من أجل اولمرت فلسطيني!

حجم الخط
0

من أجل اولمرت فلسطيني!

جواد البشيتيمن أجل اولمرت فلسطيني! كل جبل، وكل واد، في الضفة الغربية، هو جزء من أرض إسرائيل .. لن ننسي ذلك أبدا، ولكننا، ومن أجل الاحتفاظ بأكثرية يهودية ضمن دولة إسرائيل، لا بد لنا من التخلي عن حكم الفلسطينيين هناك، ومن أن نكون مستعدين، بالتالي، لـ التنازل عن جزء من أرض إسرائيل . هكذا تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بالوكالة ايهود اولمرت في كلمة ألقاها في ندوة في هرتسليا قرب تل أبيب، وهي أول خطاب سياسي له منذ دخول شارون المستشفي حيث ما زال، علي ما يقال رسميا، غارقا في غيبوبة عميقة.في هذا الحديث، وفي هذا الجزء منه علي وجه الخصوص، نقف علي الأهم من الأقوال والعبارات والمواقف، وهو طريقة تفكير اولمرت، والطريقة التي فيها يتصور طبيعة النزاع مع الفلسطينيين وسبل حله، فالشريك، أي الشعب الفلسطيني، وهذا الجزء منه المقيم في الضفة الغربية علي وجه الخصوص، ليس له من حق قومي أو تاريخي ولو في هذا الجزء الصغير من أرض فلسطين، أي الضفة الغربية، فهؤلاء أجانب يقيمون في جزء من أرض إسرائيل ، وينبغي للدولة اليهودية أن تتنازل عنه، فيتمكنون، بالتالي، من أن يقيموا فيه دولة لهم. أما الدافع، أو الهدف النهائي، فهو الاحتفاظ بأكثرية يهودية ضمن دولة إسرائيل. ولو كان ممكنا الاحتفاظ بأكثرية يهودية ضمن أرض إسرائيل التاريخية ، أي التوراتية، لانتفت الحاجة لدي إسرائيل إلي هذا التنازل الإقليمي .حتي الفضيلة الأخلاقية أو الإنسانية أو الديمقراطية لا مكان لها في عقيدة اولمرت، فإسرائيل، عن اضطرار، وليس عن رغبة في إظهار وتأكيد كرمها وسخائها، أو التزامها قيما أخلاقية وإنسانية وديمقراطية، قررت التنازل عن جزء من أرضها التاريخية، ومن الوطن القومي اليهودي، وليس في الاضطرار فضيلة.لتمعنوا النظر في الفرق بين تنازلنا وتنازلهم، فنحن، في تنازلنا، قلنا إنَّ لدولة إسرائيل الحق في العيش في أمن وسلام، وضمن حدود آمنة ومعترف بها. أما هم فقالوا، في تنازلهم ، إن حرصهم علي الاحتفاظ بأكثرية يهودية ضمن دولتهم هو، وحده، ما يحملهم علي التنازل عن جزء من ارض إسرائيل ، وإنهم لن ينسوا أبدا أن كل جبل، وكل واد، تنازلوا عنه هو جزء من وطنهم القومي التاريخي.ونريد اولمرت فلسطيني يعلن أنَّ كل جبل، وكل واد، في إسرائيل هو جزء من أرض فلسطين التاريخية، ومن الوطن القومي التاريخي للشعب الفلسطيني، وإن الفلسطينيين لن ينسوا ذلك أبدا، وإنهم، ومن أجل أن تقوم لهم دولة قومية مستقلة في جزء صغير من أرض فلسطين، هو الضفة الغربية وقطاع غزة، ومن أجل أن تكون هذه الدولة للشعب الفلسطيني بأسره، قد تنازلوا إذ أقروا بحق اليهود، أو الإسرائيليين، في أن تكون لهم دولة في الجزء الأكبر من أرض فلسطين التاريخية، وهم الذين ليس لهم من حق قومي أو تاريخي في فلسطين. ولكن كم من الأرض ينبغي لإسرائيل أن تتنازل عنها؟ أعتقد أن جواب اولمرت هو الآتي: بما يفي بالغرض، الذي هو الاحتفاظ بأكثرية يهودية ضمن دولة إسرائيل عبر إنهاء حكمها للفلسطينيين في الضفة الغربية. وهذا ممكن بـ التنازل عن جزء من الضفة الغربية فحسب، أي عن المدن والقري، وعن مناطق يحتاج إليها اتصال المدن والقري بعضها ببعض. أما الجزء الآخر، والمسوَّر بسور شارون الأمني، فليس من حاجة إسرائيلية إلي التنازل عنه، فهذا الجزء يشمل العاصمة الأبدية الموحدة ، والكتل الاستيطانية الكبري، والمناطق الأمنية، والمناطق ذات الأهمية المائية والإستراتيجية. هذا هو الحل الذي ينبغي لخريطة الطريق أن تنجزه عبر التفاوض السياسي، وإلا أنجزته إسرائيل من جانب واحد. وإذا كان من فرق بين إنجازه بالتفاوض والاتفاق وبين إنجازه بالأحادية فإنه سيكون في الكم أكثر منه في النوع.9

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية