مواجهة عنيفة بين حزب الله و أمل وجنبلاط بعد وصفه سلاح المقاومة بسلاح الغدر
العراك السياسي ينتقل من داخل الحكومة الي الشارع.. والسنيورة يجري اتصالات للتهدئةمواجهة عنيفة بين حزب الله و أمل وجنبلاط بعد وصفه سلاح المقاومة بسلاح الغدربيروت ـ القدس العربي ـ من سعد الياس:اختتم الاسبوع في بيروت علي انتقال الازمة السياسية من الحكومة الي الشارع مع اول عراك بين الفريق الشيعي والتنظيمات الموالية لسورية من جهة وبين حكومة 14 آذار من جهة أخري. وتزامن هذا العراك الذي دارت رُحاه علي عتبة السرايا الحكومية حيث كان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة مجتمعاً مع مساعد وزيرة الخارجية الاميركية دايفيد ولش مع اندلاع أعنف مواجهة بين رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط وكل من حزب الله و حركة أمل اللذين قررا الخروج عن الصمت والرد علي مواقف الزعيم الدرزي الذي يحمّلونه مسؤولية تعطيل المبادرة العربية لحل ازمة اعتكاف الوزراء الشيعة ومعالجة التوتر في العلاقات اللبنانية السورية. وقد حمل هذا التوتر الرئيس السنيورة علي إجراء اتصالات للتهدئة بكل من رئيس مجلس النواب نبيه بري والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والنائب جنبلاط وشدّد علي وقف الحملات السياسية والتصريحات المتشنجة قطعاً للطريق امام المصطادين بالماء العكر وجرّ البلاد الي أماكن لا يرغب بها إلا العدو. وأكد علي حق الطلاب الطبيعي في التظاهر أينما يشاؤون بفعل النظام الديمقراطي، لكنه اعتبر في الوقت نفسه أن القوي الامنية هم إخوة للطلاب معارضاً الاعتداء علي هذه القوي. وكانت ساحة رياض الصلح القريبة من المقر الحكومي تحوّلت الي ساحة مواجهة يوم السبت الفائت بين المنظمات الشبابية المنضوية تحت لواء رفض الوصاية الامريكية وبين القوي الامنية التي منعت الشبان من تخطي الحاجز الحديدي الذي أقامته علي بعد 50 متراً من السرايا بعدما اطلقوا الهتافات ضد امريكا والوصاية الاجنبية ووزير الداخلية حسن السبع والمؤيدة للرئيس بشار الاسد. وقد إضطرت القوي الامنية الي استخدام خراطيم المياه والغاز المسيّل للدموع لتفريق المتظاهرين، فيما ردّ الشبان باستخدام العصي والحجارة والبيض، وينتمي هؤلاء الشبان الي حزب الله و حركة أمل و الحزب السوري القومي الاجتماعي ، و حركة الشعب التي يرأسها النائب السابق نجاح واكيم. وقد أسفرت المواجهات عن اصابة سبعة عسكريين وأربعة مدنيين بحسب بيان قوي الامن الداخلي، فيما تحدث تلفزيون المنار لتابع لحزب الله عن اصابة 15 طالباً بجروح، وقد تولّت المحطة علي مدي ساعات التحريض علي سقوط الحكومة واستصراح سياسيين موالين لدمشق هاجموا الحكومة ورئيسها ووصفوهم بأنهم جزء من عصابة جواسيس تخدم اسرائيل وتنفّذ تعليمات دايفيد ولش ، واستغربوا كيف أن القوي الامنية لم تقمع الشبان الذين قطعوا الطريق الساحلية في بلدة الناعمة. ويُشار الي أن طلاباً من فريق 14 آذار حاولوا بعد تظاهرة الموالين لسورية في رياض الصلح قطع الطريق امام محلة الكرنتينا بإطارات السيارات إلا أن القوي الامنية تدخلت وفتحت الطريق. وتزامنت هذه المواجهة في الشارع مع اشتباك سياسي بين النائب جنبلاط والفريق الشيعي علي خلفية كلام الزعيم الدرزي قال فيه ان شعب 14 آذار أقوي من السلاح الذين يملكونه، سلاح الغدر الذي يدّعون أنه للتحرير، وأقوي من السيارات المفخخة والعصابات التي تتمركز هنا وهناك في حارة الناعمة وغيرها والمغاور، وكله تحت شعار الصراع العربي ـ الاسرائيلي، كفانا هذه الكذبة الكبري . وعن تعليق وزراء أمل و حزب الله المشاركة في الحكومة قال جنبلاط غريب أمر الوزراء، استقالوا، لم يستقيلوا، خرجوا لم يخرجوا، لكن دون ذلك ألاعيب خطيرة لاْننا كنا علي مشارف مؤتمر دعم اقتصادي للبنان (بيروت1) استكمالاً لما فعله الشهيد رفيق الحريري في (باريس1) و(باريس 2) ، واضاف يبدو أنهم يريدون تعطيل (بيروت 1) كي يفقر الشعب اللبناني أكثر وأكثر ويهاجر إلا طبعاً الذين يستفيدون من الدعم النفطي من الدول غير العربية بإسم القضية والمزايدة بالصراع العربي ـ الاسرائيلي .وردّ حزب الله علي جنبلاط، معتبراً أن وصفه لسلاح المقاومة بسلاح الغدر هو أخطر ما قاله جنبلاط حتي الآن في حفلة جنونه القائمة منذ اسابيع. وهذا الوصف الغادر قد تجاوز كل الخطوط الحمراء وكل الضوابط والقيم والمصالح والموازين. وإننا اليوم نحتكم الي ضمير الشعب اللبناني والي شعوب امتنا العربية والاسلامية لتحكم بيننا وبين من ظلمنا ، سائلاً أيهما سلاح الغدر؟ سلاح المقاومة أم سلاح وليد جنبلاط؟ هل السلاح الذي حرّر وحمي وأعز لبنان أم السلاح الذي دمّر وهجّر وأحرق وقتل وارتكب المجازر؟ وختم ردنا الليلة في هذه العجالة هو جملة مختصرة: أيها اللبنانيون لو تجسّد الغدر رجلاً في هذا الزمن الرديء لكان إسمه وليد جنبلاط .كذلك ردّت حركة أمل علي تصريحات جنبلاط مشيرة الي أنها كانت آلت علي نفسها كظم الغيظ والتمهل علّ الرشد يعود لمن يظن أنه عاد الي عهد المتصرفية ، وأعلنت أن آخر من يحق له الكلام علي الولاء الوطني هو الذي كما يعـــــلم الجميع آخر من تعرّف الي علَم لبنان ، واتهمته بتنصيب نفسه قيّماً علي الحكومة وهـــو ليس رئيس وزرائها ، مستهجنة كيف يحق له أن يطالب وزراء الحركة والحزب بالخضوع لامتحان العودة وهو صاحب الدور الاساس في إفشال كل اتفاق ووفاق حول هذا الامر ، وواصل امس النائب علي بزي الحملة علي جنبلاط متهماً إياه بأخذ لبنان الي الانزلاق واصفاً إياه بـ وليد باشا .