منظمة التحرير تطالب القمة العربية المقبلة بتحذير اسرائيل من خطوات عربية احادية اذا نفذت تل ابيب خطتها للانفصال عن الضفة بعد ضم قسم كبير منها
منظمة التحرير تطالب القمة العربية المقبلة بتحذير اسرائيل من خطوات عربية احادية اذا نفذت تل ابيب خطتها للانفصال عن الضفة بعد ضم قسم كبير منها رام الله ـ القدس العربي ـ من وليد عوض: اعدت منظمة التحرير الفلسطينية قائمة مطالب سترفعها للقمة العربية التي ستعقد في 28 الشهر الجاري في الخرطوم.وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تيسير خالد امس ان اللجنة اعدت ورقة عمل سترفع للقمة العربية المنتظرة .واوضح خالد ان الورقة الفلسطينية تطالب الدول العربية باتخاذ موقف رافض وموحد من الانفصال الاسرائيلي احادي الجانب من الضفة الغربية، ووضع آليات الزامية بشأن المساعدات العربية للسلطة الوطنية.واكد خالد ان تلك الورقة تتعلق بضرورة تحذير اسرائيل من خطوات عربية احادية اذا نفذت تل ابيب خطة الانفصال من جانب واحد في الضفة الغربية بعد ضم قسم كبير منها، اضافة الي تحرك عربي تجاه المجتمع الدولي لتبيان مخاطر الخطة الاسرائيلية.واشار خالد الي ان ورقة المنظمة تتضمن مطالبتا بوضع آليات تلزم الدول العربية بتسديد التزاماتها المالية التي تتعهد بها للسلطة الفلسطينية .هذا واصدرت الدائرة العسكرية الاسرائيلية توصيات وصفتها بالاستراتيجية للقيادة السياسية في تل ابيب ترتكز علي تنفيذ انفصال اسرائيلي احادي الجانب من الضفة الغربية بعد ضم اجزاء كبيرة منها.وتشمل تلك التوصيات تحويل الجدار الفاصل في الاراضي الفلسطينية الي حدود دولية لاسرائيل وابقاء سيطرة الاحتلال العسكرية علي منطقة الاغوار التي تقدر مساحتها بثلث مساحة الضفة الغربية، وذلك الي جانب نقاط مركزية في المواقع الجبلية وضم التجمعات الاستيطانية لاسرائيل.ولذلك واصل رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات امس اتصالاته مع اللجنة الرباعية الدولية لمواجهة تلك التوصيات ورؤية برنامج حزب كاديما الاسرائيلي الرامي الي تطبيق انسحاب احادي الجانب من الضفة الغربية مع الابقاء علي الوجود العسكري وضم الكتل الاستيطانية وترسيم الحدود النهائية لاسرائيل وفق مسار جدار الفصل الذي اقامته حكومة تل ابيب في اراضي الضفة الغربية.وقالت مصادر اسرائيلية ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بالانابة ايهود اولمرت زعيم حزب كاديما يسعي الي تجنيد الدعم الدولي لاخلاء مستوطنات اسرائيلية بصورة احادية في الضفة الغربية في حال فوز حزبه في الانتخابات الاسرائيلية القادمة، مشيرة الي ان اولمرت يعتقد بأن الهدف الاول للحكومة القادمة سيكون توفير بيئة دولية مؤيدة لتحقيق الاهداف القومية لاسرائيل، وهي ترسيم الحدود وضمان غالبية يهودية وذلك بضم الكتل الاستيطانية الكبيرة لاسرائيل.واشارت المصادر الي ان اولمرت سيحاول اقناع الادارة الأمريكية واللاعبين الرئيسيين في المجتمع الدولي بدعم قيام اسرائيل بخطوة احادية الجانب لترسيم حدودها في الضفة الغربية، اذا لم تغير حماس مواقفها، وحسب رأيه فقد نجحت اسرائيل ببلورة تأييد واسع في العالم للشروط التي طرحتها علي حكومة حماس، وان عليها التمسك بهذه الشروط الي ما بعد الانتخابات، لتبدأ عندها دفع مبادرتها احادية الجانب. واثارت خطة ايهود اولمرت القائم بأعمال رئيس الوزراء الاسرائيلي، والمتعلقة بالانسحاب احادي الجانب من الضفة الغربة سجالاً فلسطينيا داخليا كان ابرزه تبادل الاتهامات بين قياديين في حركتي حماس وفتح حول قبول الخطة والترحيب بها من د. محمود الزهار القيادي في حماس.وكان الزهار رحب بأي انسحاب اسرائيلي من الاراضي الفلسطينية اذا لم يترتب علي ذلك اية التزامات علي الجانب الفلسطيني. وفسرت هذه التصريحات من قبل قيادي فتح بأنها رضوخ للمنطق الاسرائيلي وتفريط بالحقوق، فيمارفضت حماس تفسيرات فتح لتصريحات الزهار، ومحاولة تحميلها اكثر مما تحتمل، معتبرة ذلك شكلاً من اشكال المزايدة المرفوضة. وكان د. صائب عريقات عضو المجلس التشريعي عن حركة فتح حمل علي ترحيب الزهار بخطة اولمرت احادية الجانب مبديا استغرابه من هذا الموقف الذي يعني تنازلاً عن القدس، وقبولاً بالجدار وبالمستوطنات.وفي لقاء له مع صوت فلسطين قال عريقات ان تفاوض عشر سنوات دون نتائج خير من ان تتنازل في عشر دقائق بلا مفاوضات .لكن د. صلاح البردويل المتحدث الاعلامي باسم كتلة حماس في المجلس التشريعي رفض تصريحات عريقات وتفسيراته لمضمون تصريح الزهار، معربا عن اسفه الشديد لذلك، وقال لا افهم كيف يمكن فهم الزهار علي هذا الاساس، فالدكتور عريقات يفترض ان محمود الزهار فرط وتنازل عن كل شيء، وهذا غير صحيح بالمطلق، وفي رأيي ان ما قاله عريقات لا يعدو كونه مزايدات كلامية، موقفنا في حماس هو ان لشعبنا حقوقا واهدافا واضحة ومحددة لن نفرط بها، ولن نتنازل او نساوم عليها، كما لن نقبل ان تحدد اسرائيل حدودها من طرف واحد علي حساب حقوق شعبنا، وسنقاوم حتي تحصيل هذه الحقوق كاملة، وعلي المجتمع الدولي الذي يتغني به كثيرون احترام حقوق الشعب الفلسطيني الكاملة غير المنقوصة .اما النائب السابق في المجلس التشريعي حاتم عبد القادر عضو اللجنة الحركية العليا لحركة فتح فقد ابدي استغرابه الشديد مما اسماه ترحيب حماس بخطة اولمرت، وقال قبول هذه الخطة من قبل حماس خطأ تاريخي حول ما ترتكبه الحركة بحق الشعب الفلسطيني لأن اولمرت سوف يتخذ من هذا القبول ذريعة من اجل تسويق هذه الخطة، وبالتالي علي حماس ان تعي خطورة ترحيبها بالخطة المذكورة .واكد عبد القادر رفض حركة فتح لخطة اولمرت، وقال: لسنا ضد الانسحاب من اي جزء من الاراضي الفلسطينية، لكن هذه الخطة لن تحقق سلاما، ولن ترغم شعبنا علي التنازل عن حقوقه لأن الحديث يدور عن ضم مساحات كبيرة من اراضي الضفة الغربية لاسرائيل ما يطيح بأية امكانية لاقامة دولة فلسطينية اما خطورتها فتمكن في امكانية تسويقها دوليا وفرضها كأمر واقع علي المجتمع الدولي، والأخطر من ذلك نقلها الي مجلس الأمن لاتخاذ قرار باعتمادها ومثل هذا القرار يلغي كل القرارات السابقة المتضمنة انسحابا اسرائيليا الي حدود عام 1967.