ملك المغرب يدعو الي تفعيل توصيات هيئة الانصاف في موضوع حقوق الانسان

حجم الخط
0

ملك المغرب يدعو الي تفعيل توصيات هيئة الانصاف في موضوع حقوق الانسان

حتي لا تتكرر الانتهاكات التي حدثت في عهد والده الراحلملك المغرب يدعو الي تفعيل توصيات هيئة الانصاف في موضوع حقوق الانسانالرباط ـ القدس العربي ـ من محمود معروف: كلف العاهل المغربي الملك محمد السادس المجلس الاستشاري لحقوق الانسان بتفعيل توصيات هيئة الانصاف والمصالحة التي اصدرتها نهاية تشرين الثاني/نوفمبر الماضي في ختام مهمتها حول الانتهاكات الجسيمة التي عاشها المغرب خلال العقود الاربعة التي تلت استقلاله.واشاد العاهل المغربي بعمل الهيئة التي ترأسها الناشط اليساري والمعتقل السياسي السابق ادريس بن زكري وتتكون من نشطاء في مجال حقوق الانسان ودعا كافة السلطات العمومية في البلاد الي مواصلة التعاون المثمر مع المجلس الاستشاري لحقوق الانسان لتجسيد حرصه الراسخ علي تعزيز الحقيقة والانصاف والمصالحة من خلال تفعيل توصات الهيئة التي وردت في تقرير من ستة مجلدات وسبعمئة صفحة سلمت للقصر الملكي.واضافة الي محاضر جلسات استماع عمومية لضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان من 1956 الي 1999 والكشف عن مصير ناشطبن اختطفوا وقضوا نحبهم تحت التعذيب ودفنوا سرا او مواطنين ضحايا مواجهات مع السلطات دفنتهم السلطات دون اعلام عائلاتهم، تضمن تقرير الهيئة قرارات بجبر ضرر ضحايا الانتهاكات وتوصيات لطي صفحة الماضي وضمانات بعدم تكرار الانتهاكات من بينها ملاحقة المسؤولين عن الانتهاكات والجلادين. وأكد الملك محمد السادس الجمعة أنه آن الأوان لتدبر حاضر أبنائنا ومستقبلهم من خلال التشمير عن ساعد الجد ومواصلة تضحيات جيل الاستقلال والمسيرة الخضراء .وجاء هذا في خطاب وجهه الي الشعب المغربي بثته القنوات التلفزيونية ومحطات الاذاعة الرسمية، بعد لقاء عقد بالقصر الملكي بالرباط حضره رئيس الحكومة ورئيسا غرفتي البرلمان، وأعضاء الحكومة، وكبار الضباط في القوات المسلحة وزعماء الاحزاب السياسية والمركزيات النقابية ورؤساء الفرق بالبرلمان، وأعضاء المجلس الاستشاري لحقوق الانسان، وأعضاء هيئة الانصاف والمصالحة وأعضاء لجن ومجموعات العمل المتعلقة بالتقرير حول 50 سنة من التنمية البشرية وآفاق 2025 ، وشخصيات تمثل المنعشين الاقتصاديين والفاعلين الجمعويين بمناسبة انتهاء مهمة هيئة الانصاف والمصالحة وتقديم الدراسة حـول التنمية البشرية بالمغرب.وقال العاهل المغربي بلسان حال أجيالنا الصاعدة أقول: كفي من الأنانية، والانطواء علي ذواتنا. وهدر الفرص الثمينة، واستنزاف الطاقات في معارك وهمية. وقد آن الأوان لتدبر حاضر أبنائنا ومستقبلهم، فشبابنا لن يتفهموا عدم تحقيق تطلعاتهم المشروعة للعيش الحر الكريم .وحرص الملك محمد السادس علي تبرأة والده الراحل الملك الحسن الثاني الذي شهد عهده (1961 الي 1999) مواجهات دموية مع القوي الديمقراطية المغربية والانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان وقال لقد أقدمنا بكل شجاعة وحكمة وثبات علي استكمال التسوية المنصفة لماضي انتهاكات حقوق الانسان، التي أطلق مسارها الرائد، منذ بداية التسعينيات، والدنا المنعم، جلالة الملك الحسن الثاني .وعبر العاهل المغربي عن يقينه بأن هذه المصالحة الصادقة التي أنجزناها لا تعني نسيان الماضي، فالتاريخ لا ينسي. وانما تعتبر بمثابة استجابة لقوله تعالي: فاصفح الصفح الجميل .ونوه الملك محمد السادس بالذين أشرفوا علي دراسة حول حصيلة وآفاق التنمية البشرية خلال 50 عاما، وبالكفاءات الوطنية التي ساهمت فيها وأعرب عن تطلعه الي أن يشكل هذا الانجاز الهام ، خير محفز علي استعادة النخبة، بمختلف مشاربها، لدورها التنويري، في نهضة الأمة، وانبثاق فكر استراتيجي. فضلا عن فتح نقاش تعددي وبناء، حول مشاريع مجتمعية متمايزة وواضحة مشيرا الي أن الهيئات الدستورية والسياسية، والنقابية والجمعوية، تظل هي المسؤولة عن بلورتها وتنفيذها، وفق الارادة الشعبية الحرة.وقال لقد ارتأيت أن أركز خطابي حول التوجه المستقبلي، لاستكمال المواطنة الكريمة، بتجديد العهد علي انجاز الورش المستديم للتنمية البشرية. وعلي التعبئة الشاملة لطاقات شبابنا، وفسح المجال أمام كل المبادرات المنتجة للثروات الاقتصادية، أو المبدعة في كل مجالات العلوم والفنون، داخل المغرب وخارجه .وقالت مصادر مغربية مسؤولة لـ القدس العربي ان خطاب الملك محمد السادس يشكل اشارة انطلاق لمسلسل اصلاح دستوري وسياسي يستند الي تقريري هيئة الانصاف والمصالحة و50 عاما من التنمية البشرية في المغرب.واوضحت المصادر ان مشاورات واسعة تنطلق خلال الايام القادمة بين القصر الملكي والاحزاب وممثلين عن منظمات المجتمع المدني والحقوقي والنقابات حول مسلسل الاصلاحات التي باتت ضرورية علي ضوء تحولات عرفها المغرب او هو مقبل عليها ، ان كان فيما يتعلق بقضية الصحراء الغربية التي اقترح الملك محمد السادس في وقت سابق منحها الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية اوالانتخابات التشريعية المقررة في خريف 2007 والتي يراهن عليها مختلف الفاعلين السياسيين لرسم صورة المغرب السياسي بعد التحولات التي عرفها في مختلف الميادين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية