نار الحرب تقترب من الثوب الايراني
نار الحرب تقترب من الثوب الايراني من الامور اللافتة للنظر ان وجود مسؤولين عرب في قمة المؤسسات الدولية يسهل مهمة الولايات المتحدة الامريكية في توظيف هذه المؤسسات في خدمة حروبها ضد دول عربية واسلامية.وربما يفيد التذكير بان الادارة الامريكية، في زمن الرئيس الامريكي جورج بوش الاب شنت حربها علي العراق، مستخدمة اثني عشر قراراً استصدرتها عن مجلس الامن كغطاء، وبمساعدة الدكتور بطرس غالي امين عام الامم المتحدة الاسبق.واليوم تلجأ ادارة الرئيس جورج بوش الابن الي الدكتور محمد البرادعي، وهو عربي ايضا، حاصل علي جائزة نوبل في السلام، ورئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، من اجل فرض عقوبات تؤدي الي حرب ضد ايران بسبب برنامجها النووي.اجتماعات الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي استمرت ثلاثة ايام في فيينا واختتمت اعمالها امس، قررت احالة الملف النووي الايراني الي مجلس الامن. واكتفي الدكتور البرادعي بمناشدة الولايات المتحدة وايران بتخفيف حدة التصريحات، وطالب جميع الاطراف بتناول الامور بأعصاب هادئة وتخفيف حدة التصـــريحات. اي انه تحــول الي واعظ يقدم الارشادات والنصائح فقط، وكأن مهمته باتت محصورة بهذا الدور فقط.الدكتور البرادعي ربما يكون السبب المباشر او غير المباشر في اندلاع حرب نووية ثانية في العالم، لانه وافق ان يكون اداة في يد الولايات المتحدة والدول الغربية في مسعاها لتدمير ايران تحت ذريعة استمرارها في برنامجها النووي.كان من الاشرف للدكتور البرادعي ان يعقد مؤتمرا صحافيا، ويعلن استقالته من منصبه لانه لا يريد ان يتحمل تبعات النتائج التي ستترتب علي توظيف الولايات المتحدة له ولوكالته من اجل خوض حرب ضد بلد لم يقدم علي اي مخالفة للقانون الدولي حتي هذه اللحظة ويحاسب علي نواياه وليس بناء علي الوقائع العلمية علي الارض.فضمير السيد البرادعي تكلس كليا تجاه الملف النووي الاسرائيلي، ولم يقد حملة، بحكم موقعه، للتأكيد علي رفض اسرائيل توقيع معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية، وفتح منشآتها النووية بالتالي لخبراء وكالته من اجل التفتيش الدولي اسوة بما فعلته ايران.اننا نعيش مرحلة مماثلة لتلك التي سبقت غزو العراق واحتلاله وتدميره، فديك تشيني نائب الرئيس الامريكي قال ان البرنامج النووي الايراني يشكل خطرا علي المصالح الامريكية وبلاده لن تسمح لايران بامتلاك اسلحة نووية وكل الخيارات مفتوحة بما في ذلك الخيار العسكري. ودونالد رامسفيلد كرر الشيء نفسه، وفي المكان نفسه، اي في المؤتمر السنوي لمؤتمر اللوبي اليهودي الامريكي في نيويورك.الادارة الامريكية الحالية خسرت الحرب في العراق، مثلما فشلت في حربها ضد الارهاب في افغانستان، وهي تستعد الآن للقفز الي حرب جديدة ضد ايران للتغطية علي فشلها في الحربين المذكورتين.اي عقوبات امريكية ضد ايران ستؤدي الي تصعيد الحرب الاهلية في العراق، وجر المنطقة العربية الي حروب اهلية وطائفية، تؤدي الي زعزعة امنها واستقرارها، ووضع العالم امام ازمات اقتصادية طاحنة.ايران هددت باستخدام سلاح النفط دفاعا عن نفسها، وهي تنتج حوالي اربعة ملايين برميل يوميا، ولكن ما هو اخطر من وقف انتاجها اقدامها علي اغلاق مضيق هرمز في فم الخليج الامر الذي يعني وقف تصدير 18 مليون برميل من النفط يوميا الي العالم الخارجي.امريكا تلعب بالنار، وكذلك ايران ايضا، ومن المؤسف ان من يتربع علي عرش وكالة الطاقة النووية الدولية التي ستستخدم كوسيلة لتفجير الحروب والاضطرابات في المنطقة هو عربي اسمه الدكتور محمد البرادعي.9