موانئ دبي لن تتراجع عن صفقة شراء بي آند او البريطانية
رغم تصويت لجنة في الكونغرس بمنعها من ادارة موانئ امريكيةموانئ دبي لن تتراجع عن صفقة شراء بي آند او البريطانية دبي ـ واشنطن ـ اف ب ـ رويترز: صوتت لجنة نيابية امريكية نافذة امس الاول باغلبية ساحقة علي قطع الطريق امام حصول شركة موانئ دبي الدولية علي ادارة ستة مرافئ بحرية امريكية ما ينذر بمواجهة مع البيت الابيض الذي يؤيد شراء شركة بيننسلر آند اورينتال (بي آند او) البريطانية من قبل الشركة الاماراتية التي اكدت امس انها تمضي قدما في صفقة الشراء.وباغلبية 26 صوتا مقابل صوتين، اقرت لجنة السبل والامكانات في مجلس النواب الامريكي امس الاول تعديلا لمشروع متعلق بالموازنة يمنع موانئ دبي الدولية من وضع يدها علي المرافئ الامريكية الستة التي تملك بي آند او حق تشغيلها.واعتبر مشرعون جمهوريون وديموقراطيون ان الصفقة تشكل تهديدا للامن الامريكي.من جهته اقر زعيم الجمهوريين في مجلس النواب بون بونر بوجود مشكلة سياسية كبيرة تواجهها الغالبية التي يمثلها الرئيس بوش، وذلك قبل اشهر من انتخابات تشريعية صعبة في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.والتعديل الذي اقر في اللجنة البرلمانية ينص علي ان وضع يد موانئ دبي العالمية او اي من الشركات المرتبطة بها علي اي ايجارات او عقود او حقوق او اي موجبات اخري لشركة بي آند او يعتبر ممنوعا ولاغيا .ويمكن لهذا القرار ان يعلق صفقة شراء بي آند او من قبل موانئ دبي بما في ذلك ادارة المرافئ الامريكية الستة.الا ان الصفقة اصبحت نهائية بعد صدور حكم من محكمة استئناف لندنية برفض دعوي امريكية تطالب بالغائه.وكان الرئيس الامريكي جورج بوش حذر منذ اسبوعين من انه سيرفض اي تدبير يهدف الي الغاء عقد شراء بي آند او من قبل الشركة الاماراتية التي تملكها حكومة دبي، وهي الصفقة التي وافقت عليها السلطات الامريكية.ويمكن ان يقر هذا التعديل خلال الجلسة العامة للمجلس اعتبارا من الاسبوع المقبل في اطار التصديق علي نص يقر تخصيص حوالي 72 مليار دولار للعمليات في العراق وافغانستان.وفي مجلس الشيوخ حيث يبدو ان للتوجه الرئاسي تأثيرا اكبر، قام رئيس الغالبية الجمهورية بيل فيرست بمناورة بروتوكولية تجنب التصويت علي الصفقة كما كانت تطالب المعارضة الديموقراطية.الا ان الديموقراطيين قرروا الاستمرار في الدفع باتجاه طرح التعديل للتصويت. وقال السناتور الديموقراطي ديك دوربن سوف نستمر بالدفع باتجاه طرح المسألة للتصويت حتي يعي هؤلاء الجمهوريون في الاغلبية الحقيقة .وفي دبي قالت مصادر ذات اطلاع علي الصفقة ان التصويت لم يدفع موانئ دبي العالمية للتخلي عن الموانئ الستة التي تدور حولها عاصفة سياسية. وقال محللون ان الضجة السياسية كان من المؤكد أن تزعج قطاع الاعمال في أكبر منطقة مصدرة للنفط في العالم وهي مصدر تتزايد أهميته لتمويل العجز الهائل في ميزان المعاملات الجارية الامريكية.وقال وضاح الطه من بنك أبوظبي الوطني انها ازدواجية في المعايير الامريكية… هل تعتقد أن الشركات والحكومات هنا لن يكون لها رد فعل او حتي انتقام . وأضاف أن من المرجح أن تتصدر المسألة محادثات تجارية تعقد في وقت لاحق من هذا الشهر بين الولايات المتحدة ودولة الامارات العربية. وعززت أزمة الموانئ المخاوف في الشرق الاوسط من أن الاستثمارات في الولايات المتحدة باتت تمثل مخاطرة سياسية للعرب والمسلمين. ويقول بعض العرب ان المعارضة الامريكية للصفقة تتسم بالعنصرية. ويقول بعض الساسة الامريكيين ان الامارات كانت في السابق متعاطفة مع المسلحين الاسلاميين مشيرين الي أن اثنين من خاطفي الطائرات في هجمات 11 ايلول (سبتمبر) 2001 جاءا من ذلك البلد. وقال مسؤولو شركة موانئ دبي انهم يمضون قدما في خطط دمج مجموعة بي آند او البريطانية للموانئ والعبارات التي تدير الموانئ الامريكية محل النزاع. وقال متحدث باسم موانيء دبي ان الشركة ستعلن قريبا شطب أسهم بي آند او بعد أن وافق حملة الاسهم علي صفقة الاستحواز التي تبلغ قيمتها 6.8 مليار دولار. ويطير سلطان أحمد بن سليم رئيس موائ دبي ومحمد شرف المدير التنفيذي للشركة الي لندن هذا الاسبوع لمناقشة عملية دمج الشركتين التي ستنشأ عنها ثالث أكبر شركة موانئفي العالم. وقال ابن سليم اننا نجري تقييما للوضع . وقال محمد شرف الرئيس التنفيذي لشركة موانئ دبي العالمية في مقابلة نشرت امس ان الشركة ليس لديها خطط لبيع عملياتها التي حصلت عليها في الاونة الاخيرة لادارة ستة موانئ امريكية. وقال شرف ان شركته سوف تتخذ كل الاجراءات الممكنة من الناحية الانسانية لتبديد المخاوف من ان يعرض استحوازها علي الموانئ امن الولايات المتحدة للخطر. وقال في مقابلة مع صحيفة (فاينانشال تايمز) البريطانية لم نفكر حتي مجرد تفكير في ذلك (بيع عمليات ادراة الموانئ) لدينا اعمال نديرها والولايات المتحدة جزء من ذلك .وقالت الصحيفة في موقعها علي شبكة الانترنت ان مجموعة خاصة للاستثمار في الاسهم فاتحت موانيئ دبي العالمية بشأن شراء عملياتها في الولايات المتحدة. ولم يذكر تقرير الصحيفة الذي نقل عن اناس لم يذكر اسماءهم علي دراية بالمسألة تفاصيل اخري. وتعهد شرف ببذل كل ما في وسعه للمحافظة علي الامن في الموانئ. وقال للصحيفة نحن علي يقين ان الاجراءات التي نتخذها هي علي اعلي معايير نعرفها ويعرفها اي شخص اخر في المجال الامني . واضاف قوله اذا ارادت (السلطات الامريكية( ان تفعل شيئا اخر اذا كان ممكنا من الناحية الانسانية فسوف نفعل ذلك .وتتصاعد المخاوف من أن تؤثر تداعيات أزمة الموانئ علي العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة ودول الخليج العربية. وقالت وزيرة الاقتصاد الاماراتية الشيخة لبني القاسمي الاسبوع الماضي ان الازمة قد تدفع دولا أخري الي تحويل استثماراتها من الولايات المتحدة. وحذرت الشركات الامريكية في الامارات أمس الاول من أن تجارة تزيد قيمتها عن ثمانية مليارات دولار بين الولايات المتحدة ودولة الامارات قد تصبح مهددة.4