منح جائزة الكرة الذهبية لـ فلسطين يغضب الاسرائيليين

حجم الخط
0

منح جائزة الكرة الذهبية لـ فلسطين يغضب الاسرائيليين

عن فيلم الجنة الآن عن الانتحاريين الاسلاميينمنح جائزة الكرة الذهبية لـ فلسطين يغضب الاسرائيليين فيلم الجنة الآن ، عن الانتحاريين الاسلاميين الفلسطينيين، حظي بجائزة الكرة الذهبية في هوليوود كأفضل فيلم أجنبي. وللدقة، والدقة هنا مهمة، جري الاختيار من مجموعة مراسلي الترفيه الاجانب ـ وليس الامريكيين.شاهدت الاحتفال بمنح الجائزة لـ الجنة الان . وقد اغضبني وأثارني.غضبت عندما فتح موزعو الجائزة المغلف وأعلنوا عن الدولة الفائزة: فلسطين . وحسب علمي، لا يوجد دولة اسمها فلسطين . فلا يوجد دولة كهذه في الامم المتحدة، في البنك الدولي بل وحتي في منظمات الثقافة والمجتمع الدولية. والفلسطينيون أنفسهم لم يعلنوا عن دولة ويكتفون بلقب سلطة وطنية فلسطينية .مجموعة مراسلي الترفيه الاجانب في هوليوود لم تعينهم الاسرة الدولية لتوزيع الحقوق لاقامة الدولة القومية ذات السيادة. ومنظمو مسابقة الكرة الذهبية لم يحصلوا بالتالي علي إذن لاقامة فلسطين . فليس شأنهم أن يقرروا الحدود وأن يعترفوا بالكيانات السياسية ـ الا اذا كانوا ينوون تحويل الكرة الذهبية الي احتفال سياسي صرف. واذا كان هذا هو الحال فليعرضوا برنامجا سياسيا ويتنافسوا عليه في الانتخابات. في بلدانهم، بالمناسبة. الجنة الان هو فيلم فلسطيني، لا خلاف في ذلك ولكن ايضا توجد افلام باسكية، المقيمين في اقليم الباسك في اسبانيا.فهل حلم أحد ما في هوليوود علي أن يعرضها كأفلام اُنتجت في دولة باسكية مستقلة؟ هل مجموعة المراسلين الاجانب في هوليوود كانت ستمنح استقلالا سياسيا لايرلندا الشمالية ايضا؟ او للشيشان؟وبعد أن طرح اسم الفيلم الفائز والدولة التي جاء منها بصوت عال، صعد الي المسرح في هوليوود المخرج هاني أبو أسعد والقي خطابا سياسيا قوميا فلسطينيا. ولم يستغل الاضواء العالمية كي يتحدث عن التطلع الي السلام أو التوجه الي الشباب المسلم في أرجاء العالم بدعوة عاطفية لهجر طريق الارهاب والعمليات الانتحارية. كما أن هاني أبو اسعد لم يتحدث عن المصالحة والحل الوسط. فقد أعرب عن أمله في أن يتماثل كل العالم الان مع التطلع الفلسطيني الي دولة بدون اي شرط . مخرج فيلم الجنة الان ظهر كرجل دعاية فلسطيني من النوع الاكثر اشكالية: المطالبة باقامة دولة بدون اي شروط معناها ان لا حاجة فلسطينية الي اجراء مفاوضات مع اسرائيل، لا حاجة للفلسطينيين أن يتوصلوا الي تسويات والتنازل عن الاحلام ـ مثل حلم العودة للاجئين. لا توجد مطالبة باي فعل فلسطيني غير قبول فلسطين دون شرط .الاستخدام الذي اتبعه هاني أبو أسعد لـ الجنة الان كرافعة دعائية وطنية فلسطينية يظلم مضمون الفيلم يبسطه ويمنحه بعدا آخر، خطيرا، لتبرير غير مباشر ولكنه بارز لطريق الانتحاريين. في حالات كهذه من المجدي اجراء اختبار معاكس للواقع. لنتصور ان مجموعة سينمائيين كفؤين من غوش قطيف كانت ستنتج فيلما عن مقاومة الاخلاء تحت اسم فك الارتباط ليس جنة . فهل كان هناك ظل احتمال في أن ينال مثل هذا الفيلم ـ مهما كانت قيمه الفنية بارزة ـ بالجائزة التي تمنحها مجموعة مراسلي الترفيه الاجانب في هوليوود؟ هل كان هذا الفيلم سيحظي بأي جائزة وهل كان المخرج الاسرائيلي سيسمح لنفسه بان يضيف في كلمة الشكر للمحكمين من هوليوود خطابا دعائيا من أجل أرض اسرائيل الكاملة؟ واذا كان هكذا هو الحال فيا لها من فضيحة كانت ستقوم؟ الجنة الان ليس كما أسلفنا فيلما دعائيا فلسطينيا. فيه مستويات وعمق، توجد شخصيات مترددة. لا يوجد فيه حسم قاطع للمواقف ورسالته مركبة (حتي لو كان منتجوه كما أري يفهمون اكثر مما ينبغي دوافع الانتحاريين المحتملين و يفهمون بقدر أقل أبعاد الكارثة التي يلحقها ارهاب الانتحاريين بالشعب الفلسطيني نفسه). ولكن لا يدور الحديث عنا عن الفيلم بل عن احتفال توزيع الجائزة للفيلم. فالاحتفال تحول الي مظاهرة من أجل الاقامة الفورية لدولة فلسطينية دون اي شرط . عمليا، احتفال الكرة الذهبي اقام الدولة الفلسطينية بزلة لسان مخرج ومجموعة مراسلي ترفيه. سيفر بلوتسكركاتب في الصحيفة(يديعوت احرونوت) 18/1/2006

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية