مقاتلون معارضون: الهجوم الإسرائيلي يكشف ضعف الدفاع الجوي للأسد

حجم الخط
5

الغارات الإسرائيلية قرب دمشق

عمان- (رويترز): حين دوت صافرات الانذار من الغارات الجوية في واحد من اكثر المجمعات العسكرية السورية تحصينا كان أوان الحذر قد فات بالفعل وهاجمت الطائرات الاسرائيلية مجمع الهامة وتدافع الموظفون المدنيون في المساكن القريبة بحثا عما يحتمون به مع أسرهم.

وقالت مصادر من المعارضة ومن المقاتلين إن الطائرات الحربية شنت سلسلة غارات حول دمشق في الساعات الأولى من صباح يوم الأحد شملت الدفاعات الجوية للرئيس بشار الاسد. لكن اكثرها تدميرا كان في الهامة وهو موقع محاط بأسوار عالية مرتبط ببرنامج الرئيس السوري للأسلحة الكيماوية والبيولوجية.

وقال شاهد على الهجوم على الهامة الذي أضاء السماء ليلا وهز الأرض على بعد كيلومترات “ركضت الأسر الى الأقبية ومكثت هناك. سمعنا سيارات الاسعاف. كان هناك بضعة عاملين في المجمع حينذاك لكن لابد وأن هجوما بهذا الحجم قد قتل الكثير من الجنود من الحراس ومن أفراد الدوريات”.

وأثارت الغارات مخاوف من احتمال أن تنجر إسرائيل إلى الحرب الأهلية في سوريا التي تقول الأمم المتحدة إنها أسفرت عن مقتل 70 الف شخص منذ بدء الانتفاضة على حكم عائلة الاسد قبل عامين. واتهمت دمشق اسرائيل بتقديم مساعدة فعلية لمن تصفهم بأنهم إرهابيون لهم صلات بتنظيم القاعدة.

وقالت مصادر مخابراتية غربية إن الهدف من الهجمات كان منع سوريا من إرسال صواريخ مقدمة من ايران لحزب الله اللبناني لاستخدامها المحتمل ضد اسرائيل. ويوم الاثنين قلل جنرال اسرائيلي من عواقب ما حدث قائلا “لا تلوح الحرب في الأفق”.

وقال الشاهد إن النوافذ انفجرت في شقق العمال على بعد مئات الأمتار من محيط الهامة على الرغم من أن مركز الانفجارات كان أبعد كثيرا داخل الموقع الضخم المحاط بدفاعات جوية.

وقالت مصادر بالمعارضة إن الطائرات الحربية قصفت ايضا منشآت يتمركز بها الحرس الجمهوري التابع للأسد في جبل قاسيون المطل على وسط دمشق وحوض نهر بردى القريب.

ويقول سكان ونشطاء ومصادر عسكرية من المعارضة إنه يعتقد أن المنطقة طريق إمداد لحزب الله. ولا يمكن التحقق من صحة ما يقولونه بسبب القيود المفروضة على وسائل الإعلام التي تعمل في سوريا.

وقال قائد للمقاتلين إن قوات الاسد تعزز مواقعها في قاسيون منذ بدء الانتفاضة في مارس 2011 . وأضاف “استطاع الاسرائيليون الوصول الى مخازن الأسلحة. الانفجارات الثانوية تشير الى أنهم وصلوا الى الهدف مباشرة” مضيفا أن الدفاعات الجوية السورية التي أضعفتها الحرب الأهلية بالفعل “لم تستطع أن تفعل شيئا”.

وذكرت مصادر أخرى بالمعارضة أن الأهداف شملت الدفاعات الجوية التي تشمل صواريخ ارض جو روسية الصنع ومدافع ثقيلة مضادة للطائرات في قاسيون مطلة على حي برزة المعارض في دمشق.

وقال ناشط في دمشق طلب عدم نشر اسمه “الدمار بدا هائلا. سمعنا أن الجيش طلب من الجنود المتمركزين في قاسيون وممن هم في عطلات أن يظلوا بعيدا. الجيش يفعل هذا عادة حين تكون هناك فوضى كبيرة يحتاج للسيطرة عليها”.

وأطلقت قوات الأسد النار على مقاتلي المعارضة من قاسيون وهو منطقة عسكرية مغلقة الى حد كبير بعيدا عن شريط من المطاعم وسوت بالأرض مناطق من دمشق أسفله.

ولكن لم يتضح ما اذا كانت اسرائيل تساعد مقاتلي المعارضة بالفعل بمهاجمة مواقع قاسيون مثلما قالت دمشق أو انها هاجمت الدفاعات الجوية لمجرد حماية عملياتها ضد الصواريخ التي تقدمها إيران لحزب الله.

وكانت الحكومة السورية قد قالت إن اسرائيل هاجمت ثلاثة مواقع عسكرية. ونشرت عدة وسائل إعلام ما قالت إنها صورة من وكالة الانباء السورية الرسمية بها كومة من الخرسانة المنهارة في مبنى سوي بالأرض بموقع لم تحدده قالت إن الاسرائيليين استهدفوه. ولم تستطع رويترز التحقق من صحة الصورة.

وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وهو من أشد معارضي الاسد الثلاثاء إن الغارات الجوية الاسرائيلية أعطت الحكومة السورية فرصة للتستر على عمليات القتل التي تقوم بها.

وأضاف امام البرلمان في انقرة “الضربة الجوية الاسرائيلية التي نفذت ضد دمشق غير مقبولة على الاطلاق. لا منطق ولا عذر يمكن ان يبرر هذه العملية”.

وقالت مصادر بالمعارضة مطلعة على موقع الهامة إن جزءا كبيرا من المجمع الذي توجد به أنظمة صاروخية قصف فيما يبدو. وأضافت المصادر أن منصات متحركة لإطلاق الصواريخ هي جزء من نظام (اس.ايه-17) للدفاع الجوي الذي أمدت روسيا حليفتها سوريا به موجود في قاسيون دمر ايضا فيما يبدو.

وتشتبه أجهزة مخابرات غربية في أن أنشطة مرتبطة بالأسلحة الكيماوية جرت في الهامة. وتبادلت حكومة الاسد ومقاتلو المعارضة الاتهامات بشن ثلاث هجمات بأسلحة كيماوية أحدها قرب حلب والثاني قرب دمشق في مارس آذار والثالث قرب حمص في ديسمبر كانون الأول.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا إن 42 جنديا سوريا على الاقل قتلوا وإن 100 آخرين مفقودون.

وذكرت مصادر اخرى بالمعارضة أن عدد القتلى بلغ 300 جندي أغلبهم من الحرس الجمهوري وهي وحدة رفيعة المستوى تمثل خط الدفاع عن دمشق وأغلب اعضائها من الطائفة العلوية التي ينتمي لها الاسد والتي تسيطر على سوريا منذ الستينات.

وعلى الرغم من أن الخسائر بين قوات الاسد كبيرة فيما يبدو فإن مصادر بالمعارضة قالت إن الغارات استهدفت منشآت التخزين في الأساس. وقال مصدر آخر في دمشق “مهما كان ما قصفوه فإن احتمال أن يكون اي شيء قد بقي سليما ضئيل”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ياسر:

    ليس صحيحاً القول إن الدفاعات الجوية السورية قد أضعفتها الحرب الأهلية بل أضعفتها الهجمات التي قام بها المقاتلون المعارضون أنفسهم على مواقع تلك الدفاعات الجوية مما يؤكد تواطؤهم مع العدو الصهيوني لتهيئة الجو لهجمات مثل هذه.

  2. يقول Maamoun chawki:

    للتذكير فقد
    السورين يملكون دائما المفاجئات. من يتذكر قبل حرب أكتوبر 1973 كانت الغارات الإسرائيلية تشن على سوريا مثل على البنان الان. وكانت سوريا تمتلك صواريخ سام 7 الكيان الصهيوني كان لديه الشك في ان سوريا تمتلك هذه الصواريخ القيادة السوريه في ذلك الوقت لم تطلق صاروخ واحد. ونحن نعلم كيف فاجأ السرين الطيران الإسرائيلي بصوراخ سام. السياسة السورية تمتلك برودة أعصاب. فلا نأخذ قرارت من غير علما مسبق والمفاجأة آتية.

  3. يقول حميد:

    البركه في المعارضه التي لم تترك رادارآ إلا وحطمته ولا وسائط دفاع جوي إلا ودمرتها وهنا يبرز ألف سؤال وسؤال وشكوك حول هدف المعارضه من ذلك .

  4. يقول سلطان:

    لهذا السبب المعارضة المسلحة هدفها الاساسي الفاعات الجوية السوري – معظم المعارك للقوات المعارضة هي مركز الدفاع الجوي !!!!!!
    ماذا يعني هذا

  5. يقول نزار محمد:

    وهذا فعلا ما دأبت عليه المعارضة المسلحة خلال عامين ، والكل يذكر أول باص عسكري تمت مهاجمته وتصفية من فيه بالقرب من بانياس ، أولم يكن كل الضحايا من العاملين في الدفاع الجوي ؟ ومرج السلطان وغيرها من محطات الرادار والإنذار المباكر .. الخ .. لقد كان ومنذ البداية تدميرا ممنهجا بتواطؤ مسبق وتخطيط خبراء !

إشترك في قائمتنا البريدية