من حق رئيس حزب العمل أن يلتقي ابو مازن ولكن لا يحق له الادعاء بأنه يكافح الارهاب
من حق رئيس حزب العمل أن يلتقي ابو مازن ولكن لا يحق له الادعاء بأنه يكافح الارهاب نكافح الارهاب . هكذا تتباهي بنزعة رسمية يافطات حزب العمل المنتشرة في ارجاء البلاد، ربما كي تضفي صورة أمنية علي عمير بيرتس وحزبه. فاذا كانوا بالفعل معنيين بمكافحة الارهاب، فما الذي فعله الاسبوع الماضي عمير بيرتس اياه، مع كبار حزبه، لدي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الذي هو نفسه رجل حركة فتح؟ كانت هناك كيمياء ، بشر مقربو بيرتس الصحافيين بعد اللقاء، فيما ادعي مقربون آخرون بأنه يجب مكافحة حماس وكأنه لا توجد سلطة فلسطينية . كل هذا يرن بنغمة جميلة، ولكن توجد مشكلة كبيرة واحدة: فمنذ اكثر من سنة، ولا سيما منذ الانتخابات الاخيرة في السلطة الفلسطينية، لم يعد الارهاب ضد اسرائيل من انتاج حماس؛ فقد اوقفت حماس النار والعمليات وتصر علي احترام التهدئة. اساس الارهاب ضد اسرائيل ـ سواء صواريخ القسام في الجنوب أم اطلاق النار وطعن السكاكين في ارجاء المناطق ـ يمارسه اليوم نشطاء الجهاد الاسلامي، ولكن قبل كل شيء الاجنحة العسكرية لفتح، تنظيم الرئيس ابو مازن. واذا كانت حماس مارست في سنوات الانتفاضة الارهاب ضد اسرائيل كي تحرج السلطة الفلسطينية، اي فتح، كي تعمل اسرائيل ضدها فتسقطها ـ فان اليوم الوضع معاكس: فتح، صديقتنا السابقة، تبدأ بالعمل بشكل جماعي ضد اهداف اسرائيل، كي تقوم هذه بالعمل ضد السلطة الفلسطينية، اي حماس ـ فتسقطها. وعمليا هذه نفس المنهجية: الفصائل الفلسطينية لا تقاتل بعضها البعض، كي لا تصل الي حرب أهلية. وهي تعمل ضد اسرائيل كي تقوم هذه بالمهمة عنهم. وعلي اسرائيل، كما يتبين، يمكن الاعتماد دوما. فالارهاب هو بالتالي ايضا سياسة فلسطينية داخلية، ثمنها يدفعه اسرائيليون بدمائهم.لنعد الي عمير بيرتس وحزب العمل. عندما التقي بيرتس مؤخرا مع رئيس السلطة الفلسطينية، فهو ليس فقط لم يطرح مطلب وقف ارهاب تنظيم فتح، بل واصل لعبة التظاهر وكأن حماس هي النشطة في مجال الارهاب. والاسوأ من ذلك، فقد اتفق عمير بيرتس مع ابو مازن بأنه اذا ما شكل العمل الحكومة القادمة فانهما سيعودان فورا الي طاولة المباحثات. وهكذا نتراجع مدي عقد من الزمن الي الوراء، عندما جلس عرفات الي طاولة المباحثات فيما كان يواصل تشجيع الارهاب لكل الفصائل، لمعرفته بأن الارهاب يساعده ويشجع اسرائيل علي حث المفاوضات. لهذا الوضع الغريب يوجد سببان مقلقان محتملان: إما ان يكون مندوبو حزب العمل لا يفهمون الوضع علي حقيقته في المناطق، وبالاساس في ضوء التغيير الذي طرأ في اعقاب الانتخابات الفلسطينية أو انهم يختارون تجاهل التغيير. من حق رئيس حزب العمل عمير بيرتس أن يلتقي ابو مازن، ولكن علي الاقل لا يحق له الادعاء بأنه يكافح الارهاب. غي باخور مستشرق(معاريف) 9/3/2006