائمها، العليا. ومجلات عربية مهمة ومثقفون كبار استدرجوا في حين من الدهر إلي أفخاخ المساهمة، غير الواعية ربما، في إنجاح ذلك الدور المشبوه.وفي عام 2001، وبالاعتماد هذه المرة علي وثائق تحررت من الأدراج السرية لحكومة التاج البريطاني، خرج إلي النور كتاب آخر مهم قام بتحريره كل من يوجين روجان و آفي شاليم يحمل عنوان: حرب فلسطين: إعادة كتاب تاريخ حرب عام 1948 . يسلط الكتاب في بعض جوانبه الضوء علي اتصالات وترتيبات سرية مريبة، سواء علي المستويات العربية أو الغربية أو الصهيونية، منفردة ومجتمعة، تمخضت في نهاية المطاف عن تضحية حكوماتنا العربية الباسلة بفلسطين.والواقع ان المكتبة العالمية والعربية زاخرة بمئات الكتب الرصينة والموضوعية والموثقة التي لا تترك مجالاً للشك في أن هناك مؤامرة بالفعل تستهدف أمم الأرض غير الغربية عامة، وأمتنا العربية الإسلاميـة بشكل خاص. وكتُب هيكل مبذولة لكل مهتم، ولكن لا أحد يقرأ مع الأسف الشديد من أبناء هذه الأمة المتعبة، إلا من رحم ربي، أما الذين يقرأون فنكاد نزعم إنهم أحرص الناس علي إخفاء ما يقرأونه أو تزييفه أو إنكار صحته!نعم أيها المسفهون لنظرية المــــؤامرة، هناك مؤامرة، بل مـــؤامرات خطيرة مفزعـــــة، ما انفكــــت خيوطــــها تحاك في الظـــــلام لإدامة إخضاع الأمة العربـــية الإسلامية وتمزيقها، وحـــرمانها من الوحدة والنهــــوض وحمل الرسالة التي ما قامت لتلك الأمة قيامة إلا بها.خالد سليمان[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية