نجاح رئيس الشاباك لا يقاس بقدرته علي تصفية الجهاد وحماس وتحويل الضفة الي سجن كبير

حجم الخط
0

نجاح رئيس الشاباك لا يقاس بقدرته علي تصفية الجهاد وحماس وتحويل الضفة الي سجن كبير

عليه العمل لايجاد افق سياسي ايضانجاح رئيس الشاباك لا يقاس بقدرته علي تصفية الجهاد وحماس وتحويل الضفة الي سجن كبير شمعون بيريس، سابقا في حزب العمل والآن في كديما، حذر ـ هدد في نهاية الاسبوع أنه اذا تمكنت حماس من السيطرة علي السلطة الفلسطينية، فان خريطة الطريق ستحمل علامة استفهام ، وسنترك السؤال عما اذا كانت خريطة الطريق ـ البقية الأخيرة لعملية السلام ـ قد كانت في يوم من الايام تحت علامة قراءة . لنفترض أن اتفاقية السلام مع الفلسطينيين كانت ولا تزال مصلحة استراتيجية من الدرجة الاولي لدولة اسرائيل. فمن الذي يتحمل ـ حسب رأي الحائز علي جائزة نوبل للسلام ـ المسؤولية عن فوز وازدهار المعسكر الاسلامي المتطرف علي حساب المعسكر العلماني البراغماتي؟ ومن الذي يتوجب عليه أن يدفع مقابل هذا الضرر؟.هناك ثلاثة اشخاص شركاء في عملية تصفية الشريك الفلسطيني. ولكن ما هو الثمن؟ انه فوزهم المؤكد تقريبا في الانتخابات القادمة. إن دور ومساهمة اثنين منهما (رئيس الوزراء شارون ووزير الدفاع موفاز) قد كُتب ما يكفي عنه. أما الشريك الثالث لهما آفي ديختر ، فانهم يستقبلونه في السياسة مثل طفل وُلد حديثا. فالجميع يدورون حوله ويروون قصص النجاحات ويغضون البصر عن الاخفاقات. فقد تملص من أرق الانتخابات التمهيدية بعد أن انضم متأخرا، والمسألة الوحيدة التي يمكن أن تُقلقه هي هل سيقوم المعلم الأكبر بتعيينه وزيرا للدفاع أم، علي الأقل، سيُعينه وزيرا للأمن الداخلي، والذي ستكون من بين صلاحياته المسؤولية عن الشاباك !. آفي ديختر يُعتبر من المقتنيات الناجحة لحزب كديما، وخصوصا، وربما فقط، من أجل الحرب الضروس التي شنّها ضد الفلسطينيين. لا يمكن قياس نجاح رئيس جهاز الأمن العام بعدد الاسرائيليين الذين قُتلوا خلال فترة ولايته، ولا بالنسبة لعدد العمليات المسلحة التي تمكن جهازه من إفشالها. نجاح جهاز الشاباك ، وكذلك الجيش الاسرائيلي، يُقاس بقدرتهما علي لجم الفلسطينيين دون الإضرار بحرية المناورة السياسية للمستوي السياسي. إن تعزز حماس، وكذلك القرار بالتخلي عن المفاوضات مع م.ت.ف الفلسطينية من اجل انسحاب أحادي الجانب، تشهد كألف شاهد علي تضاؤل وتراجع حرية المناورة الي درجة الصفر.إن استمرار اطلاق صواريخ القسام من قطاع غزة، والخراب المتصاعد في الضفة الغربية منذ تنفيذ خطة الانفصال أحادية الجانب، يجب أن توقظ الاشتياق لاتفاقات اوسلو ولـ جنّة ياسر عرفات . من الواضح والمفهوم أنه لا يمكن رفع اللوم عن المستوي السياسي ولا القيادة الفلسطينية عن ذلك، ولكن ديختر وشريكه موشيه يعلون، رئيس هيئة الاركان السابق، هما اللذان غلّبا سياسة استعمال القبضة الحديدية تجاه المواطنين الفلسطينيين، وهو التوجه الذي جسد ثمن الخسارة ، وكان السبب في استمرار تدفق الاشخاص من معسكر السلام الي صفوف المنظمات التي تعِد هؤلاء الاشخاص بجنّة عدن، وأن لا شيء سيخسرونه من ذلك. استطلاع الرأي الأخير الذي أشرف عليه الدكتور خليل الشقاقي، والذي نفذه في اطار مشروع بحث مشترك مع معهد ترومان، يشير بوضوح الي تراجع حاد في التأييد الفلسطيني وبجميع المقاييس لما عُرف بخطة كلينتون، وخصوصا في مسألة تسوية في موضوع القدس، (مقابل ارتفاع في التأييد لها في الشارع الاسرائيلي). كما يشير الاستطلاع الي ارتفاع في نسبة تأييد العنف، بما فيه العمليات الانتحارية.الأفق السياسي لـ آفي ديختر كان أُفقا ممنهجا لا يتوقعون منه إلا النجاح في المسار التنفيذي. لكن رئيس الشاباك لا يحصر قدرته فقط في عمليات التصفية لرؤساء الجهاد الاسلامي، ولا في اعتقال نشطاء حماس، ولا في تحويل المناطق الي سجن كبير. إن رئيس الشاباك الذي لا يُنير الطريق أمام المستوي السياسي (وفي حالات خطيرة كهذه، إنارة الطريق أمام الجمهور ايضا) لا يمكنه التنصل من كل ما له علاقة بالثمن الذي سندفعه حين نُظهر السلطة الفلسطينية كعدو، وكذلك تدمير البنية التحتية الأمنية والمدنية التي تمكنت من اقامتها – حتي في زمن شغله لمنصبه.إن رئيس جهاز الأمن العام الذي لا يدفع الحكومة الي دعم ومساعدة المعتدلين في المناطق ـ مثل اطلاق سراح السجناء ـ يُعتبر شريكا في ازدياد قوة المتطرفين. إن دعوة ديختر ليكون أحد قادة حزب اريك شارون لا يشير فقط الي أنه لم يُحذّر (الحكومة) من نتائج وأبعاد سياسة لا يوجد شريك ، بل يشير الي أنه أتمّها.ربما هذا هو الوقت الذي نتذكر فيه أنه خلال فترة حكم بنيامين نتنياهو فان عدد العمليات المسلحة قد انخفض الي أرقام معدودة، ففي تلك الايام حرص رئيس الوزراء علي تواصل في الاتصالات مع رئيس السلطة الفلسطينية، كما أن مصطلح مسيرة السلام لم يتم إهماله، وكان يوجد حينها، كذلك، رئيس لجهاز الأمن العام، عامي أيلون، الذي كان يُحذّر صبح مساء بأن من لا يريد عرفات سوف يحصل علي حماس.عكيفا الدار(هآرتس) ـ 2/1/2006

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية