مهاجمة رافضي اعتذار الدنمارك وقبولهم انتهاكات أنظمتهم.. وسخرية من وزراء الداخلية العرب.. ومصادرة الأخبار الحكومية لنشرها الرسوم
اختلاط فرحة فوز الفريق القومي لكرة القدم بالأحزان علي كارثة العبارة وتوجيه الاتهامات لمسؤولين في النظام شركاء لصاحبها.. وانتقادات لجمال مباركمهاجمة رافضي اعتذار الدنمارك وقبولهم انتهاكات أنظمتهم.. وسخرية من وزراء الداخلية العرب.. ومصادرة الأخبار الحكومية لنشرها الرسومالقاهرة ـ القدس العربي ـ من حسنين كروم: كانت الأخبار والموضوعات الرئيسية في الصحف المصرية الصادرة يومي السبت والأحد عن الأخبار الحزينة بغرق العبارة السلام 98 التي تعمل بين ميناءي ضبا السعودي وسفاجا المصري علي البحر الأحمر وغرق أكثر من الف مصري. في واحدة من الكوارث المروعة وارسال زعماء العالم برقيات تعازي للرئيس مبارك وتوجيهه رسالة حزينة للشعب وأمره باجراء تحقيق شامل فيما حدث وزيارة الناجين في مستشفيات الغردقة واشتباكات بين الشرطة والأهالي الذين أحاطوا بميناء سفاجا وتحقيقات صحافية وأحاديث مع الناجين وتصريحات وزير النقل محمد منصور وتضارب الروايات حول أسباب الكارثة، واختلطت مظاهر الحزن واللوعة بمظاهر الفرح بفوز فريقنا لكرة القدم علي فريق الكونغو في بطولة كأس الأمم الأفريقية واستمرار ردود الأفعال في الدول العربية والاسلامية علي نشر رسوم كاريكاتيرية مسيئة لنبينا الكريم (ص) وحرق المتظاهرين في العاصمة السورية دمشق سفارتي الدنمارك والنرويج، وهو عمل لا يليق بالمرة، وبيان وزارة الصحة عن خلو مصر من مرض شلل الأطفال واستمرار الجهود للتوصل الي حل بين المتنازعين في حزب الوفد يسمح باعادة اصدار الجريدة بعيدا عن التنازع علي رئاسة الحزب وتصريح النائب العام المستشار ماهر عبد الواحد، بأن قراره تمكين الدكتور نعمان جمعة من دخول الحزب لا يمتد الي الجريدة وتحقيق نيابة أمن الدولة مع الكاتب الصحافي جمال بدوي بسبب مقاله في المصري اليوم الذي هاجم فيه قرار النائب العام وصرفه بعد انتهاء التحقيق وتهديد عدد من منظمات حقوق الانسان وحركة كفاية باللجوء الي المحكمة الجنائية الدولية لعرض شكواها من الاعتداءات التي تعرضت لها الصحافيات وهتك أعراضهن والاعتداء علي الصحافيين بعد تأييد غرفة المشورة قرار النائب العام حفظ التحقيقات وانتهاء معرض القاهرة الدولي للكتاب وبدء المحاكمة الشعبية التي يجريها الاتحاد العام للمحامين العرب لمجرمي الحرب، بوش وبلير وشارون والسماح بدخول النائب البريطاني جورج غالاوي بعد منعه عدة ساعات في المطار، واعتداء اسرائيلي علي أشقائنا الفلسطينيين في غزة واستشهاد ثلاثة ـ الي جنة الخلد ـ وضبط عدد من مروجي المخدرات والهاربين من تنفيذ الأحكام. ثم نبدأ في تقرير اليوم.الاساءة للرسولونبدأ بردود الأفعال ضد الدانمارك بسبب نشر احدي صحفها رسوما كاريكاتورية مسيئة لنبينا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام وستكون من المصري اليوم يوم السبت، الأولي لصديقنا المحامي ومدير جماعة تنمية الديمقراطية والناشط في مجال حقوق الانسان ـ نجاد البرعي الذي قال: 1 ـ أنه لا يمكن بدعوي حرية التعبير اهانة المعتقدات أو الأديان، أو الترويج لمقالات عنصرية أو طائفية، فهذا أمر غير مقبول وفقا لأي ميثاق دولي يحترم حرية التعبير باعتبارها، كما أطلق عليها تقرير التنمية الانسانية الأول، المفتاح لغيرها من الحريات ولا يمكن أن تستخدم لاهانة وتسفيه الآخرين.ومن ناحية أخري فقد كشف رد الفعل عن تأثير الديكتاتوريات القبيحة فينا، فأغلب من قرأت لهم من المفكرين أو كتاب الأعمدة أو سمعت منهم كانوا علي قلب رجل واحد يطلبون من حكومة الدانمارك أن تقدم اعتذارا عما حدث، وأن تنزل أشد العقاب بالصحيفة ومحرريها، وهو أمر مضحك ومبك، فالصحافيون والمثقفون العرب، والمصريون في القلب منهم يتصورون ان حكومة الدانمارك مثل الحكومة المصرية وغيرها من الحكومات العربية تستطيع أن تمنع صحيفة من الصدور أو تعاقب صحافياً علي رأي كتبه بعقوبة الحبس أو تحيله الي محكمة الجنايات، أو أن المجلس الأهلي للصحافة في الدانمارك صورة من مجالس الصحافة العربية يملك أن يوقف صدور الجريدة أو يمنع طبعها وأن يشرد الصحافيين العاملين فيها، وعبثا حاول سفراء الدنمارك في العالم العربي شرح تلك النقطة الا أن ذلك ضاع هباء، فالحكومة الدانماركية لا بد أن تكون صورة من الحكومات العربية، تملك سلطة اغلاق الصحف أو تسن قوانين تؤدي الي حبس الصحافيين، والمدعي العام فيها لا بد وان يكون مثل غيره من المدعين العموميين في بلداننا العربية تابعاً للسلطة التنفيذية يحيل الي المحاكمة من تري الحكومة ضرورة احالته اليها، ويحفظ التحقيق عندما يكون في صالح الحكومة حفظ التحقيق. ان علينا أن نسلم بأن الغرب لم يحاول أبدا أن يفهم تلك المنطقة وعاداتها وتقاليد أهلنا، فلباس العرب ومظهرهم هو دليل تخلف وديانتهم وعاداتهم تقاليدهم هي دليل وحشية وجاهلية، وفي غضون السنوات العشر الأخيرة يمكن لنا أن نرصد تزايد ظاهرة العداء للعرب والمسلمين بشكل لم يسبق له مثيل، علي أنه لا يجب أن نعفي أنفسنا من حقيقة أننا لعبنا دورا في تشكيل تلك الصورة السلبية للعرب المسلمين في الوجدان الغربي، فلم نقدم للغرب الا المهجور من قواعد الدين الاسلامي، والمرذول من عاداتنا الاجتماعية، بل ان من قدم منا شيئا يلقي احترام العالم وتقديره اغتلناه بطريقة أو بأخري باسم الاسلام وان لم يكن لحسابه والقائمة طويلة لا تبدأ بالدكتور فرج فودة ونجيب محفوظ ولا تنتهي بنصر حامد أبو زيد. وحتي لا يبدو وكأننا نتكلم عن الماضي البعيد نسبيا فان تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين قد حول كثير من الأقلام زعيمه أبو مصعب الزرقاوي الي غيفارا جديد، بينما هو في حقيقة أمره ليس أكثر من مرتزق قاتل جبان لا يكفيه ماء بالبحر كله ليتطهر من دماء المسلمين التي أزهقها بحجة قتال الأمريكيين في العراق!!! .وفي نفس العدد كان مقال الكاتب الساخر الموهوب بلال فضل الذي قال فيه في نفس العدد: جميل جدا ان تجتمع هذه الأمة علي شيء حتي لو كان مقاطعة الجبنة الدنماركية، لكن الذي ليس جميلا أبدا أن يتخذ الكثيرون من قضية الرسوم الدانمركية الحقيرة المسيئة لسيدنا النبي سبيلاً للمزايدة السياسية وغسيل المواقف وتصفية الحسابات، وهو ما يبلغ ذروته في بيان مؤتمر وزراء الداخلية العرب، الذين لم أكن أعرف أن قلوبهم واكلاهم علي سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام وأنهم يرفضون الاساءة اليه، وهو أمر أتمني من الله أن يضعه في صحائف حسناتهم الخاوية، لكن من الواجب أن نذكرهم بأن سحل الناس في الشوارع وتوصيل الكهرباء الي مؤخراتهم واتهامهم بالباطل وهتك أعراضهم وخدش حيائهم وقتلهم من التعذيب وانتهاك آدميتهم، كل هذا يسيء الي سيدنا النبي أكثر من الرسوم الدانمركية، وقد جاء في الحديث الشريف أن هدم الكعبة المشرفة حجرا حجرا أهون عند الله تعالي من سفك دم مسلم، لذلك أتمني اذا كان مشايخنا الأفاضل وزراء الداخلية قلوبهم فعلا علي سيدنا النبي وعلي الاسلام، أن يرونا تطبيقا عمليا لذلك في التعامل مع المواطن الذي كفر بسبب بطشهم وجبروتهم. ليس موقف وزراء الداخلية ـ زاد الله تقاهم ـ هو الوحيد الذي يدعو للتساؤل والأسي، بل هو حال هذه الشعوب التي عندما تشاهدها في هذا الموقف تشعر بأنها بخير وأنها يمكن أن تغير واقعها وحياتها، لكنك اذا وسعت زاوية الرؤية قليلا، لأدركت أنها ليست بخير وانها تختار المعارك السهلة دائما، يعني لماذا لم نر هذه الحرقة علي الاسلام عندما تمت اهانة المصحف في غوانتانامو، ولماذا سكتنا من اول اعتذار، هل لأن أمريكا لا تنتج الجبنة أم لأننا جبناء نختار قطع المعارك التي يسمح لنا بها الحكام، هنا أسأل ملايين المسلمين الذين أقدر حماسهم وغيرتهم علي النبي صلي الله عليه وسلم، هل تظنون أن حضرة النبي سيكون راضيا عنكم لأنكم ثرتم علي رسام أحمق أساء اليه بينما سكتم وطنشتم وصهينتهم، علي معاهدات الاستسلام والتطبيع، وبيع الأرض وهتك الأعراض، وانتهاك الآدمية والفساد، وسوقكم كالغنم الي مصير لم تختاروه؟ هل تظنون أنكم بهذه الحملة تؤدون ما عليكم وتبرئون ذمتكم من الله، حاشا لله، ان نبي الله أكبر وأرفع من أن يسيء اليه رسم أو مقالة، نحن الذين نسيء اليه كل يوم بسكوتنا علي الحق، ومهادنتنا للظلم والفساد والباطل، ولذلك تنبئنا الأحاديث الصحاح أن رب العزة سيقول لنبيه في يوم القيامة انك لا تدري ماذا أحدثوا بعدك ، وبالتأكيد هذه المقولة المرعبة لا تخص الدانمركيين ولا غيرهم، بقدر ما تخص هذه الأمة التي لم تأخذ من الدين الا القشور ولا تملك من أمرها شيئا .ونتحول الي صوت الأمة ورئيس تحريرها زميلنا وصديقنا ابراهيم عيسي الذي قال بغضب وتهكم: اعتذر مسؤولو الدانمارك وشرحوا عدم ولايتهم علي صحفهم وهذا صحيح. حتي وان لم نصدقه، وتضامن معنا البعض وتحدانا البعض، ثم اعتذرت الصحيفة بالعربية الصريحة. أي وموجهة لنا جميعا حتي ولو لم نصدقها، فهو اعتذار واضح وغير كده يبقي تفتيش في الضمائر . فماذا نريد أكثر من ذلك. وما معني أن الاعتذار لا يكفي؟ هل المطلوب أن تدخل الدنمارك الاسلام؟ أم المطلوب الذي يكفي هو غزو الدنمارك؟ أم سفك دماء أبريائه هنا أو هناك علي أيدي جماعات ارهابية؟ وما المطلوب غير الاعتذار؟ لقد أعلن العرب بدعم واضح من رؤساء وأمراء يزايدون علي الناس ويبتزون مشاعرهم الدينية وكذلك بدعم من مصانع ألبان وجبنة تنافس منتجات المصانع الدنماركية مقاطعة البضائع وارد دانمارك ماشي. الآن وقد نشرت صحف فرنسية وألمانية وايطالية وتشيكية وأسبانية وهولندية الرسم كلها مرة أخري، هل نقاطع هذه الدول وبضائعها وسياراتها اذن؟ أريد من شمروخ من الذين تهتز رؤوسهم غضبا وتحمر وجوههم حماسا في الفضائيات أن يترك سيارته الألمانية أو الفرنسية ويركب سيارة هندية. واذا نشروا الرسوم في الهند يقاطعهم ويركب جملا أو حصانا عربيا أصيلا .ما هذا الكلام؟ شمروخ؟ بل لدينا شماريخ لا يرضون بمثل هذا الكلام،. مثلما قال زميلنا ابراهيم سعدة يوم السبت في عموده ـ آخر عمود ـ بـ أخبار اليوم : ان ما حدث ـ ويحدث ـ ينذر بأخطر العواقب التي لا يتمناها غير المتعصبين والمتطرفين والارهابيين، من هناك وهنا، الذين سيجدون فيها فرصة لا تعوض لنشر تعصبهم وتطرفهم وجرائمهم الارهابية. ورغم ذلك فان الذين فلقونا بسماحتهم الدينية ودفاعهم المستميت ضد المعادين للسامية وضد المتجرئين علي نقد اليهود والدين اليهودي، لم يجدوا أدني غضاضة في انحطاط الصحيفة الدانمركية، والصحيفة الفرنسية، وباقي الصحف الأوروبية التي سارت علي نهجهما، في التطاول علي الرسول الكريم، ولم نسمع منهم كلمة واحدة تندد بالتطاول علي شخص النبي محمد، والتهجم علي الدين الاسلامي والسخرية من عادات وتقاليد وشريعة مليار ونصف المليار من المسلمين .وفي نفس العدد أسرعت زميلته تهاني ابراهيم بشن هجوم ضد شيخ الأزهر قائلة عنه: السكوت ليس من ذهب لأن ما يقوم به الغرب هو ازدراء للأديان. وكان يجب أن نسمع صوت الأزهر. السكون ليس من ذهب لأن الدنيا قامت ولم تقعد حتي الآن في العالم الغربي حربا علي الارهاب واستغلالا له في تشويه الاسلام ومبادئه السامية. مولانا الامام الأكبر شيخ الأزهر لم يتحرك علي مستوي الأحداث الجارية حولنا ولا علي مستوي الأزهر الرمز الاسلامي الذي ينظر اليه الجميع باحترام. ازدراء الدين والتعدي علي مقدسات الاسلام عمدا يقتضي أن يكون للأزهر وأمامه دور ورأي وموقف .لكن المصري اليوم ـ أمس ـ فجرت مفاجأة في صفحتها الأولي بقولها: في تصرف مفاجئ، أعادت جريدة الأخبار في الصفحة التاسعة من الطبعة الأولي لعدد الخميس الماضي نشر كاريكاتير مسيء للرسول ـ صلي الله عليه وسلم ـ نقلا عن صحيفة فرانس سوار الفرنسية، وأصدر محمد بركات رئيس تحرير الأخبار تعليمات فورية بوقف طبع الجريدة بمطابع مؤسسة أخبار اليوم بمدينة 6 أكتوبر واعدام 40 ألف نسخة تمت طباعتها بالفعل، واحالة المسؤولين عن الخطأ للتحقيق. وسارعت المؤسسة بالتحفظ علي النسخ التي تمت طباعتها، وتوجيه لوم شديد لجهاز التحرير لموافقته علي اعادة نشر الصور التي بثتها وكالة الأنباء الفرنسية، رغم مخالفتها لتعاليم الدين، الأمر الذي يعتبر استفزازا لمشاعر المسلمين.ومن جانبه انتقد بركات قيادات التحرير بالجريدة والمسؤولين عن تحريرها عن طبع الجريدة في ذلك اليوم، ولكنهم دافعوا عن أنفسهم بأنهم عرضوا بروفات الصفحة عليه، وأجاز نشرها بنفسه، وهو ما ينفي عنهم أي مسؤولية في واقعة النشر .السلام 98والي حكومة الشؤم والنحس والبيزنس التي قال عنها يوم السبت في الأحرار زميلنا وصديقنا عصام كامل مدير تحريرها: غرق العبارة السلام 98 بهذا الشكل الدرامي واستشهاد أكثر من 1400 يؤكد أن الحكومة اتخذت طريقة جديدة للتخلص من زيادة السكان .طبعا. هذا كلام صحيح خاصة أنها تريد الغاء دعم السلع وبذلك تضرب عصفورين بحجر واحد.أما الأهرام فقالت في نفس اليوم في أحد تعليقيها: الاهمال أصبح سمة من سمات الحياة في مصر وقد تعايش الناس أو هم يحاولون التعايش معه. لكن عندما يتحول الاهمال في حالة ثبوته الي قاتل ملايين المصريين الأبرياء في عرض البحر فان المطلوب وقفة شاملة وصريحة لمواجهة الخطر الذي هدد مصر كلها .وقالت الأحرار أمس الأحد في بروازها الذي توقعه باسم جحا: بعد غرق العبارة السلام 98 نقترح منح ممدوح اسماعيل صاحب العبارة وسام الموت غرقا .وفي نفس العدد قال عصام كامل في بابه ـ فيتو: قال وزير النقل ان العبارة الغارقة مطابقة لمعايير الأمن والسلامة وهو تصريح غير منطقي وغير انساني وغير دقيق وغير سياسي وصدر من انسان غير مسؤول.بالأمس كان لدينا أكثر من ألف قتيل بين أنياب أسماك القرش في البحر الأحمر وخرجت جماهير الكرة تجوب الشوارع علي أرواحهم .وفي أخبار أمس أيضا قال زميلنا خالد جبر بعد أن تملكه الغيظ: الأيام القادمة ستكشف المزيد عن مسلسل كوارث العبارات التي تحمل اسم السلام. التي بدت بسلام اكسبريس والسلام 95 والسلام 98 ويبدو أن عبارات السلام مثل السلام في الشرق الأوسط ضعيف وهش، ومن يركبه غارق لا محالة .والي أهرام أمس ـ الأحد ـ وزميلنا حازم عبد الرحمن وقوله: ما ذنب الضحايا الذين صدقوا أن هذه الشركة أو تلك قادرة علي نقلهم من مكان الي آخر، فأقبلوا عليها، واشتروا تذاكرها، واستجابوا لكل شروطها، ثم اذا بالشرطة بعد أن تحصل منهم المقابل بدلا من ان تنقلهم الي بلادهم وديارهم وأحبائهم والي مقار أعمالهم، اذا بها تنقلهم الي العالم الآخر؟ هل هذا عدل؟ أم أن هذه الشركات تتصور أن هؤلاء الفلاحين الفقراء الذين يستخدمونها ويشترون خدماتها أضعف واهون وأذل من أن يكون لهم حقوق؟ ولعل أصحاب الشركات يقولون لهم ما أنتم الا عبيد احساناتنا؟ لقد آن الأوان وبحق أن تكون هناك وقفة صارمة وحاسمة مع أخطبوط نقل الركاب بحريا عبر البحر الأحمر. هذا الوحش الذي يفترس حياة الآلاف من المصريين البسطاء الطيبين سنويا الذين يعملون ويكدحون ويعرقون باخلاص وصدق ثم يقعون في النهاية فريسة لمحترفي النصب والاحتيال .لا وقفة ولا يحزنون بعد أن بدأت الأمور تنكشف تدريجيا وتوشك أن تفجر سلسلة من الفضائح يجر بعضها بعضا وعلي طريقة هيا بنا نلعب.ففي جريدة روزاليوسف أمس قال رئيس مجلس ادارتها زميلنا وصديقنا كرم جبر في بابه اليومي ـ انتباه: هل صحيح أن هذه السفينة بالذات تم منعها من العمل في الموانئ الأوروبية لعدم اتباعها اجراءات السلامة والأمن وفقا للقوانين الدولية؟ لماذا تحتكر هذه الشركة المشبوهة وحدها رحلات نقل الركاب بين ضبا وسفاجا؟ من المستفيد من ذلك؟ لماذا بث التليفزيون تصريحات مسخرة ومستفزة لمسؤولي السفينة وهم يكذبون ويقولون انها من أفضل 95 سفينة في العالم، بينما كانت جثث الضحايا الغارقة والطافية تفضحهم وتلعنهم وترفع مظلمتها الي السماء وتقول حسبي الله ونعم الوكيل .ولو اتجهنا لـ المصري اليوم لوجدنا زميلنا وصديقنا مجدي الجلاد رئيس التحرير ومجدي مهنا يقتربان خطوات أبعد. الجلاد قال: تسألون: لماذا غرقت السلام 98 ومات فيها عدد يفوق ما خلفه زلزال 92 من ضحايا.. لماذا نمنا وصحونا وتمطعنا قبل أن نتحرك؟ لن تجدوا اجابات شافية .. لذا دعونا نطرح الأسئلة الأخطر: من ـ بالضبط.. بالضبط ـ يمتلك ويشارك في شركة السلام التي تحتكر خدمة النقل البحري بعباراتها وبواخرها التي أزهقت ارواح المئات في عدة حوادث متتابعة علي مدي سنوات قليلة، هل هو مسؤول في الدولة، كما ردد البعض، وهل ممدوح اسماعيل مجرد شريك أم غطاء لأسماء أخري لا تبدو في الصورة، ماذا فعلت هيئة الميناء وفرق الانقاذ وغرف العمليات عندما فقدت الاتصال بالعبارة في الميناء؟! من اتخذ قرار الانتظار حتي الصباح.. ومن يقف وراء احتكار شركة السلام لهذه الخدمة رغم حوادثها المتكررة .ومهنا قال: عالجت الحكومة حادث غرق العبارة السلام 98 علي طريقة يكاد المريب أن يقول خذوني وتتصرف وكأن علي رأسها بطحة وأنها هي المالكة لهذه العبارة، وأنها هي المسؤولة عن غرقها والمتسببة فيه.. ولهذا بادرت علي لسان وزير النقل المهندس محمد منصور، وعلي لسان مسؤولين آخرين في ميناء سفاجا، بنفي وجود أخطاء في ملف العبارة، والتأكيد علي سلامتها في الناحية الفنية. حاولت الحكومة التأكيد علي هذه الحقيقة، قبل اجراء التحقيقات الأولية حول أسباب غرق العبارة، وهذا يطرح السؤال حول أسباب هذا الهلع الذي عالجت به الحكومة الحادث؟ وما الذي تسعي الي الطرمخة عليه في ملف العبارة، ولماذا لا تنتظر التحقيقات التي تجريها السلطات المحلية أو النيابة العامة للوصول الي الحقيقة، وكشف الغموض حول أسباب غرق السفينة؟!لماذا الاستعجال في نفي أو استبعاد أي تقصير من جانب مالك السفينة ووكيلها؟ .لكن زميلنا وصديقنا مصطفي بكري رئيس تحرير الأسبوع خطا خطوة أوسع بقوله: هناك شخصيات كبري تقف وراء ممدوح اسماعيل وتسانده وهو الذي جري اختياره عضوا في مجلس الشوري بالتعيين. وبمساندة هؤلاء المسؤولين يتحكم ممدوح اسماعيل وحده في خط سفاجا ـ ضبا الملاحي، حيث يرفع الأسعار كما يشاء ويوظف القوانين كيفما يريد وقد اشتكي كثير من التجار والمصدرين والمخلصين من تزايد نفوذ ممدوح اسماعيل الا أنهم كانوا يواجهون دائما بأن أحدا لن يستطيع أن يتصدي له لأنه مسنود من كبار يشاركونه بغير أسمائهم.وقد نجح ممدوح اسماعيل في ابعاد الكثيرين من أصحاب السفن والبواخر عن هذا الخط الذي يخضع لسيطرته، وبالأسعار التي يحددها وكثيرا ما تسببت قراراته في افساد الكثير من صفقات المواد الغذائية المسافرة خاصة من ميناء سفاجا بسبب اصراره علي وضع شروط محددة، واستلام البضائع في الوقت الذي يراه هو.وفي تشرين الاول (أكتوبر) الماضي غرقت السفينة السلام 95 وانتهت التحقيقات لتحمل المسؤولية لهذه السفينة وليس غيرها ولكن أحدا لما يحاسب صاحبها ممدوح اسماعيل واستمر علي ذات نهجه. والسؤال هنا كيف يحاسب ممدوح اسماعيل وهناك من يسانده ويفتح كافة الطرق أمامه ولا يسمح لأحد بأن يعترض طريقه. لو كان هناك قانون عادل في هذا البلد لما ترك ممدوح اسماعيل يتحكم في الموانئ والخطوط كيفما يشاء.ولو كان هناك حرص علي حياة المواطنين لما سمح لممدوح اسماعيل بتحويل سفن كان يفترض ان يجري تقطيعها خردة الي سفينة ركاب علي غير القانون المصري؟غدا ستخرج التحقيقات لتقول ان الحريق الذي شب في محركات السفينة هو قضاء وقدر، وأن عدم وجود أجهزة كافية للانقاذ هو قضاء وقدر، وأن عدم ارسال استغاثة للجهات المعنية هو قضاء وقدر، وأن ترك الحريق لأكثر من ثلاث ساعات ونصف الساعة هو قضاء وقدر، وأن تأخر انقاذ الركاب كل هذا الوقت هو قضاء وقدر، وان موتهم جاء طبيعيا لأن قضاءهم وقدرهم انتهي، ولا احد يستطيع ان يتدخل في قضاء الله وقدره!! .الأحزاب السياسيةأخيرا الي أحزابنا السياسية والتغييرات التي حدثت في الحزب الوطني الحاكم وأشاد بها زميلنا ممتاز القط رئيس تحرر أخبار اليوم ـ يوم السبت ـ حزب وطني ـ بقوله: ان عمليات الاصلاح والتجديد داخل الحزب الوطني، تمت في نفس الوقت مع بدء تفعيل كل السياسات والخطط، التي بدأ الحزب يصوغها، في شتي مجالات الحياة. وامتلك الحزب الوطني خلال السنوات الثلاث الماضية رصيدا من الدراسات التي قدمتها أمانة السياسات، والتي تضم نخبة من خيرة علماء مصر ومفكريها وخبرائها.جاحد كل من ينكر أن الفكر لجديد للاصلاح داخل الحزب الوطني كان هو القوة الكامنة والمحركة لحالة الحراك السياسي والاقتصادي والاجتماعي، الذي عاشته مصر طوال العام الماضي. ورغم كل السلبيات والظواهر السيئة التي صاحبت الانتخابات البرلمانية الأخيرة ورغم النقد الموجه لقوانين الاصلاح السياسي الجديد، أو طريقة التعديل الذي تم علي المادة 76 من الدستور فان النتائج الايجابية ـ التي أفرزت هذه الحالة من النشاط والحركة السياسية ـ سوف تؤتي كثيرا من ثمارها خلال السنوات القادمة .كما قال زميلنا بـ الأهرام طارق حسن في نفس اليوم: لقد ظهرت الملامح المبدئية لهذه التوجهات من خلال اعادة هيكلة التنظيم الحزبي واستحداث ثلاث وظائف جديدة لمسؤوليات محددة الأمناء المساعدين وتولي وجوه جديدة الأمانات النوعية وتحديد مسؤوليات هذه الأمانات بدقة وتطوير ادائها، الوضع الذي سيضفي حيوية معتبرة علي أمانات المحافظات التي ينتظر تطويرها وتغييرها لاحقا. لقد بدأ الحزب لوطني بنفسه ونأمل أن يستمر في استكمال عمليات التطوير والتغيير والاصلاح لذات القوي ولا شك أن الصورة الحزبية ستتجلي أكثر بانطلاق بقية الأحزاب المصرية في تطوير نفسها .ورغم هذا الكلام الواضح عن التغيير في الحزب الحاكم فان زميلنا بـ العربي وصديقنا محمد حماد كان له رأي آخر فيه عبر عنه في عدة فقرات وهي: مأساة مصر الحقيقية أن أوضاع المعارضة فيها أسوأ من وضع الحزب الحاكم ومأساة الحزب الحاكم وضع جمال مبارك علي رأسه تحت مسمي الأمين العام المساعد. مصر لم تعرف طوال تاريخها أن قفز شخص فيها من موقع أمين مساعد حزب الي موقع رئيس الجمهورية الا في أحلام الذين يخططون لجمال مبارك.اذ كان ما جري في التعديلات الرئاسية لقيادات الحزب الوطني تسمي اصلاحا فقولوا لنا: ما هو الافساد؟ نحن الذين نقول؟ ولماذا لا يقول هو وننقل نحن عنه؟!ّ ونظل داخل صفحات جريدة حزبنا العربي الديمقراطي الناصري الذي لم أعد عضوا في لجنته المركزية لنقرأ لزميلنا جمال عصام الدين قوله: هذا الصعود المتوالي لجمال مبارك لن يكون له نهاية الا بتولي الأمين العام وقد يتم ذلك في خلال عامين لا أكثر، ومع انعقاد المؤتمر العام التاسع للحزب في عام 2007 ولا نعرف ما الذي يخطط له في المؤتمر التاسع. وما بعد ذلك. ولكن ما يجري الآن وما دلت عليه التغييرات الأخيرة للأمانة العامة تبين بجلاء أننا نسير في طريق التوريث، ولا ينفع عنا بالطبع كلام وتصريحات جمال مبارك، التي ينفي فيها ترشحه للرئاسة. لأننا تعودنا علي مدار 24 عاما أن تأتي تصريحاتهم ليس فقط للاستهلاك المحلي ولكن أيضا أن يقولوا الشيء ويفعلوا عكسه تماما. نجح جمال مبارك في الفترة التي اعتكف فيها بعد صدمة المؤتمرات الانتخابية البرلمانية التي شارك فيها في اعادة ترتيب أوراقه لدخول الساحة السياسية والحزبية بـ نيو لوك جديد ومن ثم جاء الانقلاب الذي قاده فأخرج فيه المستهلكين من الحرس القديم وفي نفس الوقت قام بتسكين صنائعه، ولكي يصبح الحزب الوطني الآن أقرب ما يكون الي النادي السياسي لابن رئيس الجمهورية .