نجاح الاحزاب في اسرائيل يعني عزوف الناخبين عنها لانها أدت الدور المطلوب منها والبحث عن بدائل جديدة اخري

حجم الخط
0

نجاح الاحزاب في اسرائيل يعني عزوف الناخبين عنها لانها أدت الدور المطلوب منها والبحث عن بدائل جديدة اخري

نجاح الاحزاب في اسرائيل يعني عزوف الناخبين عنها لانها أدت الدور المطلوب منها والبحث عن بدائل جديدة اخري لدينا هنا نوع من الاعتقاد الساذج بأنه اذا نجح الحزب في اعماله ووفي بوعوده – فسيعترف له الناخب بذلك ويصوت له مرة اخري. ليس هناك خطأ أكبر من هذا. في الدولة التي يعتبر فيها التدليل كلمة سيئة، هناك واقع آخر. كلما ازداد نجاح الحزب وكلما وفي بوعوده للناخبين كلما ازداد هجران الناخبين له وانتقلوا الي حزب آخر. هذا هو قانون النجاح المعاكس .مصير شينوي المرير يعبر عن هذا المبدأ بصورة واضحة. هذا الحزب حصل علي 15 مقعدا في الانتخابات السابقة عندما وعد بشن حرب كبري ضد الاصوليين. المشكلة هي أنه نجح في وعده. للمرة الاولي منذ سنوات تتشكل في البلاد حكومة من دون حركة شاس ووزارة الأديان (الوزارة أُلغيت) وإلغاء مئات المناصب المخصصة للنشطاء الاصوليين وإلغاء الميزانيات المحوّلة للمعاهد الدينية وتقليص نصف مليار شاقل في السنة من مخصصات المدارس الاصولية. بعد ذلك تم تقليص مخصصات الاطفال وايقاف التمييز فيها. مخصصات الطفلين الأول والثاني وصلت الي 170 شيكل في الشهر، أما الطفل الخامس فكان يتقاضي 850 شيكل. هذا كان حتي الانقلاب الذي أحدثته شينوي. وبفضلها تمت معادلة المخصصات لكل الأولاد. المغزي من ذلك واضح: مخصصات أقل للاطفال. شينوي أيد تقليص المخصصات وضمان الدخل وتخفيض ضريبة الدخل ـ كوسيلة لتشجيع الانتقال من المخصصات الي العمل. أيد الخصخصة والاصلاحات الهامة التي دفعت بالاقتصاد الي الأمام. السلطات المحلية التي اضطرت في عهد شاس الي تحويل الاموال للمؤسسات الدينية تخلصت من هذا العبء الفاسد.كما أن قوة الإكراه الديني تضاءلت هي الاخري. فجأة ليس هناك مراقبون في عيد الفصح لمراقبة كل من يتجرأ علي شراء المُحرمات في العيد. فجأة لم يعد هناك من يلاحق التجار الذين يفتحون محلاتهم يوم السبت. وبرز خيار الدفن العلماني للموتي بعد أن كان ممنوعا. الجنود الذين خدموا في الجيش ولكنهم لم يكونوا مُعرّفين رسميا كيهود حصلوا أخيرا علي الجنسية، الأمر الذي أتاح لهم جلب أهاليهم الي البلاد. وحتي الزنوج العبرانيين في ديمونا حصلوا علي اقامة دائمة – بعد عشرات السنين من التجاهل.شاس اختفت عن الأنظار علي المستوي الاعلامي. النجم الاعلامي، شلومو بنيزري الذي كان يظهر علي الشاشة يوميا، لا يُستذكر اليوم إلا في اطار لائحة الاتهام المقدمة ضده بتهمة الرشوة. ونفس الشيء مع يئير بيرتس من شاس الذي اعترف بتزييف اعمال أكاديمية وتوصي الشرطة بتقديم لائحة اتهام ضده بتهمة الرشوة.الاصوليون الذين تمت قصقصة أجنحتهم لم يعودوا سببا للتخويف. في ايام الجمعة لم يعد هناك تذمر علماني من الإكراه الديني وعدم احترام حقوق المواطن. الأمر الذي يهم الناخب المحتمل لشينوي هو مصير المفاوضات مع الفلسطينيين.في ظل هذا الوضع الجديد، يقول الناخبون لتومي لبيد وابراهام بوراز: نحن مُمتنون لكم فعلا علي وفائكم بوعدكم ونجاحكم في شطب القضية الاصولية عن جدول الاعمال، ولكن هذا هو السبب بالضبط من وراء قرارنا الانتقال الي حزب آخر يعكس جدول الاعمال الجديد ـ كديما . يوجد لشينوي حظ في أنه لم ينجح في تلبية كل ما وعد به. فشل في قضية تجنيد تلاميذ المعاهد الدينية للجيش، وفي سن قانون الزواج المدني. ولو كان قد نجح في هذه الامور لما حصل علي المقاعد الاربعة التي تعطيه إياها الاستطلاعات.اذا تسبب قانون النجاح المعاكس في عدم دخول شينوي الي الكنيست القادمة وعودة شاس الي الحكومة ـ فسيتغير جدول الاعمال مرة اخري. وما أن يعود الابتزاز الاصولي والإكراه الديني والتنكيل بالأقليات، حتي يعود ناخبو شينوي الي التذمر في ايام السبت والتساؤل عمن سيوقف الابتزاز ومن الذي سيدافع عن الخزينة العامة؟ ومن سيعالج الـ 300 ألف اسرائيلي الذين لا يستطيعون الزواج في البلاد؟ من الذي سيحرص علي حقوق المواطن عندما يكون وزير الداخلية من شاس؟ ومن سيكافح ضد الإكراه الديني؟ ومن الذي سيرسخ رؤية ليبرالية ـ انسانية يكون الانسان وحرياته وحقوقه في مركزها؟ أين اختفيتما يا لبيد وبوراز؟نحميا شترسلركاتب في الصحيفة(هآرتس) 19/1/2006

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية