موريتانيا: رجال اعمال واثرياء ورجال دين يكرّسون عادة الزوجة الثانية والحاجة المادية والخوف من العنوسة يدفعان النساء للقبول بها

حجم الخط
0

موريتانيا: رجال اعمال واثرياء ورجال دين يكرّسون عادة الزوجة الثانية والحاجة المادية والخوف من العنوسة يدفعان النساء للقبول بها

دراسة تشير لانتشار الزوجة السرية أو لمجيحيدة بقوة في المجتمعموريتانيا: رجال اعمال واثرياء ورجال دين يكرّسون عادة الزوجة الثانية والحاجة المادية والخوف من العنوسة يدفعان النساء للقبول بهانواكشوط ـ القدس العربي من عبد الله السيد:كل واحد له زوجة هي أم العيال وله الي جانبها في مكان ما زوجة سرية أو امجيحيدة كما يسمونها هنا في هذا المجتمع الذي يمتاز بارتفاع منسوب الغيرة وارتفاع معدلات الطلاق الناجمة عنها.وتؤكد دراسة اجتماعية نشرتها الوكالة الموريتانية للأنباء أن نسبة متنامية من النساء يقبلن بالزواج السري، امّا لكونهن مطلقات يعلن أسرا ويرغبن في من يساعدهن في ذلك، أو لأنهن فتيات تقدمت بهن سنّ الشباب ويخشين العنوسة أو فوات قطار الزواج، أو لأنهن مدفوعات بالحاجة المادية.قصص كثيرة لا يصدقها العقل وحيل متعددة لممارسي عادة أصبحت تنخر المجتمع وتفجر الفتن وحالات الطلاق وتفرق الأسر وتترك أطفالا أبرياء عرضة للضياع.المعلومات التي نشرتها الوكالة الرسمية دقت ناقوس الخطر معلنة تفشي الظاهرة لحدود غير معقولة بعد أن كانت تقليدا يجري العمل به في أوساط محدودة.ويلاحظ دارسون مهتمون بالشأن الاجتماعي الموريتاني أن المرأة العربية في موريتانيا تفضل أن يتزوج زوجها في السرّ علي أن يتزوج عليها في العلن، وهو ما يوصف بأنه هروب الي الأمام تمارسه بعض النساء الموريتانيات حفاظا علي أزواجهن مدفوعات بالخوف من أن يقال انهن أهينت كرامتهن بالزواج عليهن. وفي هذه الحالة عادة ما تلجأ المرأة الي التغاضي ما وسعها ذلك عن رغبات زوجها، الي أن تجد نفسها مضطرة لاعلان التمرد والتظاهر به، حين تدرك أن الجيران والأقارب باتوا علي علم بذلك الزواج.وتتردد في الأوساط النسائية قصص وشائعات حول لجوء كثير من الرجال الي الزواج السرّي، حيث توجد نسبة متنامية بين النساء يقبلن به مدفوعات في غالب الحالات بالحاجة المادية، فتلجأ المرأة الفقيرة عادة للرضوخ لرغبة الرجل الغني في الزواج منها سرّا. ومثل هذه الحالات تكثر بين كبار المسؤولين ورجال الأعمال, رغم ما يحمله هذا النوع من الزواج من الايذاء لزوجة السر التي قد يهددها الزوج بالطلاق في أي وقت، وقد لا يرغب بانجاب الأولاد منها.وتسبب هذه الزيجات السرية في الغالب نزاعات بين الزوجين، خصوصا بعد أن تجد المرأة نفسها مضطرة لكشف الزواج بعد حملها أو وضعها لمولود. وتكثر النزاعات المترتبة عن مثل هذه الزيجات السرية أمام مصلحة النزاعات الأسرية لدي وزارة شؤون المرأة في موريتانيا وأمام المحاكم المختصة. وغالبا ما يجد المسؤولون في وزارة الدولة لشؤون المرأة أنفسهم أمام الحرج اذا تعلق الأمر بمسؤول رفيع في الدولة سيتم استدعاؤه للتفاوض معه أو ارغامه علي تحمل مسؤولياته الأسرية. ويحلل سيدي المختار(24 سنة، طالب جامعي) هذه الظاهرة قائلا ان السرية قضية اجتماعية ترجع لعدة أسباب من أهمها في البداية البحث عن الحلال، مضيفا في مجتمعنا ترتفع مصاريف الزواج بالنسبة للرجل لذلك يلجأ بعض الرجال الي الزواج السري تحاشيا للمصاريف وتماشيا مع الدخل الذي يتوفر عليه (..) فمثلا بمبلغ قدره 5000 أوقية يمكن للرجل أن يتزوج في سرية و(يكفّ دينه). أما من الناحية الاجتماعية فالسرية عادة سيئة لأنها لا تضمن للمرأة كامل حقوقها الزوجية كما أنها أيضا في حالة وجود الأبناء تحرمهم من رؤية والدهم بصفة كافية، لأن السرية تنبني علي عدم الظهور الدائم للرجل بقرب المرأة .ويدافع الطالب بن ابراهيم صحافي (28 سنة) عن مايعتبره حلا لظاهرة العنوسة التي يسببها ما يرتبط بالزواج في المجتمع التقليدي من طقوس تكلف الكثير من الانفاق غير المبرر ، لأن الزواج السري، في نظره، يميل الي منطق المساومة اذ بالامكان أن يكون حلا لهؤلاء الذين لا يستطيعون تلبية تلك الطلبات . أما السيدة خدي بنت محمد (25 سنة، موظفة) فتري أن الزواج السري عادة سيئة كانت منتشرة وما زالت كذلك بين أوساط المجتمع الموريتاني. وتقول ان الدافع الأساسي للنساء الممتهنات للسرية هو الحاجة المادية البحتة في أكثر الأحيان مع وجود سبب آخر وهو حصول المرأة علي الأبناء من بلد طيب لأن أغلب الممارسين لها من الرجال هم رجال الدين والفقه وكذلك الأغنياء .وتضيف ان هؤلاء الممارسين غالبا ما يوجدون تحت ضغوط عائلية تمنعهم من الزواج العلني فيلجأون الي هذا النوع من الزواج لاشباع رغباتهم العابرة دون أن ينتبهوا الي ما قد يترتب من أضرار جسيمة علي المجتمع بشكل عام وعلي المرأة و(ابن السرية) بشكل خاص لأن الزوج السري كثيرا ما يضحي بحقوق المرأة .وتوضح بنت محمد ان ابن السرية فانه يتيم رغم وجود أبيه علي وجه البسيطة يتنعم ماشاء الله وهو محروم من خير أبيه وجاهه، وهذه لعمري هي أعظم مصيبة تصيب المجتمع . وتري السيدة بنت أحمد رئيسة مصلحة النزاعات الأسرية أن الزواج السري يكرس ظاهرة عدم توثيق عقود الزواج، وهو جريمة ترتكبها الزوجة وذووها بحق نفسها وأبنائها .أما السيدة لبنيك منت سوله رئيسة قسم سياسة الأسرة فتقول بأن ظاهرة الزواج السري تمثل تطورا خطيرا في الوسط الاجتماعي الموريتاني، وهو ما يضيف المزيد من المشاكل علي عاتق هذا المجتمع، حيث شكّل اقبال بعض النساء الموريتانيات علي مثل هذا الزواج دون وعيهن بالمشاكل التي قد يجرّ اليها في حالة انجابهن وما يترتب علي ذلك من قضايا اثبات النسب وغيرها بعدا خطيرا من أبعاد هذه الظاهرة . وتقول لعل السبب وراء تفاقم هذه الظاهرة يعود الي جهل المرأة الموريتانية بحقوقها واعتمادها الكلي علي الرجل وعدم استقلالها الاقتصادي والاجتماعي .وقد سعت مدونة الأحوال الشخصية الموريتانية الي محاصرة الزواج السري عبر اجراءات لابد من اتخاذها لاكمال الزواج، منها ضرورة ابرام عقد الزواج أمام ضابط أو وكيل للحالة المدنية تسجل فيه كل المعلومات عن الزوجين بما في ذلك زيجاتهم السابقة. الا أن الاقبال علي توثيق الزواج مازال ضعيفا ولا يقوم به الا قلة من أفراد المجتمع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية