من بينها تفعيل مبادرة وزارة الثقافة: اقتراحات للنهوض بالسينما الفلسطينية
سفيان الرمحيمن بينها تفعيل مبادرة وزارة الثقافة: اقتراحات للنهوض بالسينما الفلسطينيةثمة سؤال يلح عليّ، في كل مرة اقف فيها امام وضع السينما والسينمائيين الفلسطينيين، وهو لماذا لم تتوافر لنا حتي الان الامكانيات اللازمة لقيام سينما فلسطينية متقدمة، لا سيما واننا نمتلك الشروط المناسبة، والكادر البشري المؤهل علي الصعد كافة؟ ان التطورات السياسية، والمرحلة التي يعيشها شعبنا اليوم، والامكانات الثقافية الكبيرة التي يزخر بها علي جميع المستويات، والتاريخ الحافل، كلها عوامل تلح اكثر من اي وقت مضي، علي ضرورة العمل من اجل قيام سينما فلسطينية مبدعة، ومتطورة، قادرة علي وضع نفسها علي خارطة الانتاج السينمائي في العالم. لقد قامت السينما الفلسطينية بدورها الطليعي منذ انطلاقة الكفاح الوطني الفلسطيني، خصوصا في عقدي الستينات والسبعينات، وقدمت اجيال هذه الفترة الكثير، علي صعيد تسجيل حركة النضال الفلسطيني، وحفظ الذاكرة الفلسطينية، وقد سقط العديد من كوادر السينما في ساحات القتال، نذكر منهم علي سبيل المثال لا الحصر الشهيد هاني جوهرية. لكن السينما الفلسطينية راوحت في مكانها بعد سنة 1982، ولم تتمكن من مواجهة شروط المرحلة الجديدة. هذا في الوقت الذي برزت فيه كوكبة من السينمائيين الفلسطينيين المبدعين واللامعين، الذين اثبتوا حضورا دوليا خلال زمن قصير، والملاحظ هنا، هو ان هؤلاء وصلوا بامكاناتهم الذاتية، وليس عبر الهيئات الفلسطينية الرسمية، وقد نجحوا في عرض افلامهم في كبريات المهرجانات الدولية، مثل كان و برلين و البندقية والقاهرة.. الخ. ونذكر من هؤلاء علي سبيل المثال لا الحصر، ميشيل خليفة، مي المصري، ايليا سليمان، رشيد مشهراوي، هاني ابو سعدة والممثلة هيام عباس والممثل جورج ابراهيم والمبدع محمد بكري، وهناك عشرات الممثلين المعروفين والفنيين والكوادر.وقد يكون الفارق بين هؤلاء الذين نجحوا بالاعتماد علي النفس، في البحث عن فرص في الخارج من اجل انجاز اعمالهم، وبين اقرانهم من كوادر السينما الفلسطينية، هو ان المتفرغين لم توفر لهم المؤسسة الامكانات الكافية، رغم انهم يمتلكون القدرة علي العطاء والابداع. وفي اطار الحديث عن الفوارق بين هذين القطبين من السينما الفلسطينية، لا بد من الاشارة الي ملاحظة هامة، وهي ان السينما الفلسطينية الرسمية وقعت في مطبات وبيروقراطية المؤسسات الرسمية، واضاعت علي نفسها فرصة التطور الطبيعي علي اسس ابداعية بحتة، ولهذا لم تتمكن هذه السينما من تجاوز سقف العمل الرسمي، وبقيت مقيدة، غير قادرة علي الابداع الفني سينمائيا. اما في حالة السينمائيين الفلسطينيين خارج المؤسسة، فقد اختلف الامر لناحية حرية الابداع.ان المبادرة التي اعلنتها وزارة الثقافة الفلسطينية بقرار من الوزير الكاتب يحيي يخلف، في ان تكون سنة 2006 سنة السينما في فلسطين، هي مناسبة هامة لسد الكثير من الثغرات وتلافي النواقص في العمل الثقافي الفلسطيني، وفي مجال السينما يمكنها ان تشكل مدخلا لتأسيس سينماتيك فلسطيني، وارشيف لحفظ واحياء الذاكرة الفلسطينية. لقد اقدم علي هذه الفكرة، وشرع في العمل علي بلورتها، كخطوة اولي جماعة السينما الفلسطينية ، ومقرها في مدينة رام الله. هذه المجموعة من السينمائيين الفلسطينيين التي يقف علي رأسها السينمائي الفلسطيني مصطفي ابو علي.كلي امل في ان تتمكن المؤسسات الفلسطينية الرسمية، واخص وزارة الثقافة، من ايجاد صيغة تتلاءم مع توفير شروط انتاجية، تمكن السينمائيين الفلسطينيين من الابداع، الذي يقود الي خلق حركة سينمائية فلسطينية عصرية، وفي هذه المناسبة اجد من المفيد التقدم ببعض الاقتراحات بهدف النهوض بالسينما الفلسطينية.اولا: انشاء مركز تكون مهمته العمل علي تطوير الحركة السينمائية الفلسطينية.ثانيا: خلق مؤسسة وطنية، لتمويل عملية تكوين كوادر فنية فلسطينية في المجال السينمائي التقني، من مصورين ومهندسين للصوت والاضاءة والمونتاج.. الخ.ثالثا: اعادة بناء وتجهيز صالات السينما في فلسطين، وتشجيع المبادرات الخاصة في هذا الميدان.رابعا: تعزيز المهرجانات السينمائية، وخلق صلة بينها وبين المؤسسات السينمائية الدولية.خامسا: حث الهيئات الثقافية علي تنمية الوعي السينمائي، واعطاء السينما مساحة اوسع في برامج التعليم ووسائل الاعلام.سادسا: تشجيع الطاقات الشابة، والاخذ بيدها من اجل تكوينها علي اسس سليمة، لكي تصبح رصيد سينما فلسطين في المستقبل.سينمائي وصحافي من فلسطين2